خرج محمد صلاح من الممرّ المؤدي إلى خارج "استاد لندن" وهو يتحدث مع مدرب وست هام يونايتد ديفيد مويس.
عندما وضع مويس يده على كتفه وتودّعا، كان صلاح محاطاً بعنصر من طاقم الأمن في ليفربول خلال توجّهه إلى حافلة الفريق.
النجم المصري تجاوز مراسلين متعطشين للحصول على تصريح منه بشأن مشادته مع مدربه يورغن كلوب، قبل دخوله الملعب أواخر المباراة التي انتهت بالتعادل 2-2.
قبل لحظات، أشار كلوب إلى أنهما "تحدثا عن ذلك في غرفة تبديل الملابس"، مستدركاً: "الأمر انتهى بالنسبة إليّ". وسُئل عمّا إذا كان صلاح يرى الأمور بهذه الطريقة، فأجاب: "كان انطباعي كذلك".
موقع "ذا أتلتيك" اعتبر أن الأمر لم يكن مشابهاً بالنسبة إلى صلاح.
وأفاد بأن اللاعب اعتاد رفض طلبات لإجراء مقابلة، إذ تحدث بعد مباراة مع الصحافة المكتوبة في المملكة المتحدة مرتين خلال نحو 7 سنوات كلاعب في ليفربول.
وقال السبت لوسائل الإعلام: "سيندلع حريق اليوم إذا تحدثت". وسأله مراسل "ذا أتلتيك": "حريق؟"، فأجاب: "طبعاً".
"سكب وقود على النار"
الموقع اعتبر أن صلاح "سكب وقوداً على النار التي حاول مدربه إخمادها"، لافتاً على أنه "كان يستطيع أن ينتهز الفرصة للتقليل من شأن المشادة".
وأضاف: "الأفضل من ذلك، أنه كان يستطيع الاعتذار علناً عن عدم الاحترام الذي أظهره لكلوب. ولم يفعل أياً من الأمرين".
وأدرج الموقع ذلك في إطار "مشهد حزين آخر في جولة الوداع لكلوب"، قبل رحيله عن النادي أواخر الموسم.
وأضاف أن صلاح أُضيف إلى "مجموعة القيادة في النادي الصيف الماضي إذ كان يُعتبر نموذجاً يُحتذى للشباب في الفريق". واستدرك أن ما حدث السبت "لم يكن وليد لحظة غضب، بل امتد لأكثر من دقيقة".
وشرح أن التوتر بدأ نتيجة انزعاج النجم المصري من بقائه احتياطياً لفترة طويلة خلال المباراة، كما "بدا متردداً في مصافحة كلوب لدى استعداده للمشاركة" في اللقاء.
وتابع أن ثمة تبادلاً لكلمات قبل أن يجد كلوب أن اللاعبين الاحتياطيين الآخرين داروين نونيز وجو غوميز "أكثر استعداداً لتقبّله".
ومع استمرار الحادث، ابتعد كلوب في البداية مركّزاً على الملعب، قبل أن يعود نحو صلاح ويقول شيئاً ما.
"ذا أتلتيك" اعتبر أن "ما تلا ذلك كان غير مقبول إطلاقاً، إذ أن صلاح، الذي عادة ما يكون لطيفاً جداً، أعرب عن غضبه إزاء مدربه، ورفع ذراعيه للأعلى وأشار في اتجاه كلوب"، قبل أن يتدخل نونيز لتهدئة زميله.
ومع صافرة النهاية، كان صلاح أول لاعب في ليفربول يغادر الملعب، في "يوم تفجّر إحباط كان يتراكم لديه تدريجاً".
إصابات وأهداف
منذ انضمامه إلى ليفربول من روما عام 2017، تميّز صلاح باستمراريته وإنجازاته التهديفية، إذ غاب عن 10 مباريات فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز خلال مواسمه الستة الأولى بالنادي.
هذا الموسم غاب عن مباريات أكثر من المعتاد، إذ أن إصابة خلال كأس الأمم الإفريقية في 18 يناير أبعدته عن الملاعب حتى مواجهة برينتفورد بعد شهر. ثم أُصيب مجدداً وابتعد 3 أسابيع أخرى.
منذ عودته إلى الملاعب في مطلع مارس، سجل النجم المصري 5 أهداف فقط في 13 مباراة، اثنان منها من ركلتي جزاء. وخلال تلك الفترة، خرج ليفربول من كأس الاتحاد الإنجليزي والدوري الأوروبي، والآن من السباق على لقب الدوري.
"افتقار إلى الإيقاع والثقة"
في ثلاث من المباريات الست الماضية، بقي صلاح احتياطياً، وتعكس ردّة فعله لدى استبداله مدى الألم الذي يشعر به.
لكن "الحقيقة القاسية تفيد بأنه لا يستطيع الشكوى بشأن تجاهله في الآونة الأخيرة"، بحسب الموقع، إذ "لم يشارك في الضغط كما ينبغي لدى عدم استحواذ الفريق على الكرة، كما أن لمسته خذلته مرات، وأهدر فرصاً في الثلث الأخير" من الملعب. ورجّح "افتقاره إلى الإيقاع والثقة".
يُشكّل تحديد مستقبل صلاح "أحد أكثر العناصر إلحاحاً" بالنسبة إلى المدرب الجديد المحتمل آرني سلوت، فيما يستعدّ لخلافة لكلوب.
وتحدث الموقع عن "معضلة حقيقية"، إذ "نتحدث عن أحد أعظم اللاعبين في تاريخ النادي"، ويحتلّ المركز الخامس في قائمة هدافي ليفربول برصيد 210 أهداف في 346 مباراة، ولا يزال هداف الفريق هذا الموسم برصيد 24 هدفاً في كلّ المسابقات. كما بات أول لاعب من ليفربول يسجل أكثر من 20 هدفاً في كلّ المسابقات في 7 مواسم متتالية.
"مجازفة كبرى"
الموقع استدرك أن "من السابق لأوانه وصف تراجعه بأنه دليل على تقهقره"، مذكّراً في الوقت ذاته بأنه يبلغ 32 عاماً ويدخل العام الأخير من عقده، معتبراً أن عرضاً لتمديد عقده سيكون "مجازفة كبرى"، لا سيّما أنه يتقاضى أكثر من 350 ألف جنيه إسترليني (437145 دولاراً) في الأسبوع.
في أغسطس الماضي، رفض ليفربول عرضاً للتخلّي عن صلاح من نادي الاتحاد السعودي بقيمة 100 مليون جنيه إسترليني، يمكن أن يبلغ 150 مليوناً مع الحوافز، غالباً نتيجة ضيق الوقت للعثور على بديل مناسب. وإذا قُدّم عرض مماثل في وقت مبكّر الصيف المقبل، فمن المؤكد أن النادي سيميل إلى قبوله، بحسب "ذا أتلتيك".
واستدرك أن "الكثير سيعتمد على صلاح" ومدى استعداده للرحيل عن أوروبا، إضافة إلى احتمال تفضيله انتظار السنة الأخيرة من عقده، ثم مغادرته في صفقة حرة عام 2025.
الموقع تكهّن بأن "استراحة مناسبة في الأشهر المقبلة تمهّد لبداية جديدة، كما يبدو بقيادة سلوت"، ستعيد للاعب ألقه الكروي.
واعتبر أن على صلاح أن "يتأمّل في ما حدث" السبت، إذ "خذل نفسه". وأضاف: "لو أراد التعبير عمّا يعتمل في صدره، فيجب أن يحدث ذلك خلف أبواب مغلقة. كلوب رفع صلاح إلى مصاف أيقونة عالمية في أنفيلد، وكان يستحق أفضل من ذلك".