
اعتبر فوزي لقجع، رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم، أن إحراز كأس الأمم الإفريقية التي ينظمها المغرب "ليس مجرد حلم، بل طموح مشروع".
جاء ذلك خلال مقابلة مع صحيفة L’Équipe الفرنسية، التي وصفت لقجع بأنه "شخصية مهمة في الحكومة المغربية، يدرك أن بلاده محطّ أنظار الجميع على كل المستويات، سواء بالنسبة إلى كأس الأمم الإفريقية 2025 (21 ديسمبر-18 يناير) أو كأس العالم 2030".
لقجع سُئل عمّا إذا الجانب الرياضي أم التنظيمي أبرز تحدٍ يواجهه المغرب في كأس الأمم الإفريقية، فاعتبر أن استضافة المسابقة تشكّل فرصة للبلاد "من أجل إحياء ثقافتها وحضارتها العريقة، وإظهار الإمكانات الهائلة لإفريقيا، وهي قارة نابضة بالحياة، موطن 800 مليون شاب".
ورأى أن "المستوى الدولي لهذه النسخة سيكون مساوياً لمستوى بطولة أوروبا أو كأس العالم"، مشدداً على أن "ظروف الاستعداد والتدريب للفرق الـ24 ستكون مثالية، كما أن الملاعب التسعة جاهزة وتفي بالمعايير الدولية، وسيستضيف ملعبان كأس العالم 2030: ملعب الأمير مولاي عبد الله في الرباط وملعب ابن بطوطة في طنجة".
ولفت لقجع إلى أن على الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، والقارة السمراء، "إحداث نقلة نوعية في تنظيم هذا الحدث"، وتابع: "كلّما كان التنظيم أفضل، كان التسويق أفضل، وزادت الإيرادات، وزاد هامش إعادة التوزيع والتطوير".
الجزائر
رداً على سؤال بشأن المشجعين الجزائريين، الذين يُرجّح أن يتوافدوا بكثرة إلى المغرب خلال البطولة، قال لقجع: "كرّر جلالة الملك أننا كنا دوماً بلداً يرحّب بالجزائريين. على التراب المغربي، تقيم عائلات جزائرية وتختبر جودة هذا التعايش. سيُستقبل المنتخب الجزائري، ومشجعوه الآتون من الجزائر والعالم بأكمله، في بلد لطالما رحّب بهم بحرارة".
الفوز بكأس الأمم الإفريقية
سُئل لقجع عمّا ينبغي أن يطمح إليه منتخب المغرب بعد بلوغه نصف نهائي كأس العالم 2022، فأجاب: "نتصدّر ترتيب الدول الإفريقية (في قائمة الاتحاد الدولي لكرة القدم) منذ أكثر من عامين، ونحتلّ المرتبة الثانية عشرة عالمياً. فريقنا يعجّ بالمواهب البارزة، مع قائد تعرفونه جيداً، أشرف حكيمي (لاعب باريس سان جيرمان)".
وأضاف: "لدينا القدرة على الفوز بكأس الأمم الإفريقية هذه، بعدما حصدنا بطولتنا الأولى عام 1976. هذا ليس مجرد حلم، إنه طموح مشروع".
"رفع طموحات" المغرب
ورداً على سؤال بشأن كأس العالم 2030، التي تستضيفها المغرب مع البرتغال وإسبانيا، قال لقجع: "تجاوزُ مع حققناه في قطر سيكون هدفنا عام 2026. لن ننتظر حتى عام 2030 لمحاولة تحقيق ذلك. دعونا نجري تقييماً موضوعياً: بعد (مونديال) قطر، تطوّر منتخبنا الوطني من حيث جودة اللاعبين وخبرتهم في الأندية وإدارة الضغوط في الأحداث الكبرى. سيسمح ذلك للفريق برفع طموحاته".
وتابع: "مع باريس سان جيرمان، خاض حكيمي نهائي دوري أبطال أوروبا، ومع مانشستر يونايتد، (خاض) نصير مزراوي (نهائي) الدوري الأوروبي، وعبد الصمد الزلزولي (نهائي) دوري المؤتمر الأوروبي مع ريال بيتيس. اليوم، في ما يتعلّق بالقائمة، لا يحسد المغرب أي فريق في أوروبا أو أميركا اللاتينية".
هل تبدّلت نظرة منتخبات أخرى إلى المغرب منذ مونديال قطر؟ أجاب لقجع: "في عام 2022، انتقلنا من فريق بالتصنيف الرابع لم يتجاوز الأدوار الأولى أمام فرق مثل كرواتيا وبلجيكا وإسبانيا، إلى فريق ندم على هزيمته أمام فرنسا (0-2 في نصف النهائي) واعتبر أنه كان يستطيع الفوز بكأس العالم، مع قليل من الحظ والعزيمة. سيكون ذلك مفيداً للمغرب، ولكن أيضاً لكل (الفرق الصغيرة): يجب ألا نكبح أنفسنا".
لامين يامال
لقجع تطرّق إلى موقف اتحادات أوروبية بشأن مسألة اللاعبين مزدوجي الجنسية، قائلاً: "يجب أن نفرّق بين الجنسية بحدّ ذاتها والجنسية الرياضية. الخيار الرياضي يتم وفقاً للمشروع الرياضي لكل بلد، وطموح اللاعب، وطموح البلد. يجب احترام ذلك. لكن ذلك لا يؤثر في الأصول (التي لم يخترها) اللاعب".
وأضاف: "الاسم الحقيقي للامين يامال هو أمين جمال. قرّر اللعب للمنتخب الإسباني. لم يعترض أحد على خياره، والجميع يتابع مبارياته بحماس، متمنّياً له كل التوفيق. عندما يختار لاعب آخر اللعب للمغرب، لا أرى سبباً وجيهاً للجدل في هذا الصدد. يجب أن نعود إلى عالمية كرة القدم".
وإذ اعتبر مراسل الصحيفة الفرنسية أن خيار يامال باللعب مع إسبانيا "مؤسف" بالنسبة إلى المغرب، قال لقجع: "عندما تكون لديك قناعات مماثلة لما قلته لك، فإنك تحترم الخيار. ثمة في الحياة مفاجآت سارة وأخرى سيئة. نتمنّى التوفيق للامين يامال، فكلّما نجح، أصبح قدوة للشباب المغربي، لأنه مغربي. أنا متأكد من أن عائلته تعود (إلى المغرب) غالباً لقضاء العطلات مع أحبّائها. المغاربة فخورون وسيبقون كذلك، هذه هي الروح الرياضية التي تميّزنا".