العد التنازلي للمونديال (17 يومًا) قاتل أحلام البرتغاليين أهم من فونتين

time reading iconدقائق القراءة - 2
احتفال المغربي عبد الرزاق خيري في مباراة البرتغال بمونديال 1986 - Google
احتفال المغربي عبد الرزاق خيري في مباراة البرتغال بمونديال 1986 - Google
خاص - محمود ماهر

يقدم لكم "الشرق رياضة" الحلقة الرابعة من سلسلة العد التنازلي الرقمي لموعد انطلاق مونديال قطر 2022، الذي سيبدأ الموافق 20 نوفمبر الجاري لأول مرة في التاريخ على الأراضي العربية.

خصص الشرق رياضة سلسلة العد التنازلي عن "أفضل اللاعبين الذين ارتدوا الأرقام من 20 لـ 1" في بطولات كأس العالم السابقة، منذ تطبيق كتابة الارقام على القمصان لأول مرة في مونديال 1954 حتى الآن.

كان الألماني أوليفر بيرهوف بطلاً للحلقة الأولى للعد التنازلي، بصفته أفضل لاعب حمل الرقم 20 في نهائيات كأس العالم، وتبعه الإنجليزي بول جاسكوين كأفضل رقم 19، ثم يورجن كلينسمان كأفضل رقم 18.

في حلقة اليوم 4 نوفمبر، قررنا تغيير النمط الذي سرنا عليه خلال الثلاث حلقات الأولى من هذا العد التنازلي، بتحويل الأنظار من اللاعبين العالميين المشاهير إلى العرب، ليكون بطل هذه الحلقة المغربي "عبد الرزاق خيري" الذي يستحق أن يُخلد اسمه في تاريخ كؤوس العالم بفضل إنجازه الفريد الذي يصعب تكراره من جديد.

قاتل أحلام البرتغاليين أهم من فونتين

للقميص رقم 17 قصة مثيرة للاهتمام مع كأس العالم خاصةً بالنسبة لنا كعرب وبالنسبة للأفارقة، فهو القميص الذي ارتداه بطل ملحمة المغرب والبرتغال في الجولة الثالثة من دور مجموعات مونديال المكسيك 1986، ونتج عنها أول إنجاز حقيقي وملموس للقارة السمراء في تاريخ مشاركات منتخباتها في كؤوس العالم منذ تجربة مصر المتواضعة عام 1934 وصولاً بتوديع المغرب للدور الأول 70 ثم زائير 74 وتونس 78 وخروج الجزائر بمؤامرة في 82.

النجم المغربي عبد الرزاق خيري، كان بمثابة المفتاح الذي مهد الطريق أمام العرب والأفارقة ولكل من لديهم طموح لمقارعة أعتى منتخبات العالم في النسخ التالية.

ما فعله لم ينساه أي برتغالي إلى الآن، ويكفي أن أسطورتهم وأسطورة أتلتيكو مدريد "فوتري" ظل يتحدث طويلاً عن انها كانت أتعس ليلة عاشها بعدما قُضي فيها على حظوظ "برازيل أوروبا" في البطولة من الدور الأول، وهم كانوا المرشحين للمنافسة على اللقب رفقة الارجنتين وفرنسا وألمانيا.

نجم المغرب عبد الرزاق خيري امام البرتغال في كأس العالم 1986
نجم المغرب عبد الرزاق خيري امام البرتغال في كأس العالم 1986 - Google

فعل "خيري" خيرًا في حياة مسيرة رقم 17 فقد صار له شنة ورنة غير عادية، حيث ارتداه عميد لاعبي منتخب مصر "أحمد حسن" لأكثر من 20 سنة، واحتفظ به نجم وسط الكاميرون الراحل مارك فيفيان فويه في الفترة من 1993 حتى وفاته في كأس القارات 2003.

خيري الذي كان أحد أساطير خط وسط نادي الجيش الملكي المغربي، بالطبع ليس أهم رقم 17 في المونديال عبر التاريخ، وليس أهم من أفضل مَن ارتداه "فونتين" لكنه صنع مجدًا خاصًا لقارة أفريقيا التي تجرأت بعدها كثيرًا على الأوروبيين واللاتنيين.

قتل عبد الرزاق أحلام البرتغاليين في ثالث جولات دور مجموعات مونديال المكسيك، بعد تعادلين سلبيين لأسود أطلس أمام بولندا وإنجلترا، بتسجيل ثنائية المغرب في الدقيقتين 19 و27، وانتهت المباراة بنتيجة 1/3، ليقود بلاده إلى أول تأهل في تاريخ العرب وأفريقيا إلى دور الـ 16 من كأس العالم، وسط ذهول العالم الذي كان يصف المغرب آنذاك بمُجرد "حصالة" للمجموعة وفريسة سينقض عليها الجميع لضمان الترشح.

كانت بولندا في تلك الفترة من أقوى المنتخبات بسبب وجود الثنائي الهجومي «زبيجنيو بونياك وفلودزميزيرز سمولاريك»، والبرتغال كانت وصيفة كأس أمم أوروبا بعد خسارة النهائي أمام فرنسا 1984، وإنجلترا حدث ولا حرج مُرشح دائم خصوصًا تحت قيادة المدرب المتميز بوبي روبسون.

لهذا لم يكن يتوقع أي شخص بعد سحب قرعة مونديال 1986 تحقيق رفاق بادو الزاكي لأي شيء يذكر، وأنهم ببساطة سيصبحوا حصالة جمع نقاط، لكن انقلبت الموازين بقيادة «عبد الرزاق خيري» وأصبح المغرب بطلاً للمجموعة السادسة في المركز الأول برصيد 4 نقاط بفارق نقطة عن إنجلترا الثانية وبولندا التي بالكاد ترشحت كأفضل ثالث!.

تعادلت المغرب في الجولة الأولى من دون أهداف أمام بولندا وشارك عبد الرزاق خيري كبديل خلال الشوط الثاني وفي نفس الجولة انتصرت البرتغال على إنجلترا بهدف كارلوس مانويل.

احتفال المغربي عبد الرزاق خيري في مباراة البرتغال بمونديال 1986
احتفال المغربي عبد الرزاق خيري في مباراة البرتغال بمونديال 1986 - Google

تكررت نتيجة التعادل في الجولة الثانية مع المغرب أمام إنجلترا بحضور نجم مانشستر يونايتد بريان روبسون وهداف توتنهام جاري لينكر، وفي نفس الجولة خسرت البرتغال من بولندا بهدف، لتشتعل المنافسة في الجولة الثالثة.

انتفض بدوره منتخب الأسود الثلاثة الإنجليزي وكسر صيامه التهديفي بهزيمة بولندا بهاتريك جاري لينكر، وعلى الجانب الآخر كشر منتخب أسود أطلس المغربي عن أنيابه بثنائية عبد الرزاق خيري في الدقيقتين 19 و27.

جاء الأول للمغرب بقذيفة لا تصد ولا ترد بالقدم اليمنى بعد مجهود فردي من عبد الرزاق، بينما سجل هدفه الثاني بالقدم اليسرى بفضل تمريرة عرضية أرسلها "خليفة العابد". وخلال الشوط الثاني أضاف عبد الكريم كريمو الهدف الثالث للأسود.

صعدت المغرب لمواجهة ألمانيا الغربية، لكنها خسرت وودعت بسبب هدف قاتل في الدقيقة 87 من لوثر ماتيوس.

شارك عبد الرزاق خيري كأساسي في تلك المباراة لمدة 90 دقيقة، ونال اعجاب الخبراء، وودع كأس العالم بعدها للأبد، غير أن قصته ستبقى في كتب التاريخ "سرمدية" بعدما كسر القيد الذي كبل أقدام العرب والأفارقة لسنين طوال لإنجاز شيء يذكر في المونديال.

هل عبد الرزاق خيري أفضل 17؟

لا يوجد أي لاعب في تاريخ كؤوس العالم حتى هذه اللحظة تمكن من تسجيل 13 هدفًا في نسخة واحدة من البطولة، كما فعل المهاجم الفرنسي الرهيب «جوست فونتين» مع بلاده في 6 مباريات بمونديال السويد 1958.

عبد الرزاق خيري في مباراة المغرب والمانيا الغربية خلال كأس العالم 1986
عبد الرزاق خيري في مباراة المغرب والمانيا الغربية خلال كأس العالم 1986 - Getty

كل محاولات أبرز نجوم العالم وأفضل الهدافين بأت بالفشل للاقتراب من رقم فونتين، وبالكاد استطاع البعض منهم من خلال 4 مشاركات معادلة وتجاوز رقمه هذا.

فكيف يمكن لأحد أن يزحزحه من على عرشه كأفضل لاعب صاحب رقم 17 في تاريخ المونديال؟

بالطبع عبد الرزاق خيري ليس أهم من فونتين بالنسبة للفرنسيين أو للأوروبيين، لكنه كما أسلفنا مهم لنا كعرب وأفارقة، فهو الأفضل بهذا الرقم في تاريخنا خلال كل كؤوس العالم التي لعُبت حتى الآن.

كان لا بد أن نبرز اسمه جيدًا ضمن أساطير المونديال في هذا العد التنازلي، فما فعله كان أسطوريًا، وفتح الطريق أمام أفريقيا للعب بجرأة وبشجاعة أمام الأوروبيين ليؤكد أن كرة القدم ليست بالاسماء بل بما يقدم من اداء فني ولعب رجولي داخل المستطيل الأخضر.

من أكثر لاعب حمل رقم 17 في كأس العالم؟

حمل الرقم 17 العديد من الأساطير واللاعبين المهمين في 14 نسخة مختلفة من كأس العالم منذ عام 1958 في مقدمتهم كما ذكرنا الفرنسي جوست فونتين صاحب هاتريك في باراجواي وسوبر هاتريك في ألمانيا الغربية، بالاضافة لثنائيتين أمام يوغوسلافيا وآيرلندا الشمالية، وهدف ضد أسكتلندا في المجموعات وآخر ضد البرازيل في نصف النهائي.

روبرت يارني بالقميص رقم 17 مع منتخب يوغوسلافيا في مونديال 1990
روبرت يارني بالقميص رقم 17 مع منتخب يوغوسلافيا في مونديال 1990 - Getty

غير أن فونتين انتهت مسيرته عند 6 مباريات فقط في ذلك المونديال برصيد 13 هدفًا على الأراضي السويدية والميدالية البرونزية بعد هزيمة ألمانيا في مباراة تحديد المركز الثالث بنتيجة 6/3.

ويوصف الصربي الكرواتي روبرت يارني كأكثر لاعب وفي لهذا الرقم، نظرًا لاستخدامه كمحطة من عدة اللاعبين صغار لحين انتهاء مسيرة لاعب مخضرم مثلما فعل البرازيلي جارزينيو والأرجنتيني آريل أورتيجا والبرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني روبرتو ينسيني.

أورتيجا ارتداه في بداياته مع المنتخب خلال مونديال 1994 الذي شهد نهاية مسيرة مارادونا ثم استبدله برقم 10 في مونديال فرنسا 98.

ورونالدو البرتغالي ارتداه في مونديال 2006 ثم استبداله بـ 7 في 2010 بعد اعتزال فيجو، وسينسيني ارتداه في مونديال 90 واستبدله برقم 4 في مونديال 94.

والايطالي روبرتو دونادوني حمل هذا القميص أيضًا في مونديال 1990 وغيره بـ 16 في مونديال 94، كما ارتداه دينلسون في فوز البرازيل بمونديال 2002 الذي عرف تألقًا لافتًا للاعب التركي «إيلهان مانزيس» بالرقم 17 لكن في نسخة يتيمة بسبب اخفاقات تركيا بعد ذلك في التصفيات.

وارتداه الإسباني خواكين سانشيز في مونديال 2002، والذي ظل يمارس كرة القدم باحترافية إلى ما بعد عام 2022.

وقبل سنوات طويلة جدًا ارتدى البرازيلي الشهير جارزينيو الرقم 17 في مونديال 1966، وتخلص منه بعدها من أجل ارتداء القميص 7 في مونديال 1970 الذي شهد تسجيله لـ 7 أهداف قاد بهم بلاده لثالث تتويج في التاريخ.

روبرت يارني بالقميص رقم 17 مع منتخب كرواتيا في مونديال 2002
روبرت يارني بالقميص رقم 17 مع منتخب كرواتيا في مونديال 2002 - Getty

وبالعودة للحديث عن أبرز وفي لهذا الرقم فقد كان الظهير الأيسر الرهيب لريال مدريد «روبرت يارني» حيث ارتداه خلال بداياته مع منتخب يوغوسلافيا في مونديال 1990 ثم بعد تفكك يوغوسلافيا بسبب الحرب، وتمثيله لمنتخب كرواتيا ارتداه في مونديالي 1998 و2002.

ولا ننسى طبعًا الفرنسي إيمانويل بوتيه الفائز بمونديال 1998، والكاميروني مارك فيفيان فويه الذي ارتداه في نسختي 1994 (3 مباريات) و2002 (3 مباريات).

العد التنازلي للمونديال (16 يومًا) هداف هولندا ليس فان باستن
 

تصنيفات