خطف ريال مدريد التأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا 2024 من ضيفه بايرن ميونيخ، عندما هزمه 1/2 على ملعب سانتياغو برنابيو بعد أن كان متأخراً في النتيجة 1/0 على مدار الشوط الثاني من اللقاء الذي عرف إثارة ومتعة غير عادية حتى الدقيقة الأخيرة من الوقت المحتسب بدل من ضائع.
رفع ريال مدريد بهذا التأهل عدد مرات بلوغه للمباراة النهائية إلى 5 مرات في آخر 9 مواسم، ليؤكد رغبته الجادة في مُعانقة لقب البطولة لتعزيز رقمه القياسي في عدد مرات التتويج إلى 15 مرة.
انتهت مباراة ذهاب النهائي بين الريال وبايرن على ملعب أليانز أرينا الأسبوع الماضي بالتعادل الإيجابي 2/2، وفي الإياب كانت كل الطرق تؤدي إلى تأهل مدريد لمرافقة بوروسيا دورتموند إلى نهائي ويمبلي بسبب كثرة الفرص والاستحواذ التام على مجريات الأمور.
ضاعت أبرز فرص الشوط الأول من ريال مدريد عند الدقيقة 13، عندما سدد فينيسيوس جونيور من داخل منطقة الجزاء لترتطم كرته في القائم الأيمن ليتابعها رودريغو غوس بتسديدة سيئة ذهبت سهلة في يد مانويل نوير وهو ساقط على الأرض!.
وركز المدير الفني لنادي بايرن ميونيخ توماس توخيل على الهجمات المرتدة منذ بداية المباراة، حيث أشرك الثنائي السريع سيرج غنابري وليروي ساني على طرفي الملعب.
لكن خطة المرتدات الألمانية لم يُكتب لها النجاح بسبب الإصابة المُبكرة التي ألمت بسيرج غنابري في الدقيقة 27 ليترك مكانه للاعب الدولي الكندي ألفونسو ديفيز.
ولم ينسجم ديفيز سريعاً على الأدوار المطلوبة منه في مركز الجناح الأيسر، وبدا عليه عدم التفاهم مع الظهير الأيسر الدولي المغربي نصير مزراوي، ليتأجل ذلك التفاهم إلى الشوط الثاني.
ألفونسو ديفيز يُباغت عكس سير اللعب
تواصل تفنن ريال مدريد في إهدار الفرص السهلة أمام مرمى نوير، فضلاً عن سوء طالع غير عادي واجه لاعبيه لهز الشباك يشبه لحد ما سوء الحظ الذي رافق باريس سان جيرمان الفرنسي ليلة أمس أمام بوروسيا دورتموند على ملعب حديقة الأمراء.
وشهدت بداية الشوط الثاني إهدار رودريغو غوس لفرصة سهلة للغاية من داخل منطقة الجزاء، حين حول تمريرة عرضية أرضية من فينيسيوس جونيور بتسديدة سيئة مرت جوار القائم الأيسر بنصف ياردة تقريباً.
وتوالت الفرص الإسبانية بإبعاد مانويل نوير "بمساعدة القائم الأيمن" لتسديدة مقوسة صعبة من رودريغو غوس بعد ركلة حرة مباشرة نفذها البرازيلي من حوالي 24 ياردة من فوق الحائط البشري في الدقيقة 58.
وكاد فينيسيوس جونيور يفتتح التسجيل للريال في الدقيقة 60 بتسديدة رائعة من على خط الـ 18 بعد تخلصه من جوشوا كيميتش بمراوغة مذهلة، لكن الكرة ارتطمت في العارضة بعد لمسة بأطراف الأصابع من مانويل نوير.
وعلى عكس سير اللعب، تمكن بايرن ميونيخ من إحراز هدف التقدم بعد هجمة مرتدة سريعة قادها وأنهاها بنفسه الجناح الأيسر ألفونسو ديفيز بتسديدة رهيبة ذهبت في المقص الأيسر للحارس أندري لونين الذي طار عليها دون جدوي في الدقيقة 68.
وتفاعل كارلو أنشيلوتي على الفورص بإجراء تغييرين في الدقيقة 70 بنزول لوكا مودريتش وإدوارد كامافينغا بدلاً من توني كروس وتشواميني لتحسين أداء الوسط في الاستحواذ ومد الهجوم بالتمريرات الحاسمة.
وأسفرت محاولات ريال مدريد عن هدف التعادل في الدقيقة 71، بتسديدة لفينيسيوس جونيور من داخل المنطقة بعد تمريرة عرضية من لوكا مودريتش، لكن حكم تقنية الفار رفض احتسابه بسبب خطأ فادح من المدافع المتقدم لتأدية الدور الهجومي ناتشو فيرنانديز ضد ألفونسو ديفيز قبل وصول الكرة إلى فيني جونيور!
توخيل يُهدي أنشيلوتي فرصة مثالية
رد توخيل على تغييرات أنشيلوتي بسحب ليروي ساني وإشراك المدافع كيم مين غاي في الدقيقة 76 لتأمين الخطوط الخلفية، في المقابل عاد أنشيلوتي ليحرر فريقه هجومياً أكثر بإشراك إبراهيم دياز وخوسيلو في الخط الأمامي بدلاً من رودريغو وفيدي فالفيردي.
واستمر ضغط ريال مدريد على بايرن ميونيخ في منطقة وسط ملعبه، دون أي محاولات من النادي البافاري لتهدئة اللعب أو الاستحواذ على الكرة لإضافة ما تبقى من وقت.
وعاد توخيل ليجري تغييرات جديدة غير مفهومة في الدقيقة 85 بنزول تشوبو موتينغ وتوماس مولر محل هاري كين وجمال موسيالا، ليدفع ثمن استهداف إضاعة الوقت باستقبال هدف قاتل في الدقيقة 88.
وأحرز المهاجم الإسباني خوسيلو هدف تعادل ريال مدريد بمتابعة رائعة لتسديدة فينيسيوس جونيور التي سقطت من يد مانويل نوير بطريقة غريبة.
أظهرت الإعادة التلفزيونية سذاجة كبيرة من مانويل نوير في التعامل مع تسديدة فينيسيوس جونيور الضعيفة، ليدفع ثمن استهانته بالكرة استقبال هدف في توقيت صعب تزامن مع خروج معظم نجوم الفريق ليصبح التعويض شبه مستحيل.
خوسيلو البطل
استغل ريال مدريد حالة الإنهيار الفني والذهني التي بدت واضحة على لاعبي بايرن ميونيخ بعد هدف التعادل، ليرفع من وتيرة ضغطه مسجلاً الهدف الثاني في الدقيقة 90+1 بواسطة خوسيلو!
وتلقى خوسيلو تمريرة عرضية من المدافع المتقدم لأداء الدور الهجومي أنطونيو روديغر ليودعها في الشباك بلمسة واحدة، بعدما نجح في ضرب مصيدة التسلل.
واستمرت المباراة لأكثر من 13 دقيقة بعد انتهاء الوقت الأصلي، بسبب كثرة استعانة الحكم بتقنية الفيديو المساعد (الفار)، وشهدت الدقيقة 113 تسجيل دي ليخت لهدف تعادل بايرن ميونيخ 2/2 لكن تقنية الفار ألغته بداعي تسلل "غير واضح"، حيث ظهر رودريغر على نفس الخط عند تمرير الكرة في بداية الهجمة.
