برشلونة والحكم السابق: دفعات غير رسمية لـ"إخفاء علاقتهما"

time reading iconدقائق القراءة - 2
مدخل ملعب "كامب نو" في برشلونة - 1 يوليو 2022 - AFP
مدخل ملعب "كامب نو" في برشلونة - 1 يوليو 2022 - AFP
دبي-الشرق

أوردت صحيفة "إلموندو" الإسبانية أن "المكتب الوطني للتحقيق في الاحتيال"، المعروف باسم "أونيف"(ONIF)، طالب نادي برشلونة، في مطلع عام 2021، بتسليمه كل الوثائق المتعلّقة بالمدفوعات لخوسيه ماريا إنريكيز نيغريرا، نائب رئيس لجنة الحكام سابقاً في إسبانيا، في مقابل "استشارات تحكيمية" للنادي الكاتالوني.

وأضافت أن مسؤول الإدارة في النادي أنخيل روكامورا، راجع كل الوثائق التي في حوزة برشلونة، ونبّه زملاءه إلا أن "لا عقد مكتوباً" مع الحكم السابق.

جاء ذلك بعدما فتح المدعي العام في برشلونة تحقيقاً بشأن دفع النادي الكاتالوني 1.4 مليون دولار، بين عامَي 2016 و2018، لشركة DASNIL 95 SL المملوكة لإنريكيز نيغريرا، الذي كان حكماً في دوري الدرجة الأولى، ونائب رئيس "اللجنة الفنية للحكام" في إسبانيا، بين عامَي 1994 و2018.

رئيس برشلونة جوان لابورتا أكد أن النادي "استعان سابقاً بخدمات مستشار خارجي، من أجل تقارير فنية عن لاعبين من الفئات العمرية في إسبانيا"، معتبراً أن "مشورة التحكيم طبيعية جداً في الأندية الكبرى".

وطمأن رافا يوستي، نائب رئيس برشلونة، أعضاء النادي، مؤكداً أنه سيتحلّى بـ"أقصى مقدار من الشفافية"، من أجل "الحفاظ على شرفه".

"نزعم جهلنا بالأمر"

لكن "إلموندو" ذكرت أن "المفاجأة الأولى" تمثلت في أن النادي لم يوقّع اتفاقاً رسمياً مع إنريكيز نيغريرا، في مقابل "استشارات" كبّدت النادي 6.9 مليون يورو خلال 17 عاماً على الأقلّ.

وكان برشلونة يدفع له 90 ألف يورو شهرياً، من دون اتفاق رسمي، "بهدف إخفاء العلاقة" بين الجانبين، بحسب "إلموندو".

ونقلت عن روكامورا قوله حرفياً لمحامين من خارج النادي، لجأ إليهم برشلونة بشأن كيفية الردّ على طلب "أونيف"، بعدما تبيّن أن ثمة مدفوعات متكرّرة من دون عقد مُبرم: "لا أعرف ما إذا كنتم تفضّلون أن نقول ذلك صراحة، أو أن نزعم جهلنا بالأمر"، علماً أن ثمة معلومات تفيد بأن النادي بدأ يدفع لإنريكيز نيغريرا قبل عام 2001، خلال عهد الرئيس السابق جوسيب لويس نونييز.

وذكرت "إلموندو" أنها حصلت على مراسلات داخلية لبرشلونة، تفيد بأن مسؤوليه تبادلوا آراء قبل عامين، لدى بدء التحقيق الضريبي في ملف الحكم السابق، في ما وصفته بـ"واحد من أضخم الفضائح في تاريخ كرة القدم الإسبانية"، علماً أن المدعي العام في كاتالونيا يحقق في الأمر.

وخاطب روكامورا محامياً، في 11 فبراير 2021، كان مسؤولاً عن مساعدة النادي في التعامل مع الملف الضريبي، "بأقلّ ضرر جانبي ممكن"، بحسب الصحيفة. وقال له: "الفواتير كلها متشابهة وهي كثيرة. يتغيّر الشهر فقط".

جوزيب كونتريراس

روكامورا أشار أيضاً إلى شركة أخرى طاولها تحقيق وزارة الخزانة، هي Tresep 2014, S.L.، المملوكة للمسؤول التاريخي في النادي جوزيب كونتريراس، والتي حُوّل لها 728 ألف يورو في مقابل "خدمات تعليمية"، بين عامَي 2015 و2018.

واستغلّ إنريكيز نيغريرا هذه المدفوعات ضد برشلونة، بعدما أوقف تمويله عام 2018، إذ وجّه رسالة إلى النادي، على شكل "بوروفاكس"، محذراً من كشف "مخالفات" و"فضيحة" ستكون لها "عواقب وخيمة".

وكما في حالة الحكم السابق، أقرّ روكامورا بعدم العثور على عقد رسمي مع شركة كونتريراس. ونقلت "إلموندو" عن مساعدين ضريبيين للشركة، إنهم لم يتمكّنوا من تسليم وزارة الخزانة وثائق عن العمل المزعوم الذي أجراه موكّلهم لبرشلونة، علماً أنه توفي قبل أشهر. وأكد هؤلاء أن كونتريراس احتفظ بنسخ الوثائق قبل وفاته، ولم يزوّدهم بها.

وفي إشارة إلى إنريكيز نيغريرا وكونتريراس، طلبت وزارة الخزانة من برشلونة "وصفاً تفصيلياً للخدمات التي يقدّمها" الرجلان، إضافة إلى الوثائق "التي تدعم" ذلك.

كذلك طالبت الوزارة بمعرفة "هوية الشخص أو الأشخاص الذين قدّموا الخدمات"، و"المكان" حيث يُفترض حصول ذلك، و"الشخص ذي الصلة المرجعية".

وبعد نقاش داخلي، أعدّ برشلونة رداً حمّل الشركتين المسؤولية، لافتاً إلى وجوب التواصل معهما من أجل الحصول على مزيد من المعلومات، بذريعة أن تفاصيل كيفية تنفيذ الخدمات المزعومة كانت "معلومات خاصة".

وفي حالة إنريكيز نيغريرا، زوّد برشلونة "أونيف" بمعلومات عن نجله خافيير، الذي كان يدير الشركة.

وأشارت الصحيفة إلى أن النادي سلّم وزارة الخزانة بيانات الفواتير الخاصة بالشركتين، لكنه احتفظ بتفاصيل الخدمات المقدّمة، ورسالة التهديد التي وجّهها الحكم السابق، وتكشف أن ثمة "ممارسات غير قانونية" في علاقته ببرشلونة.

خافيير إنريكيز

بين عامَي 2008 و2015، كان خافيير إنريكيز "مدرباً ذهنياً" في "اللجنة الفنية للحكام" بإسبانيا.

الحكم الإسباني السابق ألفونسو بيريز بورول لم يهتم بتلقي هذه "التدريبات"، مستدركاً أن ذلك لم يمنع حكاماً كثيرين من الاستعانة بخدمات خافيير إنريكيز، بشكل شخصي. ولا يزال اثنان منهما يمارسان مهنة التحكيم، بحسب "إلموندو".

ونقلت الصحيفة عن بيريز بورول قوله: "ثمة كثير من المنافسة في التحكيم، يمكنهم ترفيعك (من الدرجة الثانية إلى الأولى)، وإنزالك (إلى الدرجة الثانية)، وقد يكون جيداً بالنسبة إليك أن تتعاقد مع نجل نائب رئيس" لجنة الحكام.

إذاعة "كاتالونيا راديو" بثّت أن خافيير إنريكيز يواصل حتى الآن، نقل حكام من الفندق إلى ملعب "كامب نو" الخاص ببرشلونة، قبل المباريات.

وروت "إلموندو" أن خافيير إنريكيز أقلّ يوماً الحكام الأربعة لمباراة خاضها برشلونة، كان الفوز فيها سيقرّبه من إحراز لقب الدوري. وقال لهم في السيارة: "ثمة الكثير على المحك بالنسبة إلى برشلونة... وأنتم تدركون بالضبط ما عليكم فعله".

وأشارت الصحيفة إلى أن خافيير إنريكيز دخل الملعب مع الحكام الأربعة، وحيّا موظفين كثيرين في النادي.

تصنيفات