شنت روسيا حملة عنيفة الأربعاء على اللجنة الأولمبية الدولية واتهمتها بممارسة "العنصرية والنازية الجديدة"، بسبب قواعد الحياد التي فرضتها على رياضييها الأولمبيين في أولمبياد باريس 2024.
وجاء هذا الكلام التصعيدي بالنظر العقوبات المحتملة على المشاركين في "ألعاب الصداقة" التي سينظمها الكرملين، وذلك بعد يوم من استبعادهم عن حفل افتتاح أولمبياد باريس.
واطلقت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا اتهاماً قاسياً: "هذه القرارات تظهر إلى أي مدى ابتعدت اللجنة الأولمبية الدولية عن مبادئها المعلنة وانزلقت إلى العنصرية والنازية الجديدة".
وأضافت زاخاروفا: "نشعر بالغضب إزاء الظروف التمييزية غير المسبوقة المفروضة من اللجنة الأولمبية الدولية، قراراتها غير قانونية، غير عادلة وغير مقبولة".
كما اتهمت موسكو الأربعاء الأولمبية الدولية بترهيب الرياضيين الراغبين بالمشاركة في ألعاب الصداقة.
هذه القرارات تظهر إلى أي مدى ابتعدت اللجنة الأولمبية الدولية عن مبادئها المعلنة وانزلقت إلى العنصرية والنازية الجديدة
ماريا زاخاروفا - المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية
قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: "هذا تخويف للرياضيين، هذا يقوض تماماً سلطة اللجنة الأولمبية الدولية"، وذلك عقب اتهام الأخيرة موسكو الثلاثاء بـ"تسييس الرياضة" من خلال تنظيم هذه المسابقة، طالبة من عالم الرياضة والحكومات التي دعتها موسكو "رفض أي مشاركة ودعم" لهذا الحدث.
وفي وقت لاحق، ردت الأولمبية الدولية على التصريحات الروسية واصفة اياها بـ"غير المقبولة" وأنها بلغت "مستوى متدنياً جديداً".
وقال المتحدث بإسم الهيئة الرياضية الأعلى في العالم مارك أدامس: "تخطى الأمر الحد الذي يمكن تقبله، إن ربط الرئيس (الألماني توماس باخ) وجنسيته والمحرقة في سياق هذه القضية يصل إلى مستوى متدنٍ جديد".
استبعاد عن حفل الافتتاح
وكان مدير برنامج التضامن الأولمبي في اللجنة الأولمبية جيمس ماكلاود قال بعد اجتماع اللجنة التنفيذية الثلاثاء في لوزان إن الرياضيين الروس والبيلاروس الذين يخوضون الأولمبياد تحت علم محايد "لن يكونوا ضمن طوابير الوفود المشاركة خلال عرض حفل الافتتاح كونهم رياضيين فرديين".
يشارك الروس والبيلاروس تحت اسم "الرياضيون الفرديون المحايدون"، وسيحظون بفرصة لتجربة الحدث بحسب ماكلاود، لكن ليس ضمن موكب القوارب في نهر السين.
وأشار ماكلاود إلى أن قرار مشاركة الرياضيين الفرديين المحايدين في حفل الختام سيُتخذ في مرحلة لاحقة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن المشاركة في حفل الختام "ليست للفرق بل للرياضيين".
واستبعدت اللجنة الأولمبية الدولية روسيا في ديسمبر الماضي عن المشاركة في أولمبياد 2024، لكنها أعطت الضوء الأخضر للرياضيين الروس والبيلاروس للمنافسة كمحايدين طالما أنهم لا يدعمون بشكل فعال الحرب على أوكرانيا.
وكشفت اللجنة الأولمبية الدولية إن الرياضيين المحايدين سيكون لهم علمهم الخاص بخلفية خضراء ونشيدهم الخالي من الكلمات، كما لن يشير الجدول إلى الميداليات التي سيفوز بها هؤلاء.
وقالت اللجنة الأولمبية الدولية: "لن يُعرض أي علم أو نشيد وطني أو ألوان أو أي تعريف آخر على الإطلاق لروسيا أو بيلاروس في دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024 في أي مكان رسمي أو أي مناسبة رسمية".
وختمت: "لن تتم دعوة أي مسؤول حكومي روسي أو بيلاروسي أو منحهم بطاقة اعتماد لحضور دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024".