طغى الشعور بالقلق، بسبب غياب فاعلية هجوم منتخب المغرب في الفترة الدولية، على فرحة انضمام إبراهيم دياز لاعب وسط ريال مدريد إلى "أسود الأطلس".
وفاز المغرب 1-0 على أنغولا بهدف عكسي قبل التعادل دون أهداف أمام موريتانيا أمس الثلاثاء، وفي المباراتين ظهرت حالة من الانزعاج العام من تواضع مستوى الهجوم.
وحقق فريق المدرب وليد الركراكي إنجازاً لا سابق له للعرب وإفريقيا في كأس العالم 2022، حين بلغ الدور نصف النهائي في قطر، وارتكز نجاحه في تخطي منتخبات كبرى مثل بلجيكا وإسبانيا والبرتغال على براعة حارسه ياسين بونو وقوة الدفاع أولاً، ثم استغلال الهجمات المرتدة المتاحة.
بداية المعاناة
كان التحدي المنتظر للركراكي عند العودة للمنافسات الإفريقية هو كيفية التعامل مع المنتخبات التي تتحصن في الدفاع وتترك الكرة له، ومن هنا ظهرت المعاناة.
وخيب المغرب الآمال في كأس أمم إفريقيا بكوت ديفوار حين خرج من دور 16 على يد جنوب إفريقيا، بعد أن كان المرشح الأبرز للتتويج باللقب.
ورغم أن الركراكي جدد الدماء بتشكيلته في أول فترة دولية بعد إخفاق كأس الأمم، طرأت مشكلة العقم الهجومي لتدق جرس الإنذار قبل استضافة البطولة القارية العام المقبل.
وواجه الركراكي بعض الانتقادات من وسائل إعلام محلية بعد آخر مباراتين لعدم الاستفادة من قدرات المهاجمين يوسف النصيري وأيوب الكعبي، وسط مطالبات بتنويع أسلوب اللعب وتحسين التواصل بين خط الوسط والهجوم.
وقبل مباراة موريتانيا قال المدرب: "ما زلنا في مرحلة تصحيح الأخطاء والتعرف على اللاعبين الجدد، سنواصل العمل من أجل أفضل النتائج الممكنة وتحسين الأداء الهجومي".
وبعد المباراة أقر بالمعاناة الهجومية قائلاً: "لم نستطع التسجيل في المحاولات المتاحة وهو ما يجب العمل عليه في الفترة القادمة، علينا أن نتحلى بفاعلية أكبر لحسم المباريات، لم نستطع فرض أسلوبنا وسقطنا في فخ موريتانيا".
من المسؤول؟
وجرب الركراكي الاعتماد على سفيان رحيمي لاعب العين الإماراتي كرأس حربة، لكنه لم يكن بنفس الخطورة التي يشكلها على جانبي الملعب، فيما أخرج من حساباته عبد الرزاق حمد الله هداف النصر السعودي بعد كأس العالم.
ولم يسجل لاعب مغربي أي هدف في آخر 4 مباريات للمنتخب، وعلق الركراكي: "بعيداً عن مبابي وهالاند وليفاندوفسكي وهاري كين لا يوجد مهاجم حاسم دائماً، لا نعرف مثلاً من مهاجم إيطاليا الحالي، علينا دعم الكعبي والنصيري، وسنستعين بلاعبين جدد لخلق المنافسة معهما".
وتابع: "الكعبي والنصيري يسجلان مع فريقيهما وأرقامهما التهديفية جيدة جداً، لكن ربما أكون أنا المسؤول عن عدم نجاحهما في التسجيل مع المنتخب".
وحتى بونو حارس الهلال السعودي تحدث عن أزمة الهجوم بعد مباراة الأمس قائلاً: "غياب الفاعلية الهجومية أمر مزعج إلى حد كبير، نصنع عدداً هائلاً من الفرص، لا أعرف سبب المشكلة وإن كانت مرتبطة بسوء الحظ لكن يجب العمل على حلها في المستقبل".
وسيزداد العبء على دياز لابتكار حلول هجومية بعد أن أظهر مؤشرات جيدة في أول مباراتين له مع المغرب بعد تحويل الولاء من إسبانيا، لكنه واجه ضغطاً شرساً من المدافعين.
وتنتظر جماهير المغرب تحسناً عند مواجهة زامبيا والكونغو في يونيو المقبل، عندما يتطلع رجال الركراكي للاقتراب من كأس العالم 2026.