خاص - محمود ماهر
يقدم لكم "الشرق رياضة" الحلقة الثالثةمن سلسلة العد التنازلي الرقمي لموعد انطلاق مونديال قطر 2022، الذي سيبدأ الموافق 20 نوفمبر الجاري لأول مرة في التاريخ على الأراضي العربية.
خصص الشرق رياضة سلسلة العد التنازلي عن "أفضل اللاعبين الذين ارتدوا الأرقام من 20 لـ 1" في بطولات كأس العالم السابقة، منذ تطبيق الفيفا لكتابة الارقام على القمصان لأول مرة في مونديال 1954.
كان الألماني أوليفر بيرهوف، بطلاً للحلقة الأولى من هذه السلسلة التي بدأت من الرقم 20، نظرًا لتأثيره حين حمل هذا الرقم مع منتخب ألمانيا في مونديالي 1998 و2002.
انتقلنا في الحلقة الثانية للحديث عن قصة موهبة الإنجليز بول جاسكوين في كأس العالم 1990، كأعظم لاعب ارتدى القميص رقم 19 بعد الأداء الخرافي الذي قاد به إنجلترا للدور نصف النهائي لأول مرة منذ 1966.
وفي حلقة اليوم 3 نوفمبر، نتحدث معكم عن الغواص كلينسي، صاحب المسيرة المُذهلة مع منتخب ألمانيا بالقميص رقم "18" الذي ذاع صيته لمدة 10 أعوام كاملة في 3 كؤوس عالم مُتتالية.
اضغط هنا لقراءة العد التنازلي (20 يومًا) أوليفر بيرهوف
اضغط هنا لقراءة العد التنازلي (19 يومًا) بول جاسكوين
كلينسمان هازم كوبا وماتزولا
برز القميص رقم 18 في بطولات كأس العالم للمرة الأولى خلال نسخة 1954 حين ارتداه الفرنسي الموهوب «ريموند كوبا»، لكنه أخفق في ترك بصمة مؤثرة حاله كحال باقي زملائه.
اكتفى كوبا الذي لم يتجاوز عامه ال22 بتسجيل هدف يتيم من ركلة جزاء خلال مباراة المكسيك في دور المجموعات بمونديال سويسرا 54. مع ذلك أصر نجم ستاد ريمس وريال مدريد، على العودة من جديد بنفس الرقم (18) في مونديال السويد 1958 الذي تفجرت فيه مواهبه بتسجيل 3 أهداف ساعد بهم منتخب بلاده على انتزاع المركز الثالث من ألمانيا الغربية.
لم يستمر ظهور كوبا أكثر من ذلك، ففي مونديال تشيلي 1962 فشل في قيادة فرنسا للتأهل إلى النهائيات وكان عمره 32 عامًا فقط، لتتوقف مسيرته الدولية بهذه الصورة متوسطة المستوى والتي لم تُعبر عن إمكانياته، ما أعطى فرصة لمن هم بعده للتألق برقمه المفضل (18).
وظل كوبا البطل الأول لهذا الرقم حتى ظهر المهاجم السريع المشاغب «يورجن كلينسمان» الذي فاجأ العالم حين قاد منتخب ألمانيا للتتويج بمونديال 1990 على حساب الأرجنتين بركلة جزاء جلبها بنفسه.
خلال حقبة التسعينات، كان كلينسمان أحد أفضل 3 مهاجمين في العالم وأيقونة للرقم 18 الذي انتشر على القميص ذو الكتف المُزركش بعلم ألمانيا بصورة رهيبة بين عشاق اقتناء أقمصة المنتخبات حتى مونديال 2002.
حين انطلقت مسيرة كلينسمان في كأس عالم تحت قيادة المدرب فرانز بيكنباور عام 1990 لم يتوقع أحد تمكنه من المشاركة في التشكيلة الأساسية للنسيونال مانشافت في الـ 7 مباريات من الافتتاح إلى النهائي.
لياقته العالية وجاهزيته الذهنية قبل كل مباراة جعلت بيكنباور يعتمد عليه بشكل كلي خاصةً أنه أثبت نفسه في المباراة الأولى ضد يوغوسلافيا بتسجيل هدف، ثم أمام الإمارات بتسجيل هدف آخر في الفوز بنتيجة 1/5، وفي ربع النهائي أحرز هدفًا ثالثًا وفازت ألمانيا على هولندا (1/2)، ثم ساهم في الفوز على تشيكوسلوفاكيا في ربع النهائي وعلى إنجلترا في نصف النهائي، ليتأهل للمباراة الختامية أمام الأرجنتين، والتي كان نجمًا لها.
لُقب يورجن في وسائل الإعلام العالمية بعد مونديال إيطاليا بـ "الغواص" بسبب قدراته الخاصة على التوغل بسرعة فائقة من بين أعتى المدافعين، وتسجيل الأهداف برأسيات من وضع الطيران من زوايا صعبة.
السقوط ببراعة وبطريقة مُقنعة للحكام عند الإلتحام خارج أو داخل منطقة الجزاء، كانت من المميزات الحاسمة والمؤثرة في مسيرة كلينسمان، فتلك الخصلة مكنته من التسبب في طرد مدافع الأرجنتين "بيدرو مونزون" بالبطاقة الحمراء المباشرة خلال الشوط الثاني (د 65) من نهائي مونديال 90.
ونتج عن ذلك الطرد في اكمال رفاق مارادونا للمباراة بـ 9 لاعبين فيما بعد نظرًا لحصول المهاجم "جوستافو ديزوتي" على ببطاقتين صفراوين ليطرد في الدقيقة 87 بعد اعتداء على المدافع كولر، وأحتسبت لصالح كلينسمان ركلة جزاء تُوجت بسببها ألمانيا بثالث كأس عالم لها في التاريخ.
أيقونة الرقم 18
لم يكتف كلينسمان بهذا التفوق المثير على نجومية الفرنسي ريموند كوبا أو البرازيلي جوزيه ألتافيني أو المدافع الإنجليزي نورمان هانتر بطل مونديال 1966، حيث أراد ألا يتفوق عليه أي أحد يُفكر في ارتداء الرقم 18 في المستقبل القريب أو البعيد.
بعد صخب مونديال 90، سبب وجود كلينسمان رعبًا حقيقيًا لكل من كان يواجه منتخب ألمانيا بدءًا من يورو 1992 حتى موعد اعتزاله للمستديرة عقب مونديال 1998.
تمكن كلينسمان في نسختي مونديال 94 و98 من رفع رصيده لـ 11 هدفًا في 17 مباراة في 3 نسخ لكأس العالم، من بينهم 4 أهداف في أول 3 مباريات من مونديال 94، ليضع نفسه جنبًا إلى جنب أفضل الهدافين التاريخيين للبطولة على مر التاريخ.
وسجل لنفسه رقمًا خاصًا خلال تلك الفترة كأول لاعب في تاريخ كرة القدم ينجح في إحراز 3 أهداف أو أكثر في 3 نسخ من كأس العالم (3 في 90 و5 في 94 و3 في 98)، قبل أن يعادل هذا الرقم البرازيلي رونالدو بين 98 و2006 ثم الألماني كلوزه بين 2002 و2010.
ودع المنتخب الألماني آنذاك من نفس المرحلة "دور الـ 8" على يد دول شرق أوروبا "بلغاريا وكرواتيا"، لكنه بين النسختين ظفر بكأس أمم أوروبا 1996 في إنجلترا من التشيك بقيادة كلينسمان الذي حمل بعدها شارة الكابتن في 5 مباريات بمونديال 98 عندما سجل 3 أهداف أمام أمريكا وإيران والمكسيك قبل الخروج الصادم بثلاثية نظيفة أمام رفاق دافور شوكر.
كلينسمان سيبقى هو أيقونة الرقم 18، فلم يستطع كوبا تحقيق نصف ما حققه، ولم يقترب منه البرازيلي «جوزيه ألتافيني» الشهير بماتزولا من قريب أو من بعيد.
صحيح فاز ماتزولا بكأس العالم مع البرازيل عام 1958 بالرقم 18، لكنه اكتفى بتسجيل هدفين أمام النمسا في الافتتاح، ولعب 3 مباريات فقط، وخطف بيليه الأضواء منه بإمتياز.
وبعدها بـ 4 أعوام، انقلب على البرازيل وغَير ولاءه باللعب مع إيطاليا في مونديال 1962 بالرقم 9، الذي ظهر خلاله في مباراتين ضد ألمانيا وتشيلي دون تسجيل أي هدف، رغم أنه يعتبر ثالث أعظم هداف في تاريخ الدوري الإيطالي بعد جوسيبي مياتزا وجونار نوردال، لكنه بالطبع ليس أعظم من ملك الرقم 18 في كل كؤوس العالم "يورجن كلينسمان".
العد التنازلي للمونديال (17 يومًا) قاتل أحلام البرتغال أهم من فونتين
تصنيفات
