الركراكي "البراغماتي": تعلّمت من أخطائي... والأمهات فرضن النظام

time reading iconدقائق القراءة - 2
وليد الركراكي خلال المباراة الودية بين منتخبَي المغرب والبرازيل في طنجة - 25 مارس 2023 - Yukihito Taguchi-USA TODAY Sports
وليد الركراكي خلال المباراة الودية بين منتخبَي المغرب والبرازيل في طنجة - 25 مارس 2023 - Yukihito Taguchi-USA TODAY Sports
دبي-الشرق

شرح مدرب منتخب المغرب وليد الركراكي، أفكاره "البراغماتية" التي "بدّلت ذهنية" لاعبيه ومكّنتهم من بلوغ نصف نهائي كأس العالم 2022، مشدداً على أن أمهات اللاعبين "فرضن النظام" خلال المسابقة.

وأشار إلى أنه "تعلّم من أخطائه"، واعتمد أحياناً أسلوب مدرب أتلتيكو مدريد، الأرجنتيني دييغو سيميوني، رغم إعجابه بمدرب مانشستر سيتي، الإسباني بيب غوارديولا. لكنه أقرّ بأنه "يغفو" خلال مباريات للنادي الإنجليزي.

يأتي ذلك بعد نصر تاريخي حققه المغرب على البرازيل 2-1 ودياً ليل السبت، وقبل ساعات من لقائه بيرو ودياً أيضاً في مدريد.

الركراكي (47 عاماً) المولود في فرنسا، أعرب عن "امتنانه لها"، مستدركاً أنه "لا ينسى قصة والديه" المغربيين. وأضاف في حيث لصحيفة "إلباييس" الإسبانية، أن الأمر الوحيد الذي يطلبه من اللاعبين مزدوجي الجنسية، الذين يختارون اللعب لمنتخب المغرب، هو ألا يفعلوا ذلك بعد أن يمتنع مدربو المنتخب الآخر عن استدعائهم.

وتابع أن "لديهم هامشاً حتى عمر 19-20 عاماً ليقرروا"، في ما سيصبح "زواجاً". واعتبر ذلك "تعبيراً عن شعور"، متسائلاً لماذا لم يختر كيليان مبابي اللعب مع الكاميرون أو الجزائر، بدلاً من فرنسا. وزاد: "الأمر الطبيعي هو أن يختار (اللاعبون) البلد الذي نشأوا فيه".

"تغيير عقلية" اللاعبين

الركراكي اعتبر أن "النجاح الكبير" لمنتخب المغرب يكمن في أنه "يجمع لاعبين ينتمون إلى الجيل الثالث أو الرابع من عائلات المهاجرين"، ورأى أن "السفر (يمنح) قوة". وأضاف أن منتخب "أسود الأطلس" يجمع لاعبين من إسبانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وبلجيكا وهولندا، وتابع: "هذا رائع".

وذكّر بتجربة مونديال روسيا عام 2018، حين ضمّ المنتخب لاعبين جيدين، لكنه افتقر إلى "الثقة"، قائلاً: "لم أكن أريدهم أن يأتوا (إلى قطر) لمجرد المشاركة في كأس العالم. لعب ثلاث مباريات لا يكفي. كان لا بدّ من تغيير العقلية. قضيت شهوراً أسافر كل يومين للتحدث مع الجميع: قلت لكل لاعب رأيته: من الجيد أن تكون سعيداً بالذهاب إلى كأس العالم، لكن هذا ليس كافياً، من المهم أن ننافس".

وأشار إلى أن "اللاعبين أدركوا وجوب أن يكونوا موحّدين، من دون (نزعات) فردية"، مضيفاً: "يجب أن نجعل اللعب مع البرازيل أو إسبانيا أو البرتغال، اعتيادياً بالنسبة إلى اللاعبين المغاربة".

سلطة الأمهات

سُئل الركراكي عن الدور المهم الذي أدته أمهات اللاعبين في مونديال 2022، فأجاب أن اللاعبين "يقضون عادة الكثير من الوقت مشتتين، من خلال الفتيات ومواقع التواصل الاجتماعي والمجوهرات والصور...".

وتابع: "في (مونديال) 2018 واجهنا مشكلات كثيرة، لأن اللاعبين جلبوا وكلاءهم وصديقاتهم إلى المعسكر. بدّلتُ القاعدة: سُمح فقط (بمجيء) الزوجات والأطفال، أو الأقارب، (مثل) الإخوة والأخوات والآباء والأمهات. تحققنا من جوازات سفر الجميع. لو خيّرت اللاعبين، لخلا المعسكر من الأمهات. ولكن بما أنهم لم يتمكّنوا سوى من إحضار أقارب، فقد كان مليئاً بالأمهات (اللواتي) فرضن النظام. كنّ مهمات جداً بالنسبة إليّ، لأن الأسرة تدور حولهنّ... لدى الأمهات الآن مجموعة على واتساب".

بين غوارديولا وسيميوني

الركراكي تطرّق إلى أسلوب اللعب الذي ينتهجه، ومدى قربه من أفكار غوارديولا أو سيميوني، قائلاً: "أُدرّب منذ 10 سنين. بدأت في عام 2012، وقدت (نادي) الفتح في الرباط لخمس سنوات. نادٍ متواضع ذو قيم، لم يحرز البطولة إطلاقاً وبدأ مشروعاً جديداً بعد نزوله إلى الدرجة الثانية، مع أشخاص مثقفين جداً أرادوا تغيير ذهنية كرة القدم في المغرب. المدير العام منحني ثقة كاملة (قائلاً): وليد، هذا مختبرك!".

وأشار إلى أنه اعتمد أساليب مختلفة، بما في ذلك 3-5-2 و4-3-3 و4-4-2، مضيفاً: "كنت غوارديولا يوماً، وتشولو (سيميوني) في اليوم التالي. قضيت أربع سنوات من دون أن أرى عائلتي، أبحث عن لاعبين وأجري تجارب ليلاً نهاراً. لكن خطتنا الأساسية تمثلت في إرساء نموذج مشابه لبرشلونة أو أياكس، بناءً على أفكار (يوهان) كرويف والإرث الذي تلقفه غوارديولا، محوّلاً برشلونة إلى أفضل فريق في التاريخ".

ولفت إلى أن نادي الفتح فاز بالدوري المغربي، مقدّماً كرة ممتعة. واستدرك: "عندما خسرت أفضل لاعبيّ، إثر بيعهم لأندية في أوروبا، أظهرت لي التجربة أن النموذج الذي أردته كان غير عملي. إذا لم يكن لديك لاعبون موهوبون ولا تتأقلم، وتواصل مطالبتهم (باللعب) بالكرة، من دون امتلاك المال لشراء لاعبين موهوبين... إذا جازفت وخسرت ولم يحدث شيء، فلا بأس، ولكن في المغرب تخسر ثلاث مباريات ولا أحد يتذكر إذا لعبت بشكل جيد أو سيء. تعلّمت من أخطائي. لذلك، (لعبت قليلاً بأسلوب) تشولو... أن تكون مدرباً جيداً يعني أن تدرك (اللاعبين المتوافرين لديك) والتكيّف من أجل تقديم نموذج جيد. كرة القدم في المستقبل ستكون كرة قدم التكيّف".

"تيكي تاكا" وريال مدريد

واعتبر الركراكي أن خروج إسبانيا أمام المغرب في ثمن نهائي مونديال 2022 لا يعني طيّ صفحة أسلوب "تيكي تاكا"، مضيفاً: "أشعر بانزعاج عندما يُقال إن هناك طريقة واحدة فقط للعب وإرضاء الجمهور. ليس صحيحاً أن تيكي تاكا هو ما يريده الجميع. بعضهم يحبّ كرة القدم القتالية (التي يعتمدها) تشولو. وهناك أشخاص مثلي معجبون بكرة القدم (التي ينتهجها) بيب، لكن ثمة مباريات (لمانشستر) سيتي تجعلني أغفو. كرة القدم متعددة".

وزاد: "على الفريق أن يولّد مشاعر، والنماذج تأتي لاحقاً، والنتائج أيضاً، لأنه إذا كان منطقك الوحيد هو الحصول على نتائج، فستصادف أشياء مثل تلك التي فعلها ريال مدريد العام الماضي في دوري أبطال أوروبا، والتي تخلو من أي منطق بالنسبة إلى أيّ متخصّص في كرة القدم. لذلك أعتقد بأن إدارة الأفراد هي ما يميّز المدرب العظيم اليوم، على أعلى مستوى. انظر إلى (الإيطالي كارلو) أنشيلوتي" في ريال مدريد.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات