العد التنازلي للمونديال (9 أيام) الظاهرة رونالدو مُحطم الثوابت

الظاهرة رونالدو R9.. أسطورة الرقم 9 في كأس العالم - sports.Asharq
الظاهرة رونالدو R9.. أسطورة الرقم 9 في كأس العالم - sports.Asharq
خاصمحمود ماهر

يواصل «الشرق رياضة» استعراض حلقات سلسلة العد التنازلي الرقمي لموعد مونديال 2022، الذي سينطلق يوم 20 نوفمبر الجاري لأول مرة في تاريخ المنطقة العربية حين تستضيفه الأراضي القطرية حتى 18 ديسمبر.

خصص الشرق منذ بداية العد التنازلي لـ 20 يومًا على موعد بداية المونديال، سلسلة استثنائية عن "أفضل اللاعبين الذين ارتدوا القمصان من 20 لـ 1" تحديدًا منذ تطبيق فيفا لقانون كتابة الارقام على القمصان لأول مرة في مونديال 1954.

في الحلقات الماضية، استعرضنا معكم قصة الألماني أوليفر بيرهوف مع الرقم 20 في كأس العالم، ثم الإنجليزي بول جاسكوين مع الرقم 19، والألماني كلينسمان 18، والمغربي عبد الرزاق خيري 17، وجوني ريب 16، وروبرتو باجيو 15، ويوهان كرويف 14، وجيرد مولر 13، وتييري هنري 12، وميروزلاف كلوزه 11، ودييجو مارادونا 10.

واليوم الجمعة 11 نوفمبر، مع تبقي 9 أيام على بداية الحدث الكبير، نأخذكم في رحلة مع قصة أسطورة الرقم 9 في تاريخ المونديال، الظاهرة البرازيلية التي أذهلت العالم في 3 كؤوس عالم متتالية، بعدما وُلد من جديد في اليابان بقيادة بلاده لخامس تتويج في التاريخ، إنه لويس نازاريو دا ليما «رونالدو الظاهرة».

الظاهرة رونالدو..مُحطم الثوابت

بَدل لويس نازاريو دا ليما «رونالدو» بمساعدة مكتشفه الأول بوبي روبسون، خلال فترتي التسعينيات والألفية النظرة الثابتة عن المهاجم صاحب الرقم 9 في كرة القدم عمومًا وفي تاريخ كأس العالم خصوصًا.

كان يُنظر إلى صاحب هذا الرقم دائمًا على أنه لاعب غير ماكر، ضعيف الابتكار، نادر الفطنة، دائم السقوط في مصيدة التسلل، طويل القامة وقوي البنية، كثير انتظار الكرات العرضية داخل الصندوق لوضعها في الشباك ومن ثم الركض للاحتفال بجنون وكأنه بطل الابطال، لا تدري السبب!.

تحسنت صورة المهاجم رقم 9 قليلاً مع لاعبين أعلى مهارة وذكاءً مثل ماركو فان باستن في هولندا وآلان شيرار في إنجلترا، وجابرييل عمر باتيستوتا في الأرجنتين، لكن جميعهم كانوا أيضًا (بلغة الكرة) مهاجمين صناديق، عدا رقم 9 واحد، كان R9 أو الفينومينو «رونالدو لويس نازاريو دا ليما».

البرازيلي رونالدو إل فينومينو امام تشيلي - كأس العالم 1998
البرازيلي رونالدو إل فينومينو امام تشيلي - كأس العالم 1998 - Getty

لم يكن ذلك اللاعب السريع صاحب الرأس الأصلع ذو الـ 183 سم، والمُحب للرقم 9 أينما رحل وارتحل، يهوى اللعب داخل صندوق العمليات، ولم يكن كذلك مُجرد مهاجم مشاكس خارج المنطقة يستخدمه المدرب من أجل فتح المساحات للمهاجم الرئيسي أو للاعبين القادمين من الخلف.

توفرت لدى رونالدو جميع المهارات والخصال التي جعلت منه "ظاهرة" في عالم الهجوم، وحولته إلى أفضل مهاجم حمل الرقم 9 في كل كؤوس العالم التي لعُبت حتى الآن.

هو أفضل من فان باستن الذي لم يفز بالمونديال ولم يسجل أي هدف في عام 90، وهو أفضل بكل تأكيد من فرناندو توريس وزامورانو ورودي فولار وبوبي تشارلتون وحتى باتيستوتا، فقد كان الأكثر شمولية بين كل هؤلاء، بل بين جميع أبناء جيله، وحتى الآن بالمناسبة: فمن أفضل رقم 9 في كأس العالم منذ 2006 بنفس مستوى رونالدو؟ لا يوجد، ربما لويس سواريز ينافسه من بعيد لكنه لم يتوج بعد وعدد أهدافه 7 فقط في 3 نسخ.

حاول سواريز وحتى الثنائي الفرنسي كريم بنزيمة وتييري هنري، والثنائي الهولندي روود فان نيستلروي وروبن فان بيرسي،، السير على خطى R9، لكن لا أحد منهم ربح الرهان، وحتى لو تُوجوا بالألقاب فلم يكن مستواهم ملفتًا في المونديال مثلما في حالة رونالدو خلال نسختي مونديال 98 و2002، وحتى في نسخة 2006 الأقل له كانت على نفس وزن أفضل نسخة للاعبين آخرين.

ثورة الفينومينو

أجاد إل فينومينو على مدار مسيرته مع الأندية والمنتخب البرازيلي في عمليتي فتح المساحات على طرفي الملعب بالمراوغات الذكية بمرونة وانسيابية لم يعهدها الجمهور منذ أيام مارادونا.

البرازيلي رونالدو إل فينومينو - كأس العالم 1998
البرازيلي رونالدو إل فينومينو - كأس العالم 1998

كما كان يستغل ثغرات عمق دفاع الخصم لوضع تمريرة عبقرية أو بالركض المفاجيء صوب المرمى دون سابق إنذار، هذا بالتزامن مع قدرة غريبة في تسجيل الأهداف بلمسات قاتلة من داخل الصندوق من كل الزوايا الممكنة وغير الممكنة.

كل هذا تميز به رونالدو؟ نعم وربما الكلام يعجز عن وصف ما كان يتمتع به هذا المهاجم الخارق، لهذا السبب لهث خلفه ريال مدريد على الفور لضمه عقب انتهاء كأس العالم 2002، ونسيان إصاباته ومشكلة الوزن التي كانت تطارده دائمًا.

الخلاصة، رونالدو أحدث ثورة هائلة في حياة الرقم 9 في كرة القدم، فقد تغيرت النظرة المأخوذة عن صاحبه بسبب ما فعله، فقبله حين كنت ترى لاعب ما يرتدي هذا الرقم، تحلل ما قد يقدمه على الأرض الملعب، غالبًا ما يكون طويل القامة عريض المنكبين، يهوى أذية المدافعين لاخافتهم، مثلما كان يفعل الإيطالي كريستيان فييري، والأرجنتيني هيرنان كريسبو ومواطنه جابرييل باتيستوتا، والتركي هاكان شوكور، والكرواتي دافور شوكر، والسويدي كينيث أندرسون.

البرازيلي رونالدو إل فينومينو امام هولندا - كأس العالم 1998
البرازيلي رونالدو إل فينومينو امام هولندا - كأس العالم 1998 - Getty

قد تتساءل من أين لرونالدو كل هذه المميزات من رشاقة وقوة ممزوجة بمهارة فردية وذكاء، ولماذا لا يوجد مثله حاليًا في البرازيل، ببساطة من ممارسته للكرة مع أقرانه في ظروف مناخية صعبة خلال فترة صباه، على شواطيء كوبا كابانا الساخنة، حاله كحال ريفالدو وروبرتو كارلوس وبيبيتو وروماريو وزيكو وفالكاو وكافو ودونجا وبيليه وجيرزينيو ورونالدينيو، جميعهم اتسموا بنفس الصفات تقريبًا بفضل تلك الرمال العميقة التي يصعب الركض عليها بعدما ألهبتها أشعة الشمس، وهذا باعتراف كارلوس ورونالدو.

وبغض النظر عن كل ما ذُكر، انجازاته مع منتخب البرازيل بالرقم 9 في كأس العالم، بالتتويج بلقب 2002، والتأهل لنهائي 1998، وتصدره للائحة الأكثر تسجيلاً للأهداف في تاريخ المونديال، أمور تجعله في نظر كثيرين، أعظم لاعب كرة القدم برازيلي على مرالعصور، فلم يستسلم للاصابات القاتلة التي طالته وكادت تُنهي مسيرته مثلما فعلت في فان باستن وأجبرته على الاعتزال في سن ال28 عامًا دون تسجيل أي هدف في مسيرته بالمونديال، ومثلما قضت على ما تبقى من مسيرة روماريو وروبرتو باجيو ورونالدينيو.

معجزة رونالدو

أضطر رونالدو في أفضل فترات حياته الكروية للغياب عن الملاعب خلال موسم 2000/1999 لمدة 140 يومًا، وبعد العودة من الإصابة في أبريل 2000، أصيب في نفس الركبة، ليغيب من جديد لكن لفترة أطول بكثير تجاوزت الـ 523 يومًا.

اصابة رونالدو البرازيلي مع انتر ميلان عام 1999
اصابة رونالدو البرازيلي مع انتر ميلان عام 1999 - Getty

الأطباء نصحوه وقتها باعتزال كرة القدم بشكل نهائي فصرخته الشهيرة التي هزت ارجاء سان سيرو خلال إحدى مبارياته مع الانتر لم تكن عادية أبدًا، وأخبرت الجميع بأنه انتهى.

لكنه رفض أن تكون النهاية بهذه السهولة، فواصل العمل في مشوار التعافي الكامل من الإصابة، وبإصرار وعزيمة وتصميم على ولادة جديدة، عاد في توقيت مثالي في نهاية مارس 2002.

سافر إلى كوريا الجنوبية واليابان مع بعثة المنتخب على حساب روماريو الأكثر جاهزية بدنية منه، فسخر الجميع من قرار المدرب فيليبي سكولاري.

مباراة بعد الأخرى في المونديال الآسيوي الأول من نوعه، تيقن الجميع من أن هناك شيء ما سيحدث بهذه التشكيلة، وبثبات مستوى رونالدو، ليتوج الفريق باللقب الخامس في التاريخ مع 8 أهداف مُبهرة للظاهرة من بينهم ثنائية في مرمى أوليفر كان في النهائي، ليختم رونالدو مسيرته خلال 4 مونديالات متتالية بـ 19 مباراة و15 هدفًا كأفضل رقم 9 في تاريخ كل كؤوس العالم.

ماذا قدم رونالدو مع البرازيل في كل كؤوس العالم؟

يوجد في سجل بطولات رونالدو لدى الفيفا لقبين لكأس العالم وليس لقبًا وحيدًا كما يعتقد البعض، الأول في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1994، حين تواجد على دكة البدلاء بالرقم 20 دون أي مشاركة تذكر.

واللقب الثاني عام 2002 حين لعب 7 مباريات، بالإضافة إلى وصافة نسخة 1998 أمام صاحبة الضيافة فرنسا، ومشاركة مميزة في مونديال 2006 لم تكلل بالنجاح بعد الخروج أمام فرنسا بخطأ فادح من روبرتو كارلوس.

افتتح رونالدو مسيرته مع كأس العالم بمواجهة صعبة أمام المنتخب الدفاعي «أسكتلندا» ضمن المجموعة الأولى من مونديال 98.

لم يستطع التسجيل في الفوز 1/2 على القلوب الشجاعة، غير أنه هز الشباك في الفوز العريض على منتخب المغرب 3-0 في الجولة الثانية.

البرازيلي رونالدو إل فينومينو امام الدنمارك - كأس العالم 1998
البرازيلي رونالدو إل فينومينو امام الدنمارك - كأس العالم 1998 - Getty

غاب من جديد عن التهديف ضد أحفاد الفايكينج «النرويج» بحضور ثلاثي عائلة فلو، توري وهافارد وجوستين، وانتهت المباراة بخسارة السامبا 1/2 في مفاجأة غير متوقعة للمغاربة.

في مباراة الدور ثمن النهائي، استعاد رونالدو بريقه بمساهمة حاسمة أنهى بها مغامرة تشيلي زامورانو وسالاس برباعية لهدف، بإحراز هدفين في الدقيقتين 45 و70.

ثم تقمص دور صانع الألعاب في مباراة ربع النهائي أمام الدنمارك، بصناعة هدف التعادل 1/1 بتمريرة ماكرة لبيبيتو في عمق دفاع، وبعد دقائق عاد ليصنع هدف التقدم لريفالدو بتمريرة أخرى أرضية لكن داخل منطقة الجزاء، وانتهت المباراة بنتيجة 2/3 بفضل قذيفة بعيدة المدى من ريفالدو صدمت الحارس الشهير للأولاد الحمر «بيتر شمايكل».

البرازيلي رونالدو إل فينومينو امام فيليب كوكو - كأس العالم 1998
البرازيلي رونالدو إل فينومينو امام فيليب كوكو - كأس العالم 1998

في نصف النهائي، استرد رونالدو عافيته التهديفية بهز شباك هولندا في الدقيقة 46، قبل أن يدرك كلويفرت التعادل في توقيت قاتل من اللقاء، فتحول اللقاء لوقت إضافي وركلات جزاء سجل خلالها رونالدو أول ركلة بنجاح أمام إيدوين فان دير سار، لتفوز السامبا 2/4 بفضل إهدار فيليب كوكو ورونالد دي بوير لآخر ركلتين.

البرازيلي رونالدو إل فينومينو - كأس العالم 1998
البرازيلي رونالدو إل فينومينو - كأس العالم 1998 - Getty

مع الأسف حلم رونالدو في منافسة بيليه على عدد مرات التتويج بلقب كأس العالم، تحول إلى كابوس أمام فرنسا في تلك الليلة على ملعب سان دوني، بخسارة المباراة النهائية بثلاثية مع الرأفة، وقدم أسطورة الرقم 9 واحدة من أسوأ مبارياته.

رونالدو يُنهي أسطورة بوبي تشارلتون وباتيستوتا

في حقيقة الأمر لم يكن رونالدو أسطورة للرقم 9 في كأس العالم بعد مشاركته المميزة في مونديال 98، فلا يمكن أن يطيح من خلال لعب نسخة وحيدة بأساطير أخرى لعبت مباريات أكثر منه، مثل الإنجليزي بوبي تشارلتون أو الأرجنتيني جابرييل باتيستوتا.

اعتبر النقاد الرياضيين أن أفضل مَن ارتدوا هذا القميص هما تشارلتون وباتيستوتا حتى بعد ظهور الظاهرة رونالدو، فقد فاز الأول بلقب كأس العالم 1966 وسجل 3 أهداف مؤثرين أمام المكسيك وثنائية الفوز على البرتغال أوزيبيو، أما باتيستوتا فقد شارك مع الأرجنتين في 3 كؤوس عالم متتالية 1994 و1998 و2002، بلعب 12 مباراة وتسجيل 10 أهداف كأفضل هداف في تاريخ الأرجنتين، متفوقًا بهدفين على ميسي الذي لعب 4 كؤوس عالم وعدد أكثر من المباريات.

البرازيلي رونالدو إل فينومينو امام هولندا - كأس العالم 1998
البرازيلي رونالدو إل فينومينو امام هولندا - كأس العالم 1998 - Getty

احتاج رونالدو لمعجزة حقيقية في مسيرته، أولاً بالتخلص من إصاباته بشكل كامل، وثانيًا بلعب مونديال 2002 و2006، وتسجيل كم وافر من الأهداف، ويا حبذا التتويج.

كل تلك الشروط بدت مستحيلة، لكن هذا الرجل لم يعرف يومًا «كلمة مستحيل»، فلا يوجد شخص عاقل كان يتوقع عودته للملاعب بعد غياب 550 يومًا، ولعب المونديال وتسجيل 8 أهداف، والتتويج على حساب منتخب خبير مثل الألماني بهذه السهولة في النهائي.

رونالدو Big in Japan

صدرت في عام 1984 أغنية حملت عنوان Big in japan «كبير في اليابان» للفريق الموسيقي الألماني الشهير «ألفافيل»، والتي احتلت مكانة مميزة بين ألبومات الأغاني الكلاسيكية القديمة.

تطابقت كلمات هذه الأغنية بشكل غريب على ما حدث بعد سنوات مع النجم البرازيلي رونالدو، تحديدًا في بداية الألفية عندما قاد بلاده لهزيمة أصحاب هذه الأغنية «ألمانيا» في نهائي مونديال 2002.

احتفالات رونالدو في مونديال 2002
احتفالات رونالدو في مونديال 2002 - Getty

كان رونالدو بالفعل «كبيرًا في اليابان» حيث لعبت البرازيل في المدن اليابانية 5 مباريات، من بينهم النهائي، ومباراتان خلال دور المجموعات في كوريا الجنوبية، خلال المونديال الذي نُظم بشكل مشترك لأول مرة في تاريخ كؤوس العالم.

تقول كلمات الجزء الأول من هذه الأغنية «الشتاء في المدينة، وقطرات الثلج مثل البلورات الصغيرة تلتف حول رأسي وتتطاير مع الرياح، لم أكن أتخيل بأنني سأجد بريقًا من حرارة أمواج الصيف في عينيك، لقد فعلت بي ما فعلته، الآن ها هو التاريخ يبدأ، ها هي عودتي إلى طريق المجد مرةً أخرى».

تقول الأغنية أيضًا وبكل غرابة «الأشياء تحدث في وقتها، سأنتظر حظي هنا الليلة، إنه أمر سهل عندما تكون شهيرًا في اليابان، في هذه الليلة في اليابان ابق متماسكًا، مشهور في اليابان حيث تكون بحار الشرق شديدة الزرقة (منتصف علم البرازيل أزرق)، عندما تكون مشهورًا في اليابان فكل شيء يصبح سهلاً».

رونالدو طَبق كلمات الأغنية الألمانية بحذافيرها على الأراضي اليابانية، فخلال دور مجموعات مونديال 2002، سجل 4 أهداف في 3 مباريات، بواقع هدف في تركيا، ومثله في الصين، وثنائية أمام كوستاريكا.

رونالدو في مباراة البرازيل وتركيا في كأس العالم 2002
رونالدو في مباراة البرازيل وتركيا في كأس العالم 2002 - Getty

خلال الدور ثمن النهائي هز شباك بلجيكا بهدف قاتل عند الدقيقة 87، إلا أن الدفاع الإنجليزي بقيادة سول كامبل وريو فرديناند تفوق عليه خلال دور الـ 8، فجاءت الهدية من ديفيد سيمان بتلقي هدف كوميدي من رونالدينيو عبرت بفضله البرازيل لنصف النهائي ليتجدد اللقاء مع تركيا، ويسجل رونالدو من جديد بأصبع القدم، أحد أجمل الأهداف في مسيرته.

عبرت البرازيل نحو النهائي الحلم أمام ألمانيا الواقعية، واستطاع رونالدو التغلب على الحارس العنيد أوليفر كان، بتسجيل ثنائية في الدقيقتين 67 و79 ليرفع الكأس من جديد لكن هذه المرة كبطل وكهداف.

رونالدو وأوليفر كان في مونديال 2002
رونالدو وأوليفر كان في مونديال 2002 - Getty

مرت 4 سنوات، وعاد رونالدو لقيادة هجوم البرازيل برقمه المُفضل (9) في مونديال ألمانيا 2006، الذي دخله وبجعبته 12 هدفًا، على بُعد هدف من مُعادلة رقم الفرنسي جوست فونتين صاحب 13 هدفًا من نسخة مونديالية وحيدة، وهدف وحيد من الهداف التاريخي لكؤوس العالم، الألماني جيرد مولر.

خاض الظاهرة تحديًا جديدًا، بدا من الصعب تجاوزه خلال أول مباراتين حين فازت البرازيل على كرواتيا بأعجوبة بهدف دون رد، ثم بهدفين نظيفين على أستراليا في الجولة الثالثة، دون أن يدشن اسمه في قائمة الهدافين بعد الظهور كأساسي في المواجهتين.

لكن اليابان، حبه الكبير، لعبت معه من جديد، أكرمته كثيرًا باستقبال هدفين منه خلال الجولة الثالثة من دور المجموعات، و انتصر السليساو 1/4 ليبلغ السحرة ثمن النهائي بسهولة.

رونالدو يسجل هدفه ال15 في كؤوس العالم امام غانا بمونديال 2006
رونالدو يسجل هدفه ال15 في كؤوس العالم امام غانا بمونديال 2006 - Getty

قاتل أحلام الألمان في 2002، أبى أن يبقى على مسافة واحدة من أسطورة ألمانيا الغربية في السبعينيات جيرد مولر، ورفض أن تنتهي مسيرته مع كأس العالم دون أن يكون هو الهداف التاريخي للبطولة على مر العصور.

حقق الأسطورة مُبتغاه بتسجيل هدف تاريخي في مرمى منتخب غانا عند الدقيقة 5 خلال ثمن النهائي، ليعتلي به صدارة أفضل الهدافين في تاريخ كؤوس العالم برصيد 15 هدفًا من 19 مباراة كأساسي، دون أي مشاركة من على الدكة.

ترشحت البرازيل إلى ربع النهائي لملاقاة فرنسا، حاول رونالدو الانتقام مما حدث في مونديال 98 لكن زملائه لم يساعدوه على إيقاف زيدان وهنري وفييرا، ليخسر من جديد، لكن هذه المرة بشق الأنفس بهدف نظيف بعد هفوة لا تُنسى من روبرتو كارلوس في رقابة "تيتي".

هدف رونالدو في مباراة البرازيل وتركيا في كأس العالم 2002
هدف رونالدو في مباراة البرازيل وتركيا في كأس العالم 2002 - Getty

على أي حال، صمد اسم رونالدو على رأس الهدافين التاريخيين للمونديال لنسخة واحدة في جنوب أفريقي 2010، إلى أن جاء الألماني ميروزلاف كلوزه لينتقم من هزيمة 2002 بتجريد رونالدو من صدارته برصيد 16 هدفًا، لكنه بالتأكيد لم يُجرده من لقبه الخالد "أسطورة الرقم 9 في المونديال".

من هم أفضل 9 لاعبين حملوا الرقم 9 في تاريخ كأس العالم؟

  1. رونالدو لويس نازاريو دا ليما - البرازيل. مونديال 1998 و2002 و2006 (تواجد في دكة البرازيل بمونديال 1994 وارتدى 20).
  2. السير بوبي تشارلتون - إنجلترا. مونديال 1996 و1970 (ارتدى رقم 20 في مونديال 1958 دون أي مشاركة، وارتدى رقم 11 في مونديال 1962).
  3. جابرييل عمر باتيستوتا - الارجنتين. مونديال 1994 و1998 و2002.
  4. أوفه زيلر - ألمانيا الغربية. مونديال 1962 و1966 و1970 (ارتدى رقم 12 في مونديال 1958).
  5. رودي فولار - ألمانيا وألمانيا الغربية. مونديال 1986 و1990 (ارتدى رقم 13 في مونديال 1994).
  6. كاريكا - البرازيل. مونديال 1986 و1990.
  7. لويس سواريز - أوروجواي. مونديال 2010 و2014 و2018 و2022.
  8. فرناندو توريس - اسبانيا. مونديال 2006 و2010 و2014.
  9. روبن فان بيرسي - هولندا. مونديال 2010 و2014 (ارتدى رقم 17 في مونديال 2006).

طالع الحلقات السابقة من سلسلة أساطير الأرقام في المونديال

(20 يومًا) الرأس الذهبية

(19 يومًا) جازا

(18 يومًا) الغواص كلينسي

(17 يومًا) قاتل أحلام البرتغاليين

(16 يومًا) عرف الديك الذهبي

(15 يومًا) ذيل الحصان

(14 يومًا) السلفادور

(13 يومًا) دير بومبر

(12 يومًا) هدية فان باستن الحزين

(11 يومًا) أعجوبة ميرو

(10 أيام) ملك اللعبة

الحلقة القادمة عن أسطورة الرقم 8 ..خريستو ستويتشكوف

تصنيفات