اختار ليونيل ميسي التوقيع مع نادي إنتر ميامي الأميركي بدلاً من العرض السعودي أو العودة إلى برشلونة خلال سوق الانتقالات الصيفية الحالية، بسبب قواعد اللعب المالي النظيف لرابطة الليغا.
وقرر ميسي مغادرة باريس سان جيرمان وتجاهل تفعيل بند تجديد العقد لمدة سنة إضافية نهاية الشهر الجاري، لعدم شعوره بالسعادة في ملعب حديقة الأمراء الذي دائماً ما تعلو فيه صافرات الاستهجان ضد "لا بولغا" خاصةً بعد تغلبه على منتخب فرنسا في نهائي كأس العالم 2022.
وترددت أنباء حول رفض ليونيل ميسي الانتقال إلى نادي الهلال السعودي رغم تسلمه لعرض ضخم وصل لـ 400 مليون يورو كراتب سنوي من صندوق الاستثمارات السعودي لإحياء منافسته القديمة مع كريستيانو رونالدو الذي يلعب للنصر منذ يناير الماضي.
ويتساءل حالياً العديد من عشاق كرة القدم عن الاغراءات المالية التي قدمها إنتر ميامي وجعلت ليونيل ميسي يُفضل عرضه على عرضي الهلال وبرشلونة في الميركاتو الصيفي 2023، وإذا ما كان بعض أصدقاءه المفضلين سينضمون له في الفريق، وعلى رأسهم سيرجيو بوسكيتس؟
قوانين الليغا لم تمنع عودة ميسي
لم تكن قوانين الليغا الخاصة باللعب المالي النظيف هي السبب الرئيسي في عدم عودة ميسي إلى برشلونة، كما ألمح خلال التصريحات التي أدلى بها لصحيفتي سبورت وموندو ديبورتيفو يوم أمس.
لكن السبب الرئيسي هو عدم قدرة برشلونة على تحمل راتب ميسي السنوي أو منحه امتيازات استثنائية في نهاية مسيرته الكروية، بالتالي فإنه باهظ الثمن بالنسبة لإدارة النادي الكتالوني.
وعلى الرغم من زيادة دخل برشلونة بنسبة 25٪ مع عودة ميسي، وفقاً لتوقعات إدارة النادي، إلا أن عقده كان سيُجهز على فاتورة رواتب النادي بشكل كبير بإجمالي 25 مليون يورو سنوياً، بصافي 13 مليون يورو، أي الراتب القريب من ذلك المدفوع لروبرت ليفاندوفسكي، وهو مبلغ كان سيؤثر بشكل كبير على الحد الأقصى للرواتب الذي حدده الدوري الإسباني، حول قيود الميزانية.
وقالت إذاعة مونت كارلو في تقرير لها اليوم الخميس "حتى لو أعطت رابطة الدوري الإسباني الضوء الأخضر لدراسة الجدوى التي قدمها النادي الكتالوني لجعل ميزانيته تتوافق مع معايير وقوانين اللعب المالي النظيف، فإن الفائز بسبع كرات ذهبية رأى أن هناك الكثير من الشكوك والقيود على المستوى الاقتصادي التي تسببت من قبل في دفعه نحو الرحيل عام 2021".
وعلق ميسي على هذه النقطة قائلاً "بعد المرور بما مررت به والخروج من النادي بتلك الطريقة، لم أرغب في أن أحد نفسي في موقف مشابه، وأنتظر لأرى ما سيحدث وأترك مستقبلي بين يدي شخص آخر، إذا جاز التعبير. أردت اتخاذ قراري الخاص، فكرت في نفسي وعائلتي".
وأضاف ميسي "سمعت أن النادي أضطر لبيع اللاعبين وخفض الرواتب، الحقيقة لم أرد أن يحدث ذلك أو أن أكون مسؤولاً عن أي شيء متعلق بتلك الأمور".
كيف اقتنع ميسي بمشروع إنتر ميامي؟
بدلاً من قبول العرض الضخم من الهلال، والذي وصفته الصحف الفرنسية بعرض "الإكس إكس لارج"، وافق ميسي على عرض إنتر ميامي، واقتنع بمشروعه بعدما وُعد بالحصول على امتيازات مالية نادرة مع إمكانية ضم عدد من اللاعبين المُقربين منه وفي مقدمتهم سيرخيو بوسكيتس الذي أعلن بشكل واضح انتظاره لخبر انتقال ميسي إما إلى الهلال أو ميامي لتحديد وجهته القادمة بعد انتهاء مسيرته مع برشلونة بشكل رسمي هذا الشهر.
وسيتسلم ميسي راتباً قدره 50 مليون دولار، حوالي 47 مليون يورو خلال السنة الأولى له رفقة إنتر ميامي، مع رفعه لحوالي عشرة ملايين دولار في الموسم الثاني.
وبالاضافة إلى الراتب، سيعقد صاحب الـ 36 عاماً اتفاقية ربحية مع شركة أبل بحصوله على نسبة من عدد المشتركين الجدد الذين سيسجلون في خدمة مشاهدة مباريات الدوري الأميركي للمحترفين MLS في أبل تي في.
كما لا تزال هناك مفاوضات بينه وبين ديفيد بيكهام حول الحصول على حصة في ملكية نادي إنتر ميامي تتراوح ما بين 25 إلى 35٪، وبخلاف ذلك ستمنحه شركة أديداس للملابس الرياضية نسبة من الأرباح التي ستتحقها من السوق الأميركي خلال تواجده مع إنتر ميامي.
وليس من المستغرب أن ليونيل ميسي لن يحتسب في سقف رواتب نادي إنتر ميامي بفضل اتاحة ميزة لكل فريق من فرق الدوري الأميركي بوجود 3 رواتب استثنائية.
ويحصل حالياً المكسيكي رودولفو بيزارو والإكوادوري ليوناردو كامبانا والبرازيلي غريغور، على رواتب ضخمة في إنتر ميامي، بالتالي سيتوجب على إدارة النادي تغيير الوضع التعاقدي لغريغور بسرعة من أجل السماح بتسجيل نجم مثل ليونيل ميسي.
وفي الوقت الحالي، لا يحتاج إنتر ميامي إلى بيع أحد لاعبيه من اللاعبين أصحاب الرواتب الضخمة، ولكن تشير العديد من وسائل الإعلام الأميركية إلى احتمالية حدوث ذلك إذا اتجه المالك - ديفيد بيكهام - نحو التعاقد مع نجوم آخرين لا يرتبطوا بعقود في الميركاتو الصيفي الحالي أمثال أنخل دي ماريا ولويس سواريز وسيرجيو بوسكيتس، والثلاثة أصدقاء مقربين من ليونيل ميسي.