العد التنازلي للمونديال (12يومًا) تيتي هدية فان باستن الحزين

time reading iconدقائق القراءة - 2
تييري هنري أعظم رقم 12 في تاريخ كأس العالم - Asharq
تييري هنري أعظم رقم 12 في تاريخ كأس العالم - Asharq
خاص -محمود ماهر

يواصل معكم «الشرق رياضة» سلسلة العد التنازلي الرقمي لموعد مونديال 2022، الذي سينطلق يوم 20 نوفمبر الجاري لأول مرة في تاريخ الشرق الأوسط على الأراضي القطرية.

خصص الشرق رياضة منذ بداية العد التنازلي لـ 20 يومًا على موعد بداية المونديال، سلسلة استثنائية يستعرض فيها "أفضل اللاعبين الذين ارتدوا القمصان من 20 لـ 1" تحديدًا منذ تطبيق فيفا لقانون كتابة الارقام على القمصان لأول مرة في مونديال 1954.

في الحلقات الماضية، استعرضنا قصة الألماني أوليفر بيرهوف مع الرقم 20 في كأس العالم، ثم الإنجليزي بول جاسكوين مع الرقم 19، والألماني كلينسمان 18، والمغربي عبد الرزاق خيري 17، وجوني ريب 16، وروبرتو باجيو 15، ويوهان كرويف 14، وجيرد مولر 13.

واليوم الثلاثاء 8 نوفمبر، مع تبقي 12 يومًا على بداية كأس العالم، نأخذكم في رحلة جديدة مع قصة أسطورة الرقم 12 في تاريخ المونديال، اللاعب الذي امتاز بالسرعة الفائقة والذكاء الحاد، والدقة اللا مُتناهية، ووصف بالغزال الأسمر، تييري دانيل هنري.

الدكتور تيتي هدية فان باستن الحزين

عندما اعتلى الهولندي ماركو فان باستن صدارة هدافي كأس أمم أوروبا 1988 برصيد 5 أهداف، من بينهم هاتريك في مرمى إنجلترا خلال دور المجموعات، انتظر العالم بأسره ما سيقدمه في مونديال 1990 مع مارادونا ورودي فولار وكانيجيا، وإذا ما كان مع زميليه روود خوليت وفرانك ريكارد، سيضعوا هولندا على مسافة واحدة من عمالقة المستديرة «ألمانيا الغربية والبرازيل وإيطاليا والأرجنتين» كما فعل من قبل الثلاثي «يوهان كرويف ونسكينز وجوني ريب» في فترة السبعينيات.

ذهب فان باستن مع رفاقه إلى إيطاليا التي عرفت تألقًا كبيرًا له رفقة ميلان، إلاّ أنه قبل بدء البطولة قرر خلع رقم سعده وهناه «12» لحمل الرقم 9 في مونديال 1990.

النهاية كانت كارثية، أخفق فان باستن في تدوين أي هدف مع هولندا بعد أن شارك في 4 مباريات كأساسي ضد مصر وإنجلترا وجمهورية آيرلندا ثم أمام ألمانيا الغربية حين ودعت هولندا البطولة من الدور ثمن النهائي.

ماركو فان باستن مهاجم هولندا هداف امم اوروبا 1988 بالرقم 12
ماركو فان باستن مهاجم هولندا هداف امم اوروبا 1988 بالرقم 12 - Getty

استمر الحظ العاثر في مُطاردة ماركو فان باستن مع منتخب هولندا بالغياب عن نهائيات كأس العالم 94 في الولايات المتحدة الأمريكية بسبب تعرضه لإصابة خطيرة في الكاحل انهت مسيرته ككل بالاعتزال قبل تجاوزه الـ 29 عامًا!

في نفس التوقيت الذي كان يُقدم فيه فان باستن على أصعب قرار باعتزال كرة القدم، وانتهاء مسيرته دون أي بصمة أو تاريخ مُشرف في كأس العالم، برزت موهبة شاب أسمر في الملاعب الفرنسية مع موناكو، يُدعى تييري دانيل هنري، أو كما لُقب بـ «الدكتور وتيتي»، جاء ليكون بمثابة الهدية التي تُذكر العالم دائمًا بماركو فان باستن ورقمه المثير 12.

تييري هنري يهرب من رقابة روبرتو باجيو في ربع نهائي كأس العالم 1998
تييري هنري يهرب من رقابة روبرتو باجيو في ربع نهائي كأس العالم 1998 - Getty

الفتى صاحب خفة الحركة والمهارة الفردية والخيال الواسع في التسديد والمراوغة، بدا عليه التأثر الشديد بأسلوب لعب ماركو فان باستن فطلب حمل الرقم 12 في كل مكان ذهب إليه، وتمسك به تمسكًا كبيرًا حين حصل على فرصته لتمثيل منتخب بلاده في البطولات الكبرى فيما بعد.

وأكد بعد عدة سنوات مدى ولعه وحبه للرقم 12 حين سُئل عن سر تمسكه بهذا القميص ولماذا ارتداه عندما عاد إلى آرسنال في 2012 بنظام الإعارة.

رد "أونري" ذات مرة عن سر الرقم 14 الذي ارتداه معظم الوقت مع آرسنال، ولماذا لم يستعن به مع فرنسا مفضلاً عليه الرقم 12، في لقاء أجراه بعد عدة سنوات من رحيله عن لندن.

وقال الفرنسي أنه أراد ارتداء رقم مثله الأعلى «فان باستن» حين وصل إلى آرسنال من موناكو، لكن تواجد اللاعب كريستوفر وريه الذي كان يرتدي 12 دفعه نحو التحول لرقم أسطورة هولندية أخرى «يوهان كرويف».

كان هذا الاعتراف على هيئة دردشة مباشرة على انستجرام مع فابريجاس برعاية شركة ملابس رياضية كبرى، بعد أن طلب منه الإسباني تسمية هدفه المفضل مع آرسنال، فكان الرد مُفاجئًا للجميع من هنري، فلم يكن أمام ريال مدريد في البرنابيو 2006 أو أمام الخصم اللدود للمدفعجية مانشستر يونايتد في إحدى مباريات الدوري بل كان أمام ليدز يونايتد بعد العودة للنادي معارًا في يناير 2012 حين شارك كبديل للمغربي مروان الشماخ في الشوط الثاني على ملعب الإمارات.

تييري هنري يسجل هدفه ال12 في 12 مباراة له امام ليدز يونايتد بالقميص رقم 12 مطلع عام 2012
تييري هنري يسجل هدفه ال12 في 12 مباراة له امام ليدز يونايتد بالقميص رقم 12 مطلع عام 2012 - Getty

قال هنري «هدفي ضد ليدز يونايتد في كأس الاتحاد الإنجليزي عندما عُدت إلى آرسنال على سبيل الإعارة بموسم 2012/2011. هو الأفضل في مسيرتي مع النادي، لماذا؟ لأنني كنت أرتدي رقمي المفضل 12 الذي لم يحالفني الحظ لارتداءه مع الفريق في بداياتي لأنه ملكاً للاعب آخر».

أكمل هنري «سجلت ضد ليدز بعد مرور 12 دقيقة من مشاركتي كبديل خلال الشوط الثاني، وكانت هذه المباراة هي الـ 12 لي ضد ليدز يونايتد، وكان هذا هو هدفي الـ 12 ضدهم أيضًا، وكنا وقتها بدأنا العام الجديد 2012، هل تعرف ماذا يعني ذلك، وجدت نفسي احتفل بطريقة هستيرية لهذا السبب».

كيف تفوق هنرى على مثله الأعلى؟

كان تييري هنري مثل باقي المهاجمين صغار السن في نهاية الثمانينيات وأوائل التسعينيات ممن انبهروا بقدرات ماركو فان باستن التهديفية ولمسته القاتلة داخل صندوق العمليات، فعمل على تقليده في كل شيء، ومن ضمن الأمور التي قلده فيها ارتداء الرقم 12 الذي فضله على جميع الأرقام الأخرى في 4 كؤوس عالم متتالية مع منتخب فرنسا، عكس جميع اللاعبين الذين يقومون بارتداء هذا القميص مرة واحدة ثم يقومون بتغييره بعدما يزيدون شهرة، كما فعل فان باستن نفسه!

تييري هنري والمدرب ريمون دومينيك في كأس العالم 2006
تييري هنري والمدرب ريمون دومينيك في كأس العالم 2006 - Getty

واختار أسطورة آرسنال ارتداء الرقم 12 على مدار مسيرته كنوع من الوفاء لما تعمله من ماركو فان باستن الذي ألهمه للعب كمهاجم صريح، ودفعه نحو مغادرة يوفنتوس على الفور، عندما بدأ المدرب مارتشيلو ليبي تغيير منصبه من الهجوم إلى مركز الجناح الأيسر، ليرحل إلى آرسنال من أجل تحقيق حلمه كي يكون المهاجم رقم 1 للديوك ويحمي حظوظه في لعب جميع نسخ كأس العالم القادمة وسط منافسة شرسة مع دافيد تريزيجيه ولويس ساها وسيدني جيفو وجابرييل سيسيه.

نجح تيتي في مُبتغاه بالحفاظ على لياقته البدنية لفترة زمنية أكثر بكثير مما فعل ماركو فان باستن فتفوق على استاذه ولعب 4 نهائيات لكأس العالم أعوام 1998 و2002 و2006 و2010.

شارك الغزال الأسمر في 17 مباراة في 4 كؤوس عالم متتالية، من بينهم 12 مباراة كأساسي و3 مباريات كبديل، مُسجلاً 6 أهداف، بواقع 3 أهداف في تتويج فرنسا بمونديال 98، و3 آخرين في وصافة فرنسا لمونديال 2006.

جاءت آخر مشاركات هنري مع منتخب فرنسا في كأس العالم، من على دكة البدلاء خلال مباراتين فقط في الدور الأول من مونديال جنوب أفريقيا، أوروجواي (0/0) في الجولة الأولى، ثم أمام جنوب أفريقيا (1/2) في الجولة الثالثة بعد أن جلس على الدكة في الخسارة من المكسيك 0/2، لتودع فرنسا الدور الأول برصيد نقطة.

زيدان يهنيء هنري بكأس العالم 1998
زيدان يهنيء هنري بكأس العالم 1998 - Getty

ومثلما كانت نسخة 2010 للنسيان بالنسبة لهنري، فقد كان كأس العالم 2002 أسوأ، إذ ودعت فرنسا من الدور الأول، وكان هنري في أفضل لحظاته الكروية رفقة آرسنال، لكنه لعب مباراة واحدة فقط أمام السنغال وخسرت بلاده بهدف دون رد، وفي الجولة الثانية طُرد أمام أوروجواي عند الدقيقة 25 بالبطاقة الحمراء المباشرة، ليتخلف عن مباراة الدنمارك في الجولة الأخيرة، والتي شهدت خسارة فرنسا بهدفين دون رد، لتودع بنقطة يتيمة!.

لكن مساهمته الكبيرة في تتويج فرنسا بكأس العالم 1998 رغم الغياب عن النهائي أمام البرازيل، ثم الترشح لنهائي 2006، انجازات مميزة تشفع له، وتجعله الأكثر تأثيرًا في تاريخ المونديال برقم 12، أكثر من الأسطورة الألمانية «فولفجانج أوفيراث» بطل مونديال 1974، والذي خاض 19 مباراة وسجل 3 أهداف في 3 كؤوس عالم متتالية بالرقم 12 مع منتخب ألمانيا الغربية (66 و70 و74).

رأسيات زيدان ظلمت هنري

سجل تييري هنري هدفًا أمام جنوب أفريقيا في الجولة الأولى من مجموعات 98، وثنائية أمام السعودية في الجولة الثانية، وشارك كبديل في الفوز على الدنمارك 1/2، ثم لعب كأساسي ضد باراجواي في ثمن النهائي عندما انتصر الديوك بهدف ذهبي للوران بلان.

وخلال ربع النهائي، وُضع هنري في اختبار صعب حين طلب منه المدرب إيميه جاكيه تسديد ركلة جزاء ترجيحية أمام إيطاليا، نجح في تسجيلها لتفوز بلاده 3/4.

زيدان وهنري وماكيليلي في تدريبات فرنسا
زيدان وهنري وماكيليلي في تدريبات فرنسا - Getty

وفي مباراة نصف النهائي لعب كبديل ضد كرواتيا خلال الشوط الأول، وساهم بوضوح في تسجيل ليليان توران لهدفين في الشوط الثاني.

غير أنه غاب عن النهائي الحلم أمام البرازيل بسبب عدم الحاجة لمشاركته كبديل خلال الشوط الثاني، بعد التقدم بهدفين نظيفين من ركنيتين في الشوط الأول، أدى إلى تقليل البعض من دوره في ذلك التتويج التاريخي.

انفرد زين الدين زيدان بالاشادات التي انهالت عليه من كل حدب وصوب، بعدما خطف الأضواء بفضل رأسياته الساحقة في مرمى تافاريل، قبل أن يشارك في صناعة الهدف الثالث لإيمانويل بوتيه.

تحدى تيري هنري هذا التهميش، وعمل جاهدًا على الوصول لأفضل مستوياته قبل خوض كأس العالم 2006 في ألمانيا، وهناك ظهر بصورة مغايرة تمامًا عن الصورة الباهتة التي ظهر بها في مونديال 2002 ثم في يورو 2004.

تمكن تيتي من تسجيل هدف عند الدقيقة 9 أمام كوريا الجنوبية خلال الجولة الثانية من دور المجموعات، بعد التعادل من دون أهداف أمام سويسرا في الافتتاح، وخلال الجولة الثالثة أكد الفوز على منتخب توجو العنيد بتسجيل الهدف الثاني بعد دقائق من الهدف الأول لباتريك فييرا

وساعد هنري زملائه لتجاوز عقبة المنتخب الشاب «إسبانيا» في ثمن النهائي بثلاثية لهدف، وأمام البرازيل تغلب على صراعه مع الظهير السريع «روبرتو كارلوس» خلال 90 دقيقة، مع تسجيل هدف الفوز الوحيد بعد تلقيه تمريرة عرضية مذهلة من زين الدين زيدان في الدقيقة 57.

تييري هنري نجم مباراة فرنسا والبرازيل في مونديال 2006
تييري هنري نجم مباراة فرنسا والبرازيل في مونديال 2006 - Getty

عبرت فرنسا ملحمة حامل اللقب لمواجهة برازيل أوروبا «البرتغال» في نصف النهائي، لتفوز 1-0 على رفاق رونالدو وفيجو، وتلاقي إيطاليا في النهائي.

لكن المدرب ريموند دومينيك رفض الاستعانة بتييري هنري في ركلات الجزاء بسحبه عند الدقيقة 107 خلال الأشواط الإضافية من أجل إشراك سيلفيان ويلتورد الذي تكفل بتسجيل أول ركلة ترجيحية بنجاح، قبل أن يخفق دافيد تريزيجيه بتسديدة فاشلة، وتخسر فرنسا 3/5 بعدما ورطها زيدان بنطحته الشهيرة في صدر ماركو ماتيراتزي.

من هم أفضل 12 لاعبًا حملوا الرقم 12 في تاريخ كأس العالم؟

تييري هنري نجم مباراة فرنسا والبرازيل في مونديال 2006
تييري هنري نجم مباراة فرنسا والبرازيل في مونديال 2006 - Getty
  1. تييري هنري - فرنسا. مونديال 1998 و2002 و2006 و2010.
  2. هيلموت ريهن - ألمانيا الغربية. مونديال 1954 (غيره لرقم 8 في مونديال 1958).
  3. فولفجانج أوفيراث - ألمانيا الغربية. مونديال 1966 و1970 و1974.
  4. الحارس سيرجيو جويكوتشيا - الأرجنتين. مونديال 1990.
  5. آلان جيريس - فرنسا. مونديال 1982 و1986.
  6. روب رينسينبرينك - هولندا. مونديال 1978 (لعب برقم 15 في مونديال 1974).
  7. نيلتون سانتوس - البرازيل. مونديال 1958 (لعب دون رقم في مونديال 1950 وبرقم 3 مونديال 1954 وبرقم 6 مونديال 1962).
  8. جان جاك مارسيل - فرنسا. مونديال 1954 و1958.
  9. كازيميرز دينا - بولندا. مونديال 1974 و1978.
  10. أليكسندر بيتاكوفيتش - يوغوسلافيا. مونديال 1958.
  11. فاليري فورونين - الاتحاد السوفيتي. مونديال 1962 و1966.
  12. روود كرول - هولندا. مونديال 1974 (لعب برقم 5 في مونديال 1978).

طالع الحلقات السابقة

(20 يومًا) الرأس الذهبية

(19 يومًا) جازا

(18 يومًا) الغواص كلينسي

(17 يومًا) قاتل أحلام البرتغاليين

(16 يومًا) عرف الديك الذهبي

(15 يومًا) ذيل الحصان

(14 يومًا) السلفادور

(13 يومًا) دير بومبر

الحلقة القادمة مع أسطورة الرقم 11 ميروزلاف كلوزه ولماذا هو أفضل من روماريو ورومينيجه؟

تصنيفات