
اعترف قائد مانشستر يونايتد برونو فيرنانديز، خلال حديث حمل بين سطوره نغمة الحنين، وواقعية العصر الجديد، بأنه لم يعد يشعر بأهمية مباراة ديربي مدينة مانشستر، موجهاً اتهاماً إلى التكنولوجيا بتخريب متعة مباريات الديربي، قائلاً إن الديربي تغيّر وتقنية الفيديو المساعد الـVAR غيّرت كل شيء”.
وقدم برونو فيرنانديز مستوى متميز مع مانشستر يونايتد في مباراة الليلة أمام مانشستر سيتي في الجولة 31 من الدوري الإنجليزي، إلا أن غياب اللمسة الحاسمة أدى إلى انتهاءها بالتعادل السلبي الذي لا يخدم مصالح الفريقين.
وقال النجم البرتغالي “أعتقد أن المباراة كانت مليئة بالأخطاء، وبالكثير من اللحظات المتوترة، لكن لم يعد بإمكاننا أن نلعب الديربي كما كنا في الماضي".
أوضح "الأمور تغيّرت كثيرًا بسبب وجود تقنية الفيديو. لقد لعبت مباريات ديربي من قبل دون وجود هذه التكنولوجيا، لهذا أنا أعرف طقوس الديربي، لكن الآن لا يمكنك أن تلعب بنفس الحدة في مثل هذا النوع من المواجهات".
تابع برونو بنبرة ساخرة: “في الماضي، كان لدينا خمسة حكام في الملعب، واثنان خلف المرمى، أما الآن فأربعة على الأرض وواحد في الغرفة، وكل لمسة محسوبة… لم نعد أحراراً في الالتحامات أو التدخلات، فكل شيء بات تحت المراقبة".
“دي بروين جعل البريميرليغ أفضل”
في لفتة رياضية نادرة بين غريمين تقليديين، لم يتردد برونو في الإشادة بصانع ألعاب مانشستر سيتي كيفن دي بروين الذي أعلن رحيله عن صفوف الفريق بحلول نهاية الموسم الحالي.

وقال برونو “دي بروين جعل الدوري الإنجليزي أفضل… لو أن مانشستر سيتي وصل إلى ما هو عليه اليوم، ولم يحصد مانشستر يونايتد العديد من البطولات في هذه الحقبة، فذلك بفضل وجود لاعب بموهبة كيفن دي بروين، إنه يستحق كل التقدير".
استطرد “قضاء دي بروين عشر سنوات في البريمييرليغ رقم ليس بالهين، وسواء كان قرار الرحيل صدر من دي بروين أو من النادي، هذا لا يُغير أي شيء، دي بروين سيبقى لاعبًا عالميًا، واللعب أمامه كان شرفاً كبيراً، ومشاهدته عن قرب متعة خالصة، اسمه سيبقى محفوراً في تاريخ الدوري، وليس في تاريخ مانشستر سيتي فقط".
مانشستر يونايتد افتقد اللمسة القاتلة
أما عن أداء فريقه، فعبّر برونو عن رضاه النسبي، لكنه لم يُخفِ خيبة أمله من غياب الفاعلية بقوله: “بالطبع أنا راضٍ عن الأداء، لكن النتيجة؟ بالطبع لا".

زاد "نحتاج النقاط، ونحن نعلم ذلك. لعبنا أمام فريق كبير، لكن المباراة كانت في المتناول. كنا أكثر خطورة منهم في فترات، لكن ما افتقدناه هو اللمسة القاتلة.”
وختم بقوله: “في الشوط الأول، لم نكن حاسمين بما يكفي… لمسة زائدة، انتظار غير مبرر. كنا منظمين وصبورين، لكن القسوة الهجومية التي تصنع الفارق في الديربيات لم تكن موجودة اليوم.”
وهكذا، من حديث برونو، نفهم أن الديربيات قد تبقى في الذاكرة، لكنّ نكهتها تغيّرت. ونجومًا كـ”دي بروين” يرحلون، لكنهم يتركون خلفهم بصمة لا تُمحى.