أوردت وسائل إعلام إسبانية أن مسؤولين في برشلونة برّروا المدفوعات الضخمة للحكم السابق خوسيه ماريا إنريكيز نيغريرا، بالتعويض عن "امتيازات" ينالها ريال مدريد. وأضافت أن مصلحة الضرائب خلُصت إلى أن برشلونة استخدم 7 شركات لدفع تلك الأموال، فيما تشتبه وزارة الخزانة بأن نيغريرا استخدم أكثر من نصف مليون يورو لـ"شراء" أطراف ثالثة في الملف.
جاء ذلك بعدما قدّمت النيابة العامة رسمياً، شكوى ضد الرئيس السابق لبرشلونة جوسيب ماريا بارتوميو، وسلفه ساندرو روسيل، والمسؤولَين السابقين أوسكار غراو وألبرت سولير، إضافة إلى النادي بوصفه شخصية اعتبارية، معتبرة أن "اتفاقاً شفهياً سرياً جداً" مع إنريكيز نيغريرا، استهدف أن "يُنفِذ، بصفته نائب رئيس اللجنة الفنية للحكام وفي مقابل أموال، إجراءات تميل إلى تفضيل برشلونة في اتخاذ الحكام قراراتهم أثناء المباريات التي يخوضها النادي، وبالتالي في نتائج المسابقات".
وأضافت النيابة أن التحقيق أثبت، على الأقلّ منذ عام 2001 وحتى يوليو 2018، أن برشلونة دفع 7.3 مليون يورو لنيغريرا، من خلال شركتين له. لكن الفواتير لا تتعلّق بـ"أي منفعة أو خدمات استشارية فنية حقيقية"، علماً أن الحكم السابق ذكر أنه قدّم "استشارات تحكيمية شفهية" للنادي.
"ندفع دفاعاً عن النفس"
صحيفة "إلموندو" نقلت عن رؤساء سابقين لبرشلونة ومديرين سابقين في النادي، يشملهم التحقيق بملف نيغريرا، قولهم في محادثات خاصة: "ندفع دفاعاً عن النفس".
وأضافت أن روسيل وبارتوميو واصلا المدفوعات للنائب السابق لرئيس "اللجنة الفنية للحكام"، والتي بدأت في عهد الرئيس السابق جوسيب لويس نونييز وأبقاها الرئيس السابق – الحالي جوان لابورتا، نتيجة "اقتناعهم بأن هناك نزعة نحو تفضيل ريال مدريد في طاقم التحكيم".
وتابعت الصحيفة أن مسؤولي النادي يؤكدون أنهم أخفوا تلك المدفوعات عن مديرين ومسؤولين تنفيذيين، من أجل "حمايتهم". ونقلت عن مصادر في الإدارات السابقة لبرشلونة إن النادي لم يوقف مدفوعاته لنيغريرا في وقت سابق، لأنه كان يمارس "ابتزازاً دائماً للنادي، من خلال اتهامات كاذبة، ولم يرغبوا في أن يؤدي ذلك إلى فضيحة عامة كبرى"، علماً أن الحكم السابق أبلغ مصلحة الضرائب أن برشلونة أراد ضمان "الحياد" في التحكيم.
ويُصرّ معسكر الرؤساء السابقين للنادي، على أن "فرقاً أخرى من (الدرجتين) الأولى والثانية" كانت تدفع أيضاً لحكام.
"ندفع ليواصلوا احترامنا"
في السياق ذاته، بثّت إذاعة "كادينا سير" أن روسيل أبلغ أعضاء مجلس الإدارة، خلال واحد من اجتماعاته الأولى أثناء الحقبة الأولى من رئاسة لابورتا (2003-2010)، بشأن المدفوعات لإنريكيز نيغريرا. ونقلت عنه قوله: "إذا أردنا أن يواصلوا احترامنا، علينا أن نواصل الدفع".
وأشار روسيل ولابورتا إلى "ما ورثاه من جوان غاسبارت" خلال ترؤسه برشلونة بين عامَي 2000 و2003، وشددا على ضرورة زيادة المدفوعات للحكم السابق، إذا "أرادا أن ينالا احتراماً"، بحسب الإذاعة.
سبع شركات تجارية
كذلك أفاد موقع "إل كونفيدينسيال" الإخباري بأن مصلحة الضرائب تشير إلى أن برشلونة استخدم 7 شركات تجارية مختلفة، في مدفوعاته لإنريكيز نغريرا وابنه خافيير.
ولفتت إلى اكتشاف تلك الشركات، لدى تحليل عمليات محاسبة لبرشلونة. أربع من تلك الشركات باتت معروفة، وتتبع اثنتان منها للحكم السابق، وثالثة لنجله، ورابعة للمسؤول السابق في النادي جوسيب كونتريراس.
وكشفت التحقيقات التي أجرتها المدعية العامة فيرخينيا سانشيز برييتو حتى الأسبوع الماضي، عن ثلاث شركات أخرى، إحداها مرتبطة بخافيير نيغريرا.
الموقع أفاد أيضاً بأن مصلحة الضرائب تشتبه في أن نيغريرا استخدم 550 ألف يورو من أموال برشلونة، لـ"شراء أطراف ثالثة".
وأشار إلى أن الحكم السابق سحب، من حسابه الشخصي ومن حساب شركته Dasnil 95، أكثر من 550 ألف يورو نقداً بين عامَي 2016 و2019، ولذلك طلب مفتشو وزارة الخزانة التحقيق في وجهة هذا المبلغ، علماً أن الاتحاد الإسباني لكرة القدم كان يدفع لنيغريرا كل مصاريف الإقامة والسفر والطعام، وبالتالي لم يكن بحاجة إلى سحب مبالغ نقدية ضخمة.
اقرأ أيضاً: