ملاكمة تونسية تتحدى التقاليد وتتطلع إلى تتويج أولمبي

time reading iconدقائق القراءة - 2
الملاكمة التونسية خلود الحليمي أثناء جلسة تصويرية- 17 سبتمبر 2023 - Fb/@Khouloud Hlimi
الملاكمة التونسية خلود الحليمي أثناء جلسة تصويرية- 17 سبتمبر 2023 - Fb/@Khouloud Hlimi
تونس-وكالة أنباء العالم العربي

تتحرك الملاكمة التونسية خلود الحليمي بخفة وسط الحلبة وتتبادل لكمات قوية مع مدربها تصاحبها صرخات الحماس ضمن الاستعدادات لمشاركتها الثانية في الأولمبياد التي تستضيفها باريس الصيف المقبل وتأمل في اعتلاء منصة التتويج.

لم تكن الملاكمة البالغ عمرها 33 عاماً تتوقع النجاح عندما بدأت ممارسة الملاكمة في مجتمع محافظ كان يعتبر" اللعبة النبيلة" حكراً على الرجال، لكنها تشبثت بموهبتها متحدية العادات والتقاليد.

تقول الحليمي في مقابلة مع وكالة أنباء العالم العربي (AWP) من مقر مرانها بالحي الأولمبي بتونس العاصمة "تعتبر الملاكمة في المجتمع العربي بصفة عامة حكراً على الرجال، من الصعب أن يتقبل المجتمع العربي أو التونسي أن تمارس امرأة رياضة الملاكمة وخاصة عندما تكون متزوجة ولها أبناء".

وأضافت "المجتمع يعتبر أنه أمر جلل ويتساءل ماذا تفعل؟ لكني أستمتع بذلك".

وروت خلود أنها بدأت ممارسة الملاكمة بالتدرب مع أشقائها بهدف ملء أوقات فراغها فقط، لكن بعد بلوغها مرحلة المراهقة طلبوا منها التوقف باعتبار أنها رياضة للرجال.

ورفضت خلود التخلي عن الرياضة التي عشقتها، ووجدت فيها متنفساً، وتمسكت بالمواصلة، لتنجح في الصعود على منصات التتويج لتنال دعم أشقائها ومساندتهم.

وقالت خلود إنها تشجع كل امرأة عربية بصفة عامة على التمسك بأحلامها سواء في الملاكمة أو أي رياضة أخرى أو الدراسة.

وتابعت "التحدي له طعم ومذاق خاص وعندما يحب الإنسان شيئا يبدع فيه".

وتستعد الملاكمة التونسية للمنافسة في وزن 57 كيلوغراماً، وتتطلع لنيل ميدالية واعتلاء منصة التتويج في مشاركتها الثانية في الأولمبياد.

وكثفت خلود مرانها مع اقتراب منافسات أولمبياد باريس بقيادة المدرب الوطني سامي الخليفي.

وقالت الملاكمة التي تتدرب بعيداً عن عائلتها التي تعيش في فرنسا "أنا على أتم الاستعداد لتمثيل بلادي وإسعاد الشعب والعائلة، وإن شاء الله تحقيق الصعود على منصة التتويج".

ويثق المدرب الخليفي في قدرة خلود على تشريف الملاكمة التونسية قائلاً "مع اقتراب الأولمبياد نكثف استعداداتنا من أجل الوصول إلى أفضل حالة بدنية وفنية وذهنية قبل انطلاق المنافسات من أجل التتويج وتشريف الملاكمة التونسية".

وأضاف "خلود تمتلك الإمكانات والقدرات واكتسبت الخبرة في المنافسات الأولمبية، ونتطلع للتتويج خاصة بعد الجهود والتضحيات التي بذلتها".

ويرى الخليفي، وهو ملاكم سابق شارك في أولمبياد سيدني 2000، أن الفتيات التونسيات يقبلن على رياضة الملاكمة.

وقال "الإقبال موجود لكن المشكل في الاستمرارية. نملك المواهب القادرة على الوصول لأبعد مدى. لكن يجب وضع استرتيجية واضحة تتضمن أهدافا قصيرة المدى وبعيدة المدى للنجاح".

قصص قد تهمك