الزوجة السابقة لنيغريرا تثير تساؤلات: لم نتلقَ أموال برشلونة

time reading iconدقائق القراءة - 2
شعار نادي برشلونة - 30 يونيو 2016 - Reuters
شعار نادي برشلونة - 30 يونيو 2016 - Reuters
دبي-الشرق

أثارت الزوجة السابقة لخوسيه ماريا إنريكيز نيغريرا، النائب السابق لرئيس "اللجنة الفنية للحكام" في إسبانيا، تساؤلات إضافية بشأن الأموال التي دفعها له برشلونة، مشيرة إلى أن أسرته لم تتلقَ هذه المبالغ. واعتبرت أنه لم يكن ليهدّد النادي الكاتالوني، لو لم تكن لديه حجة قوية.

تصريحات الزوجة جاءت بعد يوم على تقرير نشرته صحيفة "إلموندو"، أفاد بأن إنريكيز نيغريرا وجّه تهديداً آخر لبرشلونة، معتبراً أنه لا يستطيع التوقف عن الدفع له "بعد سنوات عديدة من العلاقة، وتقديم خدمات كثيرة وأسرار مشتركة عديدة". وشدد على أنه تلقى دوماً "تعليمات" مباشرة من رؤساء للنادي، بينهم جوان لابورتا، رئيسه الحالي.

الصحيفة كانت ذكرت أن إنريكيز نيغريرا هدّد الرئيس السابق لبرشلونة جوزيب ماريا بارتوميو، في رسالة أولى، بـ"فضيحة" من خلال كشف "مخالفات" ارتكبها النادي، بعدما أوقف مدفوعات ضخمة له.

جاء ذلك بعدما فتح المدعي العام في برشلونة تحقيقاً بشأن دفع النادي الكاتالوني 1.4 مليون دولار، بين عامَي 2016 و2018، لشركة DASNIL 95 SL المملوكة لإنريكيز نيغريرا، في مقابل "استشارات تحكيمية".

أين ذهبت الأموال؟

موقع OKDIARIO الإخباري الإسباني أفاد بأن وزارة الخزانة اكتشفت، بعد مراجعة حسابات، أن الشركة تلقت نحو 7 ملايين يورو من برشلونة، بين عامَي 2001 و2018. وأضاف أن المدفوعات توقفت بعد شهر على مغادرة إنريكيز نيغريرا منصبه نائباً لرئيس لجنة الحكام، في مايو 2018، الذي شغله منذ عام 1994.

وتابع الموقع أن ما لم تتمكّن وزارة الخزانة من إثباته، ويحاول المدعي العام الإقليمي لبرشلونة فعله الآن، هو الوجهة النهائية لهذه الأموال، علماً أن تحليلاً لممتلكات إنريكيز نيغريرا وحساباته، لم يكشف أيّ زيادة في أصوله المالية خلال تلك السنوات.

هذا ما تؤكده ماريا لويزا روميرو، زوجة إنريكيز نيغريرا لعقود، ووالدة ابنيه، لا سيّما خافيير إنريكيز، الذي طاوله هذا الملف أيضاً. وشددت على أنها لم تتلقَ في أيّ وقت تلك المبالغ الضخمة، وبلغ متوسّطها نحو 200 ألف يورو في السنوات الأولى، ثم تجاوزت نصف مليون يورو سنوياً، بدءاً من عام 2008.

"ابني يدفع ثمن خطايا الأب"

وقالت روميرو للموقع: "إذا تلقى هذه المبالغ، فهي لم تدخل المنزل". لكنها أقرّت بأن زوجها السابق تمتع ببحبوحة مالية أحياناً، مستدركة أنه كان "مبذراً، لكنه كان يساعد كثيرين أيضاً. كان يجب أن يساعد نفسه".

وأشارت إلى أن إنريكيز نيغريرا كان دوماً غامضاً جداً بشأن نشاطاته، حين كان نائباً لرئيس لجنة الحكام. وقالت: "لم يخبرني إطلاقاً عمّا كان يفعله، كان يعيش بحرية من دون إعطاء تفسيرات لأيّ شخص".

روميرو ذكرت أن زوجها السابق "مُحطّم ومكتئب" الآن، مشيرة إلى أنه كان "متكتّماً" مع أسرته بشأن نشاطاته، باستثناء نجله الذي شاركه فيها، على الأقلّ بين عامَي 2016 و2018.

واعتبرت أن خافيير إنريكيز "كان ينفذ أوامر والده فقط"، مضيفة: "ابني يدفع ثمن خطايا الأب".

جريمة فساد

الزوجة السابقة تجهل مصير الأموال. كذلك الأمر بالنسبة إلى مفتشي مصلحة الضرائب، الذين لم يكشفوا تمتعه بكماليات ضخمة. المدهش في الأمر، هو المبالغ الهائلة التي كانت تُسحب من أجهزة الصرف الآلي، وشكّلت أبرز مصاريف شركة الحكم السابق، بحسب الموقع.

روميرو أكدت أنها وزوجها السابق لم يتمتعا بقصور أو سيارات فاخرة أو رحلات إجازة فاخرة. وأفاد الموقع بأن إنريكيز نيغريرا لا يزال يقيم في شقة بمبنى من ثلاثة طوابق، في منطقة متواضعة بعيدة عن وسط برشلونة.

هذا الغياب الواضح للإثراء، رغم مدخول بنحو 7 ملايين يورو، دفع المدعي العام إلى التحقيق في أحد الخيوط المحتملة للملف، ويتمثل في كون الحكم السابق مجرد جزء من شبكة أكبر، استفادت من مدفوعات برشلونة.

وذكر الموقع أن المدعي العام لمكافحة الفساد يستعد لطلب الاطلاع على التحقيق، واستكماله، إذ يرى مؤشرات واضحة على احتمال ارتكاب جريمة فساد بين أفراد، وليست مجرد جريمة اقتصادية، وهذا ما كُشف عنه في البداية من خلال التفتيش الضريبي الذي أجرته وزارة الخزانة.

وإذ يعتبر برشلونة أن رسالتَي الـ"بوروفاكس" اللتين أرسلهما إنريكيز نيغريرا إلى النادي، تضمّنتا تهديدات فارغة وابتزازاً، بحسب الموقع، شددت روميرو على أن زوجها السابق "لن يرسل تهديداً من خلال بوروفاكس، لو لم تكن لديه حجة قوية".

وأكدت أن لا شك لديها في أن زوجها السابق يحتفظ بمعلومات تدعم تهديداته، ولم يكن يخادع في رسالتيه لبرشلونة، علماً أن محاميه ذكر أنه يعاني الآن من مرض "الزهايمر".

لكنها استبعدت أن يشرح هذا الملف، مذكّرة بأنه "لم يتحدث طيلة حياته" عن مسائله الخاصة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات