دبي-الشرق
أوردت صحيفة "إلموندو" أن خوسيه ماريا إنريكيز نيغريرا، النائب السابق لرئيس لجنة التحكيم في إسبانيا، كان يسحب حتى 20 ألف يورو شهرياً نقداً من حساباته، خلال تلقيه أموالاً من نادي برشلونة.
جاء ذلك بعدما فتح المدعي العام في برشلونة تحقيقاً بشأن دفع النادي الكاتالوني 1.4 مليون دولار، بين عامَي 2016 و2018، لشركة DASNIL 95 SL المملوكة لإنريكيز نيغريرا، في مقابل "استشارات تحكيمية".
لكن الصحيفة ذكرت أن الحكم السابق تلقى، بين عامَي 2001 و2018، نحو 6.7 مليون يورو، من دون احتساب الضرائب، عبر شركتين له، هما Dasnil 95 وNilsad، اللتين أصدرتا "فواتير وهمية" لبرشلونة، في مقابل نيل "استشارات تقنية بالفيديو".
معلوم أن المدفوعات توقفت بعد شهر على مغادرة إنريكيز نيغريرا منصبه نائباً لرئيس لجنة الحكام، في مايو 2018، الذي شغله منذ عام 1994. لكن الزوجة السابقة لإنريكيز نيغريرا، ذكرت أن أسرته لم تتلقَ هذه المبالغ، بحسب موقع OKDIARIO الإخباري الإسباني.
عمليات مالية "فاضحة"
ونقلت "إلموندو" عن مصادر مشاركة في التحقيق الذي أعدّه المدعي العام، إن هذه العمليات المالية هي من أكثر المسائل التي لفتت انتباهه، ولم تتردد في وصفها بأنها "فاضحة". وأضافت أنها باتت تشكّل أحد العناصر التي دفعت النيابة العامة إلى تمديد تحقيقاتها، التي تنتظر إحالتها إلى القضاء.
التحقيق أظهر أن إنريكيز نيغريرا لا يملك أي ممتلكات باسمه في السجلات الرسمية، رغم المدفوعات الضخمة التي تلقتها شركتاه، علماً أن برشلونة كان "زبونهما الوحيد". كما أنه لا يملك عقارات باسمه، أو باسم شركتيه، أو باسم شركة Tresep 2014، المملوكة للمسؤول السابق في برشلونة جوزيب كونتريراس، والتي من خلالها كان نجل نغريرا، خافيير، يتلقى أموالاً من النادي في مقابل إعداده تقارير تحكيمية.
واعتبرت الصحيفة أن "الوجهة النهائية" لتلك الأموال "مجهولة حتى الآن". ورأت في هذا الأمر "عنصراً أساسياً"، إذ يمكن أن يؤشر إلى "مجموعة من الجرائم ويورّط برشلونة بشكل أكبر" في هذا الملف.
وأضافت أن العلاقة "مقطوعة تماماً" الآن بين نيغريرا وابنه، إذ يعتبر خافيير أن والده "قوّض" مسيرته في عالم كرة القدم، حيث يقدّم استشارات وتدريبات ذهنية لأندية واتحادات.
فواتير نيغريرا
كل شيء يشير إلى أن العلاقة بين نيغريرا وبرشلونة بدأت خلال عهد الرئيس السابق جوزيب لويس نونييز، رغم عدم وجود وثائق من تلك الحقبة، واستمرت حتى عهد جوزيب ماريا بارتوميو، الذي أمر في يونيو 2018 بإنهاء هذه المدفوعات. لكن الحكم السابق هدد النادي، من خلال رسالتَي "بورفاكس"، وكثف ضغوطه، مرسلاً 6 فواتير أخرى على الأقلّ.
نيغريرا حذر بارتوميو خطياً، من أنه سيعلن على الملأ "المخالفات" التي يعلم بها "بشكل مباشر"، وذكّره بأنه كان يتقاضى أموالاً في مقابل "سنوات من الخدمات والأسرار"، بحسب "إلموندو".
ووجّه برشلونة رداً رسمياً على الحكم السابق، في 30 ديسمبر 2018، مُذكّراً بأنه أُبلغ في 4 يوليو من العام ذاته، عبر محاميه، بأن النادي "لن يحتاج إلى خدماتك هذا الموسم 18/19، وبالتالي يجب ألا نتلقى أي فواتير" إضافية. وأضافت الرسالة: "لا يسعنا إلا أن نؤكد انتهاء العلاقة التجارية التي ربطته ببرشلونة".
رغم ذلك، أرسل نيغريرا فاتورة عن يوليو بقيمة 45496 يورو، وأخرى عن "نشاط مزعوم" أجراه في أغسطس، بقيمة 39204 يورو، وثالثة بقيمة 46585 يورو عن سبتمبر.
استمرّ ذلك حتى ديسمبر، مع فاتورتين بقيمة 44165 يورو و48037 يورو، وآخرها بقيمة 43560 يورو. لكن النادي لم يدفع أياً منها، رغم أن نيغريرا هدد بارتوميو بـ"فضيحة"، من خلال كشف "مخالفات" ارتكبها النادي، معتبراً أنه لا يستطيع التوقف عن الدفع له "بعد سنوات عديدة من العلاقة، وتقديم خدمات كثيرة وأسرار مشتركة عديدة". وشدد على أنه تلقى دوماً "تعليمات" مباشرة من رؤساء للنادي، بينهم جوان لابورتا، رئيسه الحالي.
كذلك ضغط نيغريرا على الاتحاد الإسباني لكرة القدم، بعدما استغنى الرئيس الجديد لويس روبياليس عن خدماته، إثر انتخابه في عام 2017. وطالب بتعويض ضخم عن حقبته نائباً لرئيس "اللجنة الفنية للتحكيم"، منذ عام 1994، علماً أنه منصب لم يتقاضَ عنه راتباً، بل علاوات فقط.
اقرأ أيضاً:
تصنيفات
