العد التنازلي للمونديال (19 يومًا)..جازا هازم جراتسياني وزامبروتا

time reading iconدقائق القراءة - 2
بول جاسكوين يقود إنجلترا لتعذيب مدافعي ألمانيا في مونديال 1990 - Getty
بول جاسكوين يقود إنجلترا لتعذيب مدافعي ألمانيا في مونديال 1990 - Getty
خاص - محمود ماهر

يُقدم لكم «الشرق رياضة» الحلقة الثانية من سلسلة العد التنازلي الرقمي لموعد انطلاق مونديال قطر 2022، الذي سيبدأ الموافق 20 نوفمبر الجاري لأول مرة في التاريخ على الأراضي العربية.

خصص الشرق رياضة سلسلة العد التنازلي عن "أفضل اللاعبين الذين ارتدوا الأرقام من 20 لـ 1" في بطولات كأس العالم السابقة، منذ تطبيق الفيفا لكتابة الارقام على القمصان لأول مرة في مونديال 1954.

وكان الألماني أوليفر بيرهوف، بطلاً للحلقة الأولــى التي حملت الرقم 20، نظرًا لتأثيره الملموس في تأهل بلاده إلى ربع نهائي مونديال نسخة فرنسا 1998 ونهائي نسخة كوريا واليابان 2002، وتسجيله لأربعة أهداف.

اضغط هنا للاطلاع على الحلقة الأول لأفضل رقم 20 في كؤوس العالم

جازا المشاكس يُغطي على ثنائي إيطاليا والبرازيل

تميز القليل من اللاعبين برقم 19 في تاريخ كأس العالم، حيث دائمًا ما كان يتعرض صاحبه للتهميش على دكة البدلاء أو ضعف المستوى النابع من صغر سنه، بسبب منحه عادةً للاعبين تحت سن الـ 23 عامًا.

برقم 19 فاز المدافع البرازيلي زيتو بلقب كأس العالم 1958 للمرة الثانية في تاريخ البلاد، وخلال النسخة التالية في مونديال 1962 على أرض تشيلي، قرر نجم الهجوم «فافا» الاستغناء عن القميص رقم 20 الذي ارتداه في مونديال السويد، والحصول على القميص رقم 19 من زيتو الذي ارتدى الرقم 4، ليشارك فافا في التتويج بثالث مونديال في تاريخ السامبا.

وسار مهاجم تورينو الشهير «فرانشيسكو جراتسياني» على خطى زيتو وفافا بارتداء الرقم 19 مع منتخب ايطاليا في مونديال 1978 وعمره 25 عامًا، لكن ايطاليا ودعت من دور المجموعات الثاني لتنتقل للعب مباراة المركز الثالث الذي خسرته أمام البرازيل (1/2).

ورغم انتقاله إلى فيورنتينا واكتسابه لشهرة مضاعفة في السنوات التالية من مسيرته، تمسك جراتسياني بارتداء نفس الرقم في مونديال 1982 الذي ساهم خلاله بتحقيق لقب البطولة.

وكرر الظهير الأيمن لنادي يوفنتوس "جيانلوكا زامبروتا" تجربة فرانشيسكو جراتسياني في مونديال 2006 الذي فازت به إيطاليا على أرض ألمانيا حين ارتدى القميص رقم 19.

غير أن كل هؤلاء "زيتو وفافا وجراتسياني وزامبروتا" لم ينجحوا في اكتساب نفس الشهرة والنجومية التي حظى بها الإنجليزي الموهوب "بول جاسكوين" بالرقم 19، في كل كؤوس العالم منذ عام 1930 حتى الآن.

قد يعتقد البعض أن سبب شهرة بول جاسكوين نابع من القدرات الإعلامية الإنجليزية الهائلة في تضخيم اللاعبين الإنجليز لا سيما أولئك الذين يتمتعون بمهارات فردية نادرة وسط كوكبة من اللاعبين الكلاسيكيين.

بول جاسكوين مع منتخب انجلترا بالقميص رقم 19 في مونديال 1990
بول جاسكوين مع منتخب انجلترا بالقميص رقم 19 في مونديال 1990 - Getty

لكن مَن شاهد بول جاسكوين مع نادي لاتسيو وفي مونديال 1990 يعي جيدًا أنه لم يُضخم أو ما شابه، فقد عَبر عن نفسه في 6 مباريات دون تسجيل أي هدف بصورة أفضل من جميع اللاعبين الذين ارتدوا الرقم 19 في كؤوس العالم السابقة، وفي النسخ التالية.

لدرجة أن البعض كان يتحضر خلال مونديال 1990، لإطلاق اسم بول جاسكوين على تلك النسخة لو كانت إنجلترا حققت التأهل للنهائي أو فازت بها كما حدث مع مارادونا والارجنتين في 1986.

تمكن بول جاسكوين الملقب بـ «جازا» من قيادة منتخب إنجلترا لتحقيق الفوز 3 مرات في مونديال 90، والتعادل 3 مثلهم، وخسارة مباراة واحدة في الوقت الأصلي كانت ضد إيطاليا.

تسبب جازا بتمريراته الحاسمة ومشاكسته الدائمة للمدافعين في تأهل الأسود الثلاثة إلى نصف نهائي البطولة للمرة الأولى في تاريخ البلاد منذ التتويج الوحيد مع بوبي مور ورفاقه جيف هيرست وبوبي تشارلتون عام 1966.

الاداء الانسيابي واللعب برشاقة وبمهارة فردية عالية وبقتالية، أمور ذكرت الجميع بما كان يفعله مارادونا في مونديال 86، فلم يستطع أحد من منتخبات جمهورية آيرلندا وهولندا ومصر في دور المجموعات على إيقافه أو الحد من خطورته، ثم منتخب بلجيكا في دور الـ 16.

وكان جاسكوين - لاعب نيوكاسل وايفرتون ولاتسيو الأسبق - بطلاً لمباراة إنجلترا والكاميرون في ربع النهائي التي ساعد فيها بقلب تأخر بلاده إلى فوز مثير بنتيجة 2/3 بعد التمديد لأشواط إضافية.

وأمام منتخب ألمانيا في نصف النهائي، واصل العزف المنفرد وفعل كل شيء في الكرة، لتصل المباراة إلى ركلات جزاء ترجيحية أضاع فيها ستيوارت بيرس وكريس وادل ركلتين، دون أن يسدد جاسكوين أي ركلة.

بول جاسكوين في مباراة إنجلترا وجمهورية آيرلندا بنهائيات مونديال ايطاليا 90
بول جاسكوين في مباراة إنجلترا وجمهورية آيرلندا بنهائيات مونديال ايطاليا 90 - Getty

ولا تزال لقطة بكاء جازا بعد الخروج أمام ألمانيا من المونديال، والانتقال للعب مباراة المركز الثالث أمام إيطاليا، عالقة في أذهان محبي كرة القدم إلى الآن بل أن صورته من أهم الصور الخالدة في تاريخ المونديال.

لسوء حظ جمهور كرة القدم انتهت مسيرة جاسكوين مُبكرًا في الملاعب الإنجليزية بسبب الإدمان على الكحوليات، وبداية الانحدار كانت بعد رحيل مكتشف جاسكوين الحقيقي من تدريب إنجلترا «بوبي روبسون» ومجيء المدرب المتواضع جرهام تايلور الذي فشل في قيادة إنجلترا للتأهل إلى نهائيات كأس العالم 1994، ليقتصر بعدها دور جاسكوين على يورو 1996 الذي ودعته إنجلترا من نصف النهائي، أيضًا أمام ألمانيا بفارق ركلات الجزاء.

بكاء بول جاسكوين بعد خروج إنجلترا من مونديال 1990 أمام ألمانيا بركلات الجزاء
بكاء بول جاسكوين بعد خروج إنجلترا من مونديال 1990 أمام ألمانيا بركلات الجزاء - Getty

وفي مونديال 1998 قرر المدرب الشاب «جلين هوديل» استبعاد جاسكوين المشاكس، والاعتماد بشكل كلي على جيل جديد من اللاعبين أمثال مايكل أوين في الهجوم جوار الخبير آلان شيرار، ومن خلفهم صاحب الركلات الثابتة المتقنة ديفيد بيكهام، والفتى الأشقر صاحب التسديدات القوية «بول سكولز» الذي اعتقد الاعلام الإنجليزي في البداية أنه خليفة جاسكوين إلى أن جاء واين روني في بداية الألفية، لكنه أيضًا لم يكن بنفس مستوى وإبداع ومهارات جاسكوين.

العد التنازلي للمونديال (18 يومًا) الغواص كلينسي هازم كوبا وماتزولا

تصنيفات