إيرلينغ هالاند لا يمر بأزمة.. لكنه مجرد بشر

time reading iconدقائق القراءة - 2
النرويجي إيرلينغ هالاند خلال مواجهة مانشستر سيتي أمام ريال مدريد - 17 أبريل 2024 - Reuters
النرويجي إيرلينغ هالاند خلال مواجهة مانشستر سيتي أمام ريال مدريد - 17 أبريل 2024 - Reuters
دبي -الشرق

لا يعاني إيرلينغ هالاند، مهاجم مانشستر سيتي الإنجليزي، من أي أزمات، فاللاعب النرويجي هو المرشح الأوفر حظاً للفوز بالثنائية المحلية وجائزة الحذاء الذهبي لأفضل هدَّاف في الدوري الإنجليزي الممتاز للموسم الثاني على التوالي، وهو الإنجاز الذي لم يسبق أن حققه أي لاعب آخر، حتى الفرنسي تيري هنري. 

وكان من الممكن أن يظل مانشستر سيتي هو النادي الأوفر حظاً للجمع بين الألقاب الثلاث؛ في حال كانت ركلة الترجيح الأخيرة في إياب دور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد، والتي سددها أنطونيو روديجر، قد اصطدمت بالقائم، حسبما ذكر موقع "ذي أتليتك" الأميركي، السبت. 

ولم يتمكن هالاند من تسجيل سوى هدف واحد فقط، دون احتساب ركلات الجزاء، كما لم يصنع أي تمريرات حاسمة في 7 مباريات، وكان وجود اللاعب النرويجي غير ملموس في مباراتي فريقه أمام ليفربول وأرسنال، وهي المباريات التي كانت من الممكن أن تقلص فرص الفريق في الفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز. 

وفي مباراتي نصف نهائي دوري أبطال أوروبا ضد ريال مدريد، العام الماضي، لم يسجل هالاند أي هدف من 6 تسديدات على المرمى، وقد بلغ إجمالي عدد تمريراته 11 في اللقائين. 

وقال "ذي أتليتك" إن المشكلة الرئيسية التي تواجه هالاند تكمن في أن تسديداته لم تعد كما كانت من قبل، مضيفاً أن الفرص الكبيرة التي يصنعها المهاجم النرويجي هي ما تجعله الآن أحد أفضل المهاجمين في العالم. 

مقارنة بين أهداف هالاند والأهداف المتوقعة منذ موسم 2019-2020
مقارنة بين أهداف هالاند والأهداف المتوقعة منذ موسم 2019-2020 - The Athletic

أرقام هالاند تصنفه ضمن خانة العظماء

وفي كل موسم من المواسم الخمسة التي لعبها بما في ذلك الدوريات الخمسة الكبرى ودوري أبطال أوروبا، حافظ هالاند على معدل أهداف متوقع (دون احتساب ركلات الجزاء) بلغ 0.86 في كل 90 دقيقة من اللعب، وهو المعدل الذي وصفه "ذي أتليتك" بأنه "جيد للغاية"، موضحاً أن هالاند يأتي في المرتبة الثانية بعد البولندي روبرت ليفاندوفسكي، الذي يمتلك أعلى معدل أهداف متوقعة. 

وما أدى إلى انتقاله من كونه مجرد لاعب من الطراز العالمي إلى صفوف العظماء على مر العصور، هو أنه خلال معظم مسيرته المهنية الشابة، تمكن هالاند أيضاً من إنهاء تلك الفرص بمعدل غريب، فعندما غادر بوروسيا دورتموند إلى مانشستر سيتي في سن العشرين، كان قد سجل 74 هدفاً من 54.5 هدفاً متوقعاً في مسابقات النخبة، أو 36٪؜ أكثر من المتوقع أن يسجله المهاجم العادي من نفس الفرص. 

وطالما أن هالاند يمكنه الاستمرار في إنهاء الفرص وتسديد الأهداف بشكل أفضل من أي شخص آخر، فإنه حتى سجل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي التهديفي  قد لا يبدو في مأمن منه. 

حسرة إرلينغ هالاند مهاجم مانشستر سيتي بعد الخسارة أمام برينتفورد في الدوري
حسرة إرلينغ هالاند مهاجم مانشستر سيتي بعد الخسارة أمام برينتفورد في الدوري - رويترز

هالاند.. من مخالفة التوقعات إلى مرحلة الشك

ولكن خلال موسمه الأول مع مانشستر سيتي خالف التوقعات ، إذ تمكن هالاند من تحطيم أهدافه المتوقعة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا بنسبة 25٪ فقط هذه المرة، لكنه كان معدلاً أكثر من كافٍ لتحطيم الأرقام القياسية. 

ومع ذلك، فإنه من المعروف أن نتيجة المواسم عادةً ما تكون متقلبة، وهذا الموسم، يمر هالاند بسنة سيئة لأول مرة في حياته المهنية، فصحيح أنه لا يزال يجد تسديدات ممتازة، ويبلغ معدل أهدافه المتوقعة، بدون احتساب ركلات الجزاء، 0.77 هدفاً لكل 90 دقيقة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا وهو ما يجعل هذا الموسم يتماشى تماماً مع متوسط معدلاته خلال مسيرته المهنية، لكنه سجل في هذا الموسم أهدافاً أقل بنسبة 20٪ من المتوقع حتى الآن. 

وربما يرجع السبب الأكبر في ذلك لسوء الحظ، فعلى سبيل المثال، لو كانت رأسية هالاند في مباراة ريال مدريد، الأسبوع الماضي، قد اصطدمت بالجانب السفلي من العارضة بدلاً من أن ترتد عنها، فلم يكن أحداً سيكتب مقالات عن تراجع مستواه في التهديف.  

وقد أعطانا الموسمان اللذين قضاهما هالاند في مانشستر سيتي الكثير من المعلومات حول مدى قدرته في إنهاء الهجمات، فهو واحد من 49 لاعباً فقط قاموا بتسديد 500 تسديدة على الأقل في الدوريات السبع الكبرى في أوروبا بالإضافة إلى دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي منذ موسم 2017-2018. 

وبعد أن قمنا بتعديل أرقام إنهاء الفرص باستخدام تقنية وضعتها لوري شو، مديرة بيانات كرة القدم في مجموعة "سيتي فوتبول غروب"، كانت نتائج هالاند مفاجأة، إذ أنه ظل جيداً جداً في وضع الكرات في الشباك. وتقدر هذه التقنية أن معدل إنهاء هالاند "الحقيقي" للفرص أعلى بحوالي 15٪ من أهدافه المتوقعة. 

وإذا كان هناك أي سبب حقيقي للقلق، فهو أن هالاند بات يقوم بأنواع مختلفة من التسديدات عما اعتاد عليه. 

الخرائط الحرارية لتحركات هالاند منذ موسم 2019-2020
الخرائط الحرارية لتحركات هالاند منذ موسم 2019-2020 - The Athletic

مانشستر سيتي تعلَّم درساً جديداً

وكل هذا الحديث عن إنهاء الفرص هو في الغالب مجرد أمر جانبي، إذ أنه طالما استمر هالاند في إيجاد الفرص بمعدله المعتاد دائماً، فإنه سيستمر في تسجيل الأهداف، وطالما استمر في التسجيل، فإن "مانشستر سيتي" سيظل فريق كرة قدم جيد جداً، والنقطة المهمة هنا هي أننا لا ينبغي أن نتوقع منه دائماً أن يسجل عدداً كبيراً من تلك الفرص كما فعل في الموسم الماضي، ففي بعض الأحيان لن تدخل الكرات أبداً، فهو إنسان قبل كل شيء. 

ومشكلة مانشستر سيتي هي أنهم كانوا يعتمدون على اللمسات الأخيرة التي قام بها هالاند لتغطية الفجوات في أداء الفريق، وفي الموسم الأول للاعب، انخفض فارق الأهداف المتوقع للنادي، من دون احتساب ركلات الجزاء، بأكثر من نصف هدف في المباراة الواحدة، وقد تراجع هذا الرقم بشكل أكبر خلال هذا الموسم، ولكن الحقيقة هي أن إيرلينج هالاند ليس في أزمة، ولا حتى مانشستر سيتي، ولكن الدرس المستفاد من هذا الموسم هو أنهم لا يستطيعون الاعتماد على فكرة النجاح في تسديد كل الركلات إلى الأبد.

تصنيفات

قصص قد تهمك