كواليس إقالة ناغلسمان: "تخبّط" كروي وتوتر إداري... و"فرصة" توخيل

time reading iconدقائق القراءة - 2
المدرب السابق لبايرن ميونيخ يوليان ناغلسمان قبل المباراة ضد باير ليفركوزن في الدوري الألماني - 19 مارس 2023 - Reuters
المدرب السابق لبايرن ميونيخ يوليان ناغلسمان قبل المباراة ضد باير ليفركوزن في الدوري الألماني - 19 مارس 2023 - Reuters
دبي-الشرق

يثير قرار بايرن ميونيخ بإقالة مدربه يوليان ناغلسمان، تساؤلات بشأن أسبابه وتوقيته، ومبرّرات إبداله بتوماس توخيل.

والقرار المفاجئ يأتي أيضاً فيما لا يزال النادي البافاري ينافس على 3 جبهات، هي الدوري الألماني حيث يحتلّ المركز الثاني بفارق نقطة عن بوروسيا دورتموند، وكأس ألمانيا إضافة إلى دوري أبطال أوروبا.

موقع إذاعة "مونتي كارلو" تحدث عن قرار "غير متوقع، نتيجة أسباب عدة". وذكّر بقول رئيس بايرن ميونيخ، هربرت هاينر، عن ناغلسمان قبل أيام: "إنه مدرب رائع، أظهر ضد باريس سان جيرمان تفوّقه التكتيكي والاستراتيجي على أعلى مستوى أوروبي. نريد بناء (الفريق) معه لأنه يعمل بشكل جيد جيداً".

ورأى الموقع في ذلك "لعبة كلاسيكية" في عالم كرة القدم، وتتمثل في الإعراب عن دعم المدرب، تمهيداً لإطاحته.

وتحدث عن تحوّل بنسبة 180 درجة، "يمكن أن يفاجئ من الخارج"، لا سيّما أن بايرن أخرج باريس سان جيرمان من ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا (3-0) بمجموع المباراتين)، بعدما حصد 18 نقطة من 18 ممكنة في دور المجموعات.

ويُعتبر النادي البافاري أحد المرشحين لإحراز اللقب، وسيخوض موقعة كروية ضد مانشستر سيتي في ربع النهائي. كذلك سيلعب ضد فرايبورغ في ربع نهائي كأس ألمانيا.

"ضرورة إجراء تغيير جذري"

لكن ثمة "ديناميكية ضعيفة" في الدوري الألماني، "أدت في النهاية إلى سقوط ناغلسمان". قبل كأس العالم 2022، تصدر بايرن الترتيب بفارق 9 نقاط عن بوروسيا دورتموند. وبعد 4 أشهر، بات دورتموند في الصدارة بفارق نقطة، قبل أسبوع من قمة بين الناديين، بميونيخ في 1 أبريل.

صحيفة "بيلد" ذكرت أن رئيس مجلس إدارة بايرن أوليفر كان، والمدير الرياضي حسن صالح حميدزيتش استاءا من الهزيمتين اللتين مُني بهما الفريق أخيراً، ضد بوروسيا موينشنغلادباخ 3-2 وباير ليفركوزن 2-1.

ومع اقتراب أبريل، الذي يُرجّح أن يكون "حاسماً" في الموسم، "شعر بايرن بضرورة إجراء تغيير جذري"، وعزل ناغلسمان، ولو كان ذلك يعني "دفع ثمن باهظ"، بحسب "مونتي كارلو".

ناغلسمان الذي وُصف بأنه جوزيه "مورينيو صغير"، في إشارة إلى المدرب البرتغالي البارز، ضمّه بايرن من نادي لايبزيغ عام 2021 في مقابل 25 مليون يورو، ووقّع عقداً حتى عام 2026، براتب يُقدّر بثمانية ملايين يورو سنوياً.

توتر بين المدرب والإدارة

لكن العلاقة توترت بين المدرب ورؤسائه، الذين أبدوا انزعاجاً من سلوكه واختباراته التكتيكية خلال المباريات، علماً أنه قاد الفريق لإحراز لقب الدوري الموسم الماضي.

وبثّت شبكة "سكاي سبورتس" أن ناغلسمان تعرّض لانتقادات، لا سيّما لعجزه عن إعداد فريق قوي في الدوري الألماني، رغم إبرام صفقات مهمة في الصيف الماضي، بما في ذلك ماتيس دي ليخت وساديو ماني وراين غرافنبرش وماتيس تل، إضافة إلى يان سومر وجواو كانسيلو ودالي بليند في الميركاتو الشتوي.

داخلياً، يعتقد بعضهم أيضاً بضياع ناغلسمان، نتيجة التبديلات المتكرّرة التي يجريها على التشكيلة الأساسية، من مباراة إلى أخرى، من دون التشكيك بفلسفته في اللعب، المستندة إلى الضغط العالي والمجازفة، بما في ذلك في خط الدفاع.

وأثارت "خططه غير المتوازنة" انتقادات، منذ الأشهر الأولى بعد انضمامه لبايرن، إضافة إلى نهجه الإعلامي "المربك أحياناً".

وفي الآونة الأخيرة، شرع المدرب بمطاردة "جاسوس" في الفريق، نتيجة إحباطه بعد تسريب تعليماته التكتيكية إلى وسائل إعلام. وقال خلال مؤتمر صحافي: "الشخص الذي (يسرّب) شيئاً يمسّ كل لاعب، وهذا يزعجني".

"بدء فصل جديد مع توخيل"

وكان الحارس مانويل نوير دفع الثمن في يناير الماضي، بعد إطاحة صديقه الحميم توني تابالوفيتش، مدرب حراس المرمى في بايرن ميونيخ طيلة 12 عاماً. وأدى ناغلسمان دوراً مهماً في رحيل تابالوفيتش، نتيجة اقتناعه بأنه أطلع لاعبين على مناقشات سرية مع أعضاء في طاقمه الفني.

وقال بولو برايتنر، وهو متخصّص في كرة القدم الألمانية بإذاعة "مونتي كارلو": "المفارقة أن ناغلسمان خرج منتصراً من الملفات الأخيرة. أخرج روبرت ليفاندوفسكي، وفاز بمبارزته مع نوير، واختار جوشوا كيميش قائداً (للفريق). لا بدّ أن أمراً ما حدث" مع اللاعبين.

كذلك ذكرت شبكة "سكاي سبورتس" أن إدارة بايرن توقّعت بقاء المدرب في ميونيخ خلال الفترة المخصّصة للمنتخبات، والعمل بجدية في إطار الاستحقاقات المقبلة. وأضافت أن ذهابه في إجازة تزلّج مع صديقته إلى النمسا، كان القشة التي قصمت ظهر البعير.

لكن عزل المدرب يُعتبر مسألة فرصة في ألمانيا. صحيفة "بيلد" ذكرت أن بايرن "مقتنع بأن توخيل هو الرجل المناسب لبدء فصل جديد"، وبأن ثمة مجازفة كبرى في الانتظار حتى الصيف لضمّ مدرب مطلوب من أندية أخرى.

وكاد توخيل أن يصبح مدرباً للنادي البافاري عام 2018، قبل تعاقده مع نيكو كوفاتش. وبعد 5 سنوات، ينضمّ في انتقال حرّ إلى بايرن. عقب إقالته في باريس سان جيرمان أواخر عام 2020، درّب توخيل تشيلسي في يناير، وأحرز دوري أبطال أوروبا في يونيو 2021، فهل يكرّر ذلك مع بايرن هذا العام؟

تصنيفات