خاص "الشرق رياضة".. إنجاز عموتة مع الأردن يسلط الضوء على سياسة تكوين المدربين المغاربة

تكوين المدربين المغاربة أخذ بُعداً آخر انطلاقاً من سنة 2014

الحسين عموتة المدير الفني لمنتخب الأردن خلال مواجهة طاجيكستان في ربع نهائي كأس آسيا لكرة القدم -  2 فبراير 2024 - reuters
الحسين عموتة المدير الفني لمنتخب الأردن خلال مواجهة طاجيكستان في ربع نهائي كأس آسيا لكرة القدم - 2 فبراير 2024 - reuters
الرباط-الشرق

سلط إنجاز المنتخب الأردني الذي وصل إلى نهائي كأس آسيا بقيادة المدرب المغربي الحسين عموتة الضوء على سياسة تكوين المدربين في المغرب.

وحقق المنتخب الأردني إنجازاً تاريخياً بتأهله لأول مرة في مشوار مشاركاته إلى نهائي كأس آسيا المقامة بقطر.

وقد ارتبط اسم المغرب في مجال التدريب بمدربين وأطر فنية من خريجي أكاديميات التكوين في المغرب، على غرار وليد الركراكي الذي بلغ رفقة أسود الأطلس نصف نهائي مونديال قطر، وقبله بادو الزاكي الذي قاد المنتخب المغربي إلى نهائي الـ"كان" في تونس 2014 ومحمد فاخرو وغيرهم من المدربين الذين حققوا إنجازات رفقة أنديتهم داخل و خارج المغرب.

"الشرق رياضة" تحدثت مع مجموعة من هؤلاء المدربين بالاتحاد المغربي لكرة القدم، لتسليط الضوء على سياسة تكوين المدربين في المغرب التي ساهمت في توهج نخبة من المدربين المغاربة خارج البلاد.

التدرج في التكوين

مر تكوين المدربين بالمغرب بمراحل متعددة، واتخذ منحيين في فترتين زمنيتين مختلفتين.

في هذا الصدد قال المدرب حسن مومن في حديثه ـ"الشرق رياضة" أنه: "في بداية الألفينيات ظهرت معاهد تكوين أكاديمي متعددة نخص معهد مولاي رشيد ومراكز للتكوين في التربية البدنية مع ظهور لكليات الرياضة في السنوات الأخيرة في مدن سطات و القنيطرة وفاس، أما فيما يخص التكوين الفيدرالي فقد مر بمراحل كثيرة. فقبل سنة 2010 كان التكوين يتم على مستوى الجمعيات الرياضية، ولكن لم يكن معمماً ولم يتم توحيد المناهج والشهادات التي كانت تمنح للمدربين".

وأضاف: "ابتداءً من سنة 2010 بدأ أول تجمع لخيرة المدربين الوطنيين الذين كانوا يشتغلون على مستوى الساحة بما فيهم المدرب الحسين عموتة والسلامي وانضم إليهم وليد الركراكي فيما بعد، وكانت هناك مجموعة أخرى تضم بادو الزاكي ومحمد فاخر حصلوا فيما بعد على ديبلوم A- CAF بمراكش".

من جهته قال الصحفي المتخصص في الرياضة، حمزة اشتيوي إن "تكوين المدربين المغاربة تحت لواء الجامعة الملكية لكرة القدم أو تحت لواء الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم بدأ منذ بداية الألفية، ولكن التركيز الأكبر من طرف الجامعة بدأ في السنوات القليلة الماضية من خلال عدد الدورات التدريبية الخاصة بالمدربين بجميع المستويات على مستوى الهواة وأيضاً القسم الاحترافي الأول والثاني".

مدرب منتخب الأردن الحسين عموتة
مدرب منتخب الأردن الحسين عموتة - Reuters

يرى حسن مومن أن تكوين المدربين المغاربة أخذ بعداً آخر انطلاقاً من سنة 2014: " بعد 2014 أخذ التكوين أبعاد أخرى بحيث أطلق برنامج لتكوين المكونين، كما تم تعميم التكوين على جميع الروابط على المستوى الوطني بحيث كانت تتوفر كل رابطة على مدير للتكوين يسهر على منح شهادات للتدريب من درجة B وC وD وبعد ذلك أصبحت الدرجة الأولى للتدريب من صنف A تمنح على المستوى الجهوي".

نجم المنتحب المغربي السابق الحسين أوشلا، في تصريح لـ"الشرق رياضة" أكد أن "المغرب أولى اهتماماً كبيراً للرياضة بصفة عامة بعد الرسالة الملكية التي أعطت انطلاقة ورش كبيرة في مجالات متعددة ككرة القدم النسوية وكرة القدم داخل الصالة والمنتخب الأول لكرة القدم. وقبل الحديث عن تكوين المدرب فالجامعة الملكية لكرة القدم قامت بترميم و إنشاء المنشآت الرياضية لتوفير أرضية مناسبة للجسم الرياضي المغربي من أجل الممارسة".

وأضاف: "بخصوص تكوين المدربين فقد حظي باهتمام كبير منذ قدوم مورنو وبعده لارغيت و اليوم فتحي جمال أخذ المشعل بقوته في التكوين. واليوم المدرب المغربي ينافس بقوة المدرب الأجنبي داخل البطولة المغربية وهذه نقطة تحتسب للجامعة المغربية لكرة القدم".

وختم أوشلا: "بعدما سطع نجم المدرب وليد الركراكي في كأس العالم، نرى اليوم الحسين عموتة يبلي البلاء الحسن في منافسات كأس آسيا، وتواجد مدرب مغربي في نهائي هذه البطولة يعد نقطة إيجابية".

تكوين CAF PRO

يتابع مومن في حديثه للشرق قائلاً إن " الجامعة الملكية لكرة القدم، بشراكة مع الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، قامت في السنوات الأخيرة بإعداد دورة تكوينية خاصة بمكونين متخصصين في الإشراف على تكوين المدربين سواء في المغرب أو إفريقيا وعددهم 12 مدرباً مغربياً يشتغلون مع الاتحاد الإفريقي لكرة القدم وأيضا داخل المغرب".

وأردف: "الجامعة قامت أيضاً بإطلاق دورة تكوينية تحت مسمى CAF PRO واستفادت منها نخبة من الأطر التدريبية المغربية، والمغرب يعتبر البلد الإفريقي الوحيد الذي احتضن هذا التكوين واستفاد منه مدربون معروفون حالياً في الساحة الكروية كوليد الركراكي والحسين عموتة والسلامي والزاكي وفاخر. ويتم حالياً تنظيم دورة ثانية من دورة CAF PRO، و هي أعلى درجة من التكوين، تستفيد منها أسماء معروفة كسعيد شيبا والسفري وزكرياء عبوب ومحمد فوهامي وغيرهم. وهذه المجموعة تعمل حالياً في تحليل مباريات كأس الأمم الإفريقية في كوت ديفوار وسيستمر التكوين حتى شهر أكتوبر المقبل".

من جانبه يرى الصحفي الرياضي حمزة اشتيوي أن "هذا الاستثمار في فتح دورات تدريبية على مدار السنة واستقطاب الجامعة لعدد من النجوم السابقين كمروان الشماخ وجواد الزايري ويوسف حجي وغيرهم من أجل إخضاعهم لتكوين في مجال التدريب في مركز محمد السادس لكرة القدم وإعطاءهم رخصة للعمل في مجال التدريب، سهل عليهم الطريق في ما يخص كرة القدم وعالم التدريب على مستوى التكتيك و الإعداد البدني و النفسي التحضير".

وتابع:" هذا التركيز أعطانا اليوم عدداً كبيراً جداً من المدربين الحاصلين على رخص من جميع المستويات، وأعتقد أن ما ينقص اليوم هو أن تعطى الثقة أكثر في المدرب المحلي المغربي ولعل الأرقام والإنجازات على مستوى الكرة المغربية جلها تحققت رفقة مدربين محليين، و على سبيل المثال لا الحصر بلوغ المنتخب المغربي نهائي كأس إفريقيا 2004 مع المدرب بادو الزاكي. نادي الوداد البيضاوي فاز بدوري الأبطال سنة 2017 رفقة الحسين عموتة، الإنجاز المونديالي أيضاً كان مع وليد الركراكي واليوم نرى الحسين عموتة في نهائي كأس آسيا. كلهم أظهروا علو كعبهم".

تألق المدربين المغاربة في الخارج

المتابع للشأن الكروي العربي يتذكر الموسم الناجح لنادي السد القطري حين توج سنة 1998 رفقة المدرب المغربي عبد القادر يومير بكأس ولي العهد، وكان وقتها الحسين عموتة أحد أبرز اللاعبين في تشكيلة النادي.

مدرب المغرب وليد الركراكي يحتفل بالفوز على بلجيكا - 27 نوفمبر 2022
مدرب المغرب وليد الركراكي يحتفل بالفوز على بلجيكا - 27 نوفمبر 2022 - REUTERS

كما قاد بادو الزاكي فريق شباب بلوزداد الجزائري إلى التتويج بكأس الجزائر عام 2017.

وتألق أيضاً وليد الركراكي، المدرب الحالي للمنتخب الوطني المغربي لكرة القدم، في الدوري القطري، حين قاد فريق الدحيل إلى التتويج باللقب موسم 2019-2020.
لكن الحسين عموتة يبقى أكثر المدربين المغاربة تحقيقاً للألقاب خارج المغرب، إذ فاز رفقة نادي السد القطري بالدوري المحلي سنة 2013، والكأس مرتين، وكأس الشيخ جاسم مرة واحدة، وبلغ نهائي كأس ولي عهد قطر.

تصنيفات

قصص قد تهمك