العد التنازلي للمونديال (يومان) إل بيندولينو البرازيلي كافو

time reading iconدقائق القراءة - 2
كافو أفضل لاعب حمل الرقم 2 في تاريخ كأس العالم - Sports.asharq
كافو أفضل لاعب حمل الرقم 2 في تاريخ كأس العالم - Sports.asharq
خاص -محمود ماهر

وصلت سلسلة «الشرق رياضة» للعد التنازلي الرقمي لموعد مونديال 2022 إلى الحلقة قبل الأخيرة، التي سنتعرف خلالها على قصص أهم مَن ارتدى الرقم 2 في تاريخ البطولة.

ركزنا في الشرق رياضة خلال سلسلة العد التنازلي، منذ يوم 1 نوفمبر 2022، على اللاعبين الذين تألقوا في المونديال بأرقام الأقمصة من 20 إلى 1، وشملت الحلقات اسماء لاعبين ظهروا في المونديال منذ نسخة سويسرا عام 1954 عندما قام الفيفا بتطبيق قانون كتابة الارقام على قمصان الفرق المشاركة.

كان الألماني أوليفر بيرهوف بطلاً للحلقة الأولى التي حملت رقم 20 بعدما ارتدى هذا الرقم في نسختين متتاليتين من كأس العالم 1998 و2002 مع الناسيونال مانشافت، وفي الحلقة التالية تطرقنا لصحاب أفضل أداء فردي في مونديال 1990، الإنجليزي بول جاسكوين الذي ارتدى الرقم 19، حتى وصلنا إلى الحلقة الماضية مع باولو مالديني ملك الرقم 3، اضغط هنا لقراءة المزيد.

واليوم الجمعة 18 نوفمبر 2022، مع تبقي 48 ساعة على انطلاقة كأس العالم في قطر يوم الأحد 20 نوفمبر، نستعرض معكم قصة إل بيندولينو..الرقاص أو البندول "كافو" أسطورة منتخب البرازيل وروما وميلان، الذي أبدع في مركز الظهير الأيمن بالرقم 2 خلال 3 نسخ متتالية من كأس العالم 1998 و2002 و2006، بالاضافة لمساهمته في التتويج بمونديال 1994 بالرقم 14.

إل بيندولينو

ماركوس إيفانجيليستا دي مورايش "كافو" أو كما لقب خلال مشواره الطويل بـ "إل بيندولينو"، هو واحد من أعظم قادة المنتخب البرازيلي على مر العصور، وأهمهم جنبًا إلى جنب كارلوس ألبيرتو جيسوس في مركز الظهير الأيمن، والأفضل في التاريخ بالرقم 2 بفضل الاستمرارية التي تمتع بها أمام جميع أبناء جيله.

كافو نجم البرازيل في 4 كؤوس عالم متتالية من 1994 إلى 2006
كافو نجم البرازيل في 4 كؤوس عالم متتالية من 1994 إلى 2006 - Getty

منذ سبعينيات القرن الماضي افتقدت كرة القدم البرازيلية لنوعية بيليه وجيرزينيو وجارينشا وزيتو وجيلمار، ممن يستطيعون الحفاظ على مستواهم لأطول مدة زمنية ممكنة.

تركيز اللاعب البرازيلي دائمًا في انحدار من ناحية الاستمرار لمدة طويلة في الملاعب بنفس المستوى الفني والبدني والجاهزية الجسدية.

لو قارنا اللاعب البرازيلي بنظيره الارجنتيني سنجد فروقات كبيرة، حتى أولئك الذين اتسموا بالالتزام في حياتهم الشخصية مثل كاكا وريفالدو وروبرتو كارلوس، لم يستطع أحدهم الاستمرار لمدة زمنية طويلة بنفس الأداء والاستعداد مثلما فعل خافيير زانيتي وسيباستيان فيرون ومارادونا وباساريلا.

كافو كان مختلفًا عن جميع البرازيليين الذين ظهروا في الـ 40 سنة الماضية من حيث الاستمرارية، إذ استطاع البقاء صامدًا أمام جميع المتغيرات التي طرأت على خطط كرة القدم بين فترتي التسعينيات والألفية الجديدة، رغم أن مركزه كظهير أيمن يبقى من أصعب المراكز ويحتاج للشباب والحيوية الدائمة خاصةً بالنسبة للاعب تجاوز الـ 30 عامًا.

لكن في كرة القدم الحديثة، كافو كان أمنية أي مدير فني، فمنذ أن بدأ مسيرته مع فريق شباب ساو باولو في البرازيل، أكد قدرته على تأدية جميع الأدوار الممكنة في المنطقة اليمنى، سواء كظهير دفاعي ثابت أو كظهير متحرك أو كجناح دفاعي، أو كجناح هجومي، حتى بلغ عامه الـ 38 عندما اعتزل.

فاز مع ساو باولو بكأس ليبرتادوريس وبطولة العالم مرتين متتاليتين في عامي 1992 و1993، ليحصل على لقب أفضل لاعب كرة قدم في أميركا الجنوبية عام 1994، وهي نفس السنة التي تخطت شهرته حدود الوطن بمشاركة مميزة في مونديال الولايات المتحدة الأميركية.

جذب هذا النجاح انتباه أندية أوروبا لينتقل في 1997 إلى صفوف روما الذي كان مصدر جذب دائم للاعبين البرازيليين منذ ثمانينات القرن الماضي بسبب لاعبين أمثال فالكاو وسيريزو وآندرادي وريناتو وألداير.

نال كافو بعدها لقب إل بيندولينو أو القطار السريع The Express Train، بسبب الركض إلى الأمام بسرعة فائقة ثم العودة بنفس السرعة إلى الخلف طوال المباراة، دون أن يفقد طاقته أو تقل سرعته.

الأكثر مشاركة في تاريخ البرازيل بالمونديال

شارك كافو في العديد من الانجازات التاريخية مع منتخب البرازيل خلال فترتي التسعينيات وبداية الألفية، وصار الأكثر مشاركةً في تاريخ البرازيل مع كؤوس العالم بعدد الدقائق والمباريات، أكثر من الظاهرة رونالدو بمباراة واحدة، وهو إنجاز غير متوقع بسبب الأسطورة بيليه الذي تواجد في جميع النسخ التي لعُبت في الفترة من 1958 إلى 1970، لكن كافو فعلها وخطف الرقم الاستثنائي الذي سيتوجب على الراغب في تحطيمه أن يعمل بنفس الإلتزام داخل وخارج الملعب لمدة 15 سنة.

بدأت رحلة كافو مع المونديال بالقميص رقم 14 في 3 مباريات كبديل خلال نسخة الولايات المتحدة الأميركية عام 1994، من بينهم مباراة التتويج أمام إيطاليا بفارق ركلات الجزاء.

كافو يشارك في نهائي مونديال 1994 برقم 14 أمام روبرتو باجيو
كافو يشارك في نهائي مونديال 1994 برقم 14 أمام روبرتو باجيو - Getty

في تلك النسخة فشل كافو في الحصول على رقمه المفضل بسبب رغبة المدافع «جورجينيو» في الاحتفاظ بالرقم 2 الذي تألقه به بصورة مُلفتة خلال مونديال إيطاليا 1990.

غير أن كافو فرض نفسه بقوة على الجميع ليتحصل على الرقم 2 في النسخة التالية من المونديال عام 1998، والتي شهدت قيادته للسامبا نحو الفوز في اللقاء الافتتاحي أمام اسكتلندا بتسجيل هدف جميل، وانتهت المقابلة بنتيجة 1/2.

تألق كافو في المباريات التالية أمام المغرب والنرويج والدنمارك وهولندا ليقود بلاده إلى النهائي عن جدارة واستحقاق، قبل أن يتعرض لخسارة مروعة أمام فرنسا بثلاثية نظيفة.

كافو يسجل في مرمى اسكتلندا بافتتاح كأس العالم 1998
كافو يسجل في مرمى اسكتلندا بافتتاح كأس العالم 1998 - Getty

رغم ظهور أسماء جديدة في بداية الألفية مثل مايكون وبيليتي، رفض كافو الاستسلام لعامل السن، وواصل التدرب واللعب كأساسي وعلى أعلى مستوى، لينجح في المشاركة كأساسي خلال مونديال كوريا واليابان 2002، والذي تألق خلاله بشكل غير عادي مع شارة القيادة، ليقود السامبا للتتويج للمرة الخامسة في التاريخ بعد هزيمة ألمانيا في النهائي بهدفين دون رد.

تابع كافو على نفس النسق باللعب على أعلى مستوى مع ميلان ليجد نفسه أساسيًا مع البرازيل خلال مونديال 2006، والذي شهد اكماله لـ 20 مباراة مونديالية بعدما بدأ أمام فرنسا في الدور ربع النهائي.

كافو وعلي سولي مونتاري في مونديال 2006
كافو وعلي سولي مونتاري في مونديال 2006 - Getty

سجل أسطورة روما مشاركته مع البرازيل في 17 مباراة كأساسي و3 مشاركات كبديل خلال 4 كؤوس عالم متتالية.

وخاض كافو 11 مباراة كقائد في المونديال، بالاضافة إلى تقديمه لـ 4 تمريرات حاسمة انتهت بأهداف، تساوى بهم مع رونالدينيو وكاكا في نفس رصيد التمريرات الحاسمة بالمونديال (لكل منهم 4 تمريرات).

ساهم في التتويج بكأس العالم 1994، وكان أحد الأسباب الرئيسية مع رونالدو وريفالدو للتأهل لنهائي 1998، وأحد أعمدة التتويج بمونديال 2002، أما مونديال 2006 فقد اكتفى خلاله بتسجيل بعض الأرقام القياسية الخاصة بعدد المشاركات.

لماذا كافو أفضل 2؟

بسبب ما قدمه كافو، أصبح الظهير في كرة القدم الحديثة أكثر من مُجرد لاعب يُجيد الدفاع واستخلاص الكرة من الخصم، حيث تعددت أدواره، وصار يجب عليه المضي قدمًا والعمل كصانع ألعاب في الخطوط الأمامية دون إهمال دوره الرئيسي كمدافع.

كافو في نهائي كأس العالم 1998 بين البرازيل وفرنسا
كافو في نهائي كأس العالم 1998 بين البرازيل وفرنسا - Getty

نتيجة لذلك غالبًا ما يتم إدراج اسم كافو على أنه أعظم ظهير أيمن لعب كرة القدم على الإطلاق، فلم يفعل مثل بعض المدافعين بعد تجاوز الـ 30 عامًا بتغيير مركزه من الظهير إلى قلب الدفاع لتوفير طاقته أو لتجنب التعرض للمراوغة من اللاعبين المهرة أو خوفًا من الإصابة مثلما فعل الظهير الإيطالي باولو مالديني أو الإسباني سيرخيو راموس.

سُميَ كافو بـ إل بيندولينو أي البندول أو الرقاص، نظرًا لتمتعه بلياقة بدنية غير عادية طوال مسيرته. والبندول هو جسم مرتبط بخيط ثابت في ساعات الحائط، يتحرك بشكل ترددي ذهابًا وإيابًا، من اليمين إلى اليسار، وأطلق عليه العرب اسم «الرقاص» لأنه لا يتوقف عن الحركة.

كافو يرفع كأس العالم 202
كافو يرفع كأس العالم 202 - Getty

كان وصفه من قبل الإعلام الإيطالي والبرازيلي بهذا الاسم، مُلائمًا لمسيرته الكروية التي بدأت عام 1992 حتى انتهت بالاعتزال في مايو 2008، بعدما قدم أداءً مكوكيًا على الرواق الأيمن في كل الأوقات ما بين الدفاع والهجوم وأمام جميع الخصوم مهما كانوا.

من هما أفضل لاعبيّن حملا الرقم 2 في تاريخ كأس العالم؟

كافو يحتفل بهدفه في مرمى اسكتلندا بافتتاح كأس العالم 1998
كافو يحتفل بهدفه في مرمى اسكتلندا بافتتاح كأس العالم 1998 - Getty

كافو - البرازيل. مونديال 1998 و2002 و2006 (لعب مونديال 1994 بالرقم 14).

بيرتي فوجتس - ألمانيا. مونديال 1974 و1978 (لعب مونديال 1970 برقم 7).

طالع الحلقات السابقة من سلسلة أساطير الأرقام في المونديال

(20 يومًا) الرأس الذهبية

(19 يومًا) جازا

(18 يومًا) الغواص كلينسي

(17 يومًا) قاتل أحلام البرتغاليين

(16 يومًا) عرف الديك الذهبي

(15 يومًا) ذيل الحصان

(14 يومًا) السلفادور

(13 يومًا) دير بومبر

(12 يومًا) هدية فان باستن الحزين

(11 يومًا) أعجوبة ميرو

(10 أيام) ملك اللعبة

(9 أيام) الظاهرة رونالدو

(8 أيام) الخنجر ستويتشكوف

(7 أيام) بيكس أقوى من كريس

(6 أيام) الفارس الشاحب

(5 أيام) القيصر بيكنباور

(4 أيام) أو كابيتو كارلوس ألبيرتو جيسوس

(3 أيام) الكابيتانو الأنيق باولو مالديني

تصنيفات