يقدم لكم "الشرق رياضة" الحلقة الخامسة من سلسلة العد التنازلي الرقمي لموعد انطلاق مونديال قطر 2022، الذي سيبدأ الموافق 20 نوفمبر الجاري لأول مرة في التاريخ على الأراضي العربية.
خصص الشرق رياضة منذ بداية العد التنازلي لـ 20 يومًا على موعد بداية كأس العالم، سلسلة استثنائية يستعرض فيها "أفضل اللاعبين الذين ارتدوا القمصان من 20 لـ 1" في النسخ الماضية من المونديال، منذ تطبيق كتابة الارقام على القمصان لأول مرة في التاريخ خلال مونديال 1954 حتى الآن.
كان الألماني أوليفر بيرهوف بطلاً للحلقة الأولى لهذا العد التنازلي الرقمي، بصفته أفضل لاعب حمل الرقم 20 في نهائيات كأس العالم، تبعه الإنجليزي بول جاسكوين كأفضل رقم 19، ويورجن كلينسمان كأفضل رقم 18، والنجم المغربي عبد الرزاق خيري كأفضل رقم 17 بالنسبة للمشاركات العربية والأفريقية على حساب جوست فونتين.
اضغط هنا لقراءة العد التنازلي للمونديال (20 يومًا) أوليفر بيرهوف
اضغط هنا لقراءة العد التنازلي للمونديال (19 يومًا) بول جاسكوين
اضغط هنا لقراءة العد التنازلي للمونديال (18 يومًا) يورجن كلينسمان
اضغط هنا لقراءة العد التنازلي للمونديال (17 يومًا) عبد الرزاق خيري
في حلقة اليوم 5 نوفمبر، سنتحدث عن الهداف التاريخي لمنتخب هولندا في كأس العالم «جوني ريب» الذي ارتدى الرقم 16 في نسختين متتاليتين للمونديال مع الطواحين.
هداف هولندا التاريخي ليس فان باستن!
ظُلم جوني ريب على مدار مسيرته «الدولية» بسبب التألق اللافت للثنائي يوهان نيسكينز ويوهان كرويف في فترة السبعينيات، وتعاظم تهميشه الإعلامي في الثمانينيات مع ظهور الثلاثي العظيم «ماركو فان باستن وروود خوليت وفرانك ريكارد».
ورغم أن جوني ريب ارتدى قميصًا غريبًا مثل صاحب الرقم 14 الأشهر «يوهان كرويف» إلا أنه لم يحظ بنفس الشهرة والتقدير من عشاق كرة القدم في هولندا وحول العالم.
لو سألت 10 أشخاص مثلاً، عن هوية الهداف التاريخي لمنتخب هولندا في كؤوس العالم، ربما يجيبك شخص واحد منهم باسم جوني ريب، ويذهب البقية إلى اسماء أخرى مثل يوهان نيسكينز أو يوهان كرويف أو ماركو فان باستن.
وربما تأتي سيرة دينيس بيركامب وباتريك كلويفرت وروبن فان بيرسي، أو حتى روود فان نيستلروي المعروف والمشهور أكثر من جوني ريب، مع الإشارة إلى أنه لم يلعب حتى كأس عالم واحدة على مدار 15 سنة حتى اعتزل بنجاح مُقتصر على مستوى منافسات الأندية!.
شارك جوني ريب، المولود يوم 25 نوفمبر 1951، صاحب أشهر رقم 16 في تاريخ كؤوس العالم، في 14 مباراة مع منتخب هولندا في نسختين متتاليتين لكأس العالم 1974 و1978، مُسجلاً 7 أهداف دفعة واحدة، أكثر من أعتى المهاجمين المعروفين في تاريخ هولندا بمونديالين فقط عكس لاعبين آخرين جاءوا من بعده بلعب 3 نسخ متتالية.
تسجيل جوني ريب لهذا الكم من الأهداف ومشاركته في الصعود إلى نهائيين متتاليين لكأس العالم، جعلت تجربته بالرقم 16 أميز وأقوى من تجربة المدافع الألماني «فيليب لام» الذي شارك في 3 كؤوس عالم متتالية، وخاض 20 مباراة وسجل هدفًا وحيدًا، بالاضافة للتأهل إلى نصف النهائي 3 مرات، وتحقيق اللقب في عام 2014، لكن نجومية المدافع لا تقارن بنجومية المهاجم خصوصًا أن مساحة المنافسة في الهجوم دائمًا أعلى وأشرس من المراكز الأخرى.
عُرف الديك الذهبي يتفوق على لاتو
حاول أسطورة بولندا «جريجور لاتو» منافسة جوني ريب على لقب أسطورة الرقم 16 في كأس العالم، من خلال المشاركة في 3 كؤوس عالم وتسجيل 10 أهداف، بواقع 7 أهداف في مونديال 74، وهدفان في مونديال 78، وهدف في مونديال 82.
لكن اكتفاء بولندا بالمركز الثالث على حساب البرازيل 74 وفرنسا 82، بالاضافة إلى ضعف المنافسة أصلاً على المراكز في تشكيلة منتخب بولندا مقارنة بما يحدث في هولندا، يجعل عُرف الديك الذهبي (كما لقب الإعلام جوني ريب) يخطف لقب أسطورة الرقم 16 في تاريخ المونديال.
انطلق تحدي جوني ريب مع هولندا في كأس العالم بثقة كبيرة، حيث لعب 6 مباريات متتالية خلال أول مشاركة له مع الطواحين البرتقالية على الأراضي الألمانية عام 1974.
وتمكن قاتل أحلام يوفنتوس في نهائي دوري أبطال أوروبا 1973، من إحراز 4 أهداف في تلك النسخة من كأس العالم، من بينهم ثنائية أمام أوروجواي، وهدف أمام بلغاريا والأرجنتين، ليقود هولندا إلى نهائي البطولة أمام ألمانيا الغربية.
السقوط في نهائي 74 لم يدفعه نحو الاستسلام أو التشاؤم بالرقم 16، وأصر على العودة بهذا الرقم غير الاعتيادي لرؤوس الحربة عندما حان وقت مونديال الأرجنتين 1978.
لم يلفت المدير الفني لهولندا إيرنست هابيل إلى وجود هاري لوبسي ويوهان بوسكامب، وقرر الاعتماد على جوني ريب في قيادة هجوم الطواحين كما فعل رينوس ميشيلز في مونديال 1974.
أضطر جوني ريب للعب هذه المرة دون يوهان كرويف الذي اعترض على السفر إلى الأرجنتين لأسباب سياسية وأمنية، ليزامل المهاجم ريني فان دي كيرخوف بالاضافة إلى روب رينسينبرينك الذي سجل هاتريك في افتتاح المونديال أمام إيران ضمن المجموعة الرابعة.
خلال الجولة التالية، غاب جوني ريب عن التسجيل بعدما لعب كبديل أمام بيرو، لكنه أنهى صيامه التهديفي بتدوين هدف وحيد في الجولة الثالثة أمام أسكتلندا وخسرت هولندا 2/3.
في افتتاح دور المجموعات الثاني من البطولة، تألق جوني ريب بصورة أكبر، وأحرز ثنائية قاد بهم بلاده لهزيمة النمسا 5-1، ثم التعادل 2-2 مع ألمانيا الغربية، وشارك في فوز تاريخي على إيطاليا بنتيجة 1-2، لتترشح هولندا للنهائي من جديد، لكن النحس لاحقها وخسرت من جديد بنتيجة 1/3 أمام صاحبة الضيافة «الارجنتين» بعد التمديد لأشواط إضافية.
هكذا كانت رحلة جوني ريب مع الرقم 16 في كأس العالم، الوصيف في مناسبتين متتاليتين، و7 أهداف من 14 مباراة كهداف تاريخي للبلاد في البطولة، وهو ما لم يستطع أي أحد فعله قبله أو بعده مع منتخب بلاد الأراضي المُنخفضة التي جددت وطوّرت خلال السبعينيات أسلوب لعب الكرة الشاملة الذي كانت أسسته المجر الخمسينيات.
وكان لاعب الوسط صاحب القذائف القوية والنظارات المميزة إدغار دافيدز أبرز وأشهر لاعب هولندي ارتدى الرقم 16 من بعد جوني ريب، وذلك خلال مونديال 1998 عندما سجل هدفًا قاتلاً في يوغسلافيا في ثمن النهائي عند الدقيقة 92 صعدت بفضله هولندا لتواجه الأرجنتين وتهزمها بنفس النتيجة 1-2، إلا أن ركلات الترجيح نصرت البرازيل في نصف النهائي، لتنتهي أسطورة دافيدز مع الطواحين سريعًا بسبب الفشل في التأهل لنهائيات 2002 أمام جمهورية آيرلندا.
برونو كونتي توج برقم 16 وبوبي مور استغنى عنه في 66
أسماء أخرى تستحق الذكر في ختام هذه حلقة الرقم 16 من العد التنازلي؟ بالتأكيد يوجد أكثر من أسطورة حمل الرقم 16 في كأس العالم، لكن لا يوجد مَن تمسك به كما فعل الهولندي جوني ريب أو الألماني فيليب لام أو البولندي جريجور لاتو.
بدأ أسطورة الدفاع الإنجليزي بوبي مور 4 مباريات في كأس العالم 1962 بالرقم 16، لكنه استبدله بالرقم 6 بعد أربعة أعوام ليقود إنجلترا للتتويج بالبطولة لأول مرة في التاريخ، وعاد ليظهر برقم 6 في مونديال 1970.
على العكس من مور، ارتدى الأسطورة البرازيلية «جارينشا» الرقم 16 في ختام مشواره مع السامبا في مونديال 1966، بعدما ارتدى 11 في مونديال 1958، و7 في مونديال 1962، وكان مونديال 66 الأقل بينهم حيث لعب في مباراتين وسجل هدفًا وحيدًا كان ضد بلغاريا في دور المجموعات.
كذلك ارتدى الرقم 16 نجم دفاع الأرجنتين في مونديال 1974 «فرانسيسكو سا»، ونجم وسط هجوم إيطاليا في التتويج بمونديال 1982 «برونو كونتي» الذي اكتفى بتسجيل هدف وحيد في مونديالي 82 و86.
وظهر برقم 16 لاعب الوسط البرازيلي الموهوب «ليوناردو» في مونديال 1994، وكانت له مساهمة ملموسة في التتويج، لكنه تخلى عنه وارتدى 18 في مونديال فرنسا 1998.
وخاض أسطورة مانشستر يونايتد «بريان روبسون» 4 مباريات بالرقم 16 في مونديال إسبانيا 82 وسجل هدفين، وبعد أن غيره برقمه المفضل 7 في مونديالي 86 و90 لم يسجل أي هدف!.
وكان مونديال 1990 شاهدًا على ظهور حارس مرمى الكاميرون التاريخي «توماس نكونو» بالرقم 16، الذي خاض 5 مباريات وقاد بلاده للدور ربع النهائي لأول مرة في تاريخ قارة أفريقيا، علمًا بأن نكونو - المثل الأعلى للحارس بوفون - حمل الرقم 1 في مونديال 1982 وشارك 3 مرات، وحمل الرقم 21 في مونديال 1994 دون أي مشاركة.
العد التنازلي للمونديال (15يومًا) ذيل الحصان على خطى بلاتيني