يتحرك الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" في كل الاتجاهات لضمان تنظيم كأس العالم للأندية 2025، بمشاركة 32 نادياً في أفضل الظروف.
كشف موقع "إذاعة مونتي كارلو"، أن هيئة رئيس الفيفا جياني إنفانتينو لم تقم لحد الآن بإضفاء الطابع الرسمي على الملاعب، وحقوق البث والجهات الراعية، ما بات موضوعاً حساساً.
المال بات جوهر مسابقات كرة القدم، ولكي تنجح المنافسة يحتاج الفيفا إلى ناقلين مستعدين للدفع لضمان حصرية المباريات الكبيرة لكأس العالم للأندية. لحد الآن، لم تهتم القنوات الكبيرة بهذه المسابقة المقرر إجراؤها في الفترة من 15 يونيو إلى 13 يوليو 2025.
في الجانب المالي، بدأت الأندية وخاصة الأوروبية بالبحث عن أفضل عائد مالي ممكن. في 29 أغسطس، وعلى هامش قرعة دوري أبطال أوروبا، التقى ناصر الخليفي، رئيس رابطة الأندية الأوروبية، بالمدير التجاري للفيفا، وقالت مصادر مطلعة أن الاجتماع كان خاصاً بكأس العالم للأندية 2025.
وانتقد رئيس باريس سان جيرمان، على غرار العديد من رؤساء الأندية الأوروبية، دعوة الأندية بعد فوات الأوان للمساعدة في هذا المشروع وتسويقه معتبرين أن الفيفا، الذي كان يخطط بمفرده منذ عدة أشهر، أهدر وقتاً ثميناً.
وتعتبر الأندية أن مبلغ 800 مليون يورو الذي سيذهب للأندية يجب التفاوض عليه من جديد في بطولة ستكلف الفيفا حوالي ملياري يورو.
حقوق البث.. الشبح الأسود للفيفا
تكمن صعوبة بيع حقوق البث التلفزيوني أيضاً في اختلاف قارات الفرق المشاركة. تواجد باريس سان جيرمان مثلاً في المسابقة، قد لا يدفع القنوات الفرنسية لدفع الملايين مقابل هذه المسابقة.
بالنسبة للاتحاد الدولي لكرة القدم، فإن الأسواق ذات الأولوية تظل أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، ولكن عادة قبل 9 أشهر من المنافسة، كان الفيفا متقدماً بشكل جيد في بيع الحقوق.
وأشار مراقب مقرب جداً من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم: "تخيل هذه المرة أنه يتعين على الفيفا أن يبيع في غضون أشهر قليلة الحقوق في جميع الأسواق حول العالم، هذا أمر محفوف بالمخاطر".
حالياً، يبحث فيفا عن جهة بث للسوق الأميركية، ولطالما كانت الهيئة الكروية الدولية تأمل في أن تحصل "Apple TV" على الحقوق العالمية للمسابقة، مع البث على منصة "+Apple TV"، في نهاية المطاف يمكن أن تظهر قناة "FOX" كحل احتياطي للبث في هذه المنطقة.
غضب اللاعبين
بالإضافة إلى جهات البث، لم يقم الفيفا بعد بإضفاء الطابع الرسمي على أي ملعب للمسابقة، ومن المفترض أن يحدث هذا في الأيام المقبلة، وهو ما قد يعقد قليلاً عملية التحضيرات اللوجستية الأولية للبطولة.
كما أن الكثير من الأندية ستقوم بالموسم التحضيري لعام 2025 في الولايات المتحدة التي ستجري فيها كأس العالم للأندية أيضاً.
اشتكى اللاعبون مع بداية هذا الموسم من الجدول المزدحم للمباريات وتأثيره على الجانب الصحي، ويأتي توقيت كأس العالم للأندية بعد نهاية الدوريات المحلية والقارية ليزيد الضغط على اللاعبين.
يُضاف إلى ذلك، تزامن البطولة مع الكأس الذهبية وهي البطولة القارية لأميركا الشمالية والوسطى ومنطقة البحر الكاريبي، وهي بطولة دولية معترف بها من الفيفا.
هذا التقويم سيضع العديد من اللاعبين في حالة من الضبابية، على غرار حالة اللاعب ألفونسو ديفيز الذي من المحتمل أن يكون متاحاً لكلتا المسابقتين، الكأس الذهبية مع منتخبه كندا، وكأس العالم للأندية مع ناديه بايرن ميونيخ.
مشكلات قانونية في عقود اللاعبين
وتُثار أيضاً العديد من الأسئلة القانونية حول هذه المسابقة، على سبيل المثال، كيف سيتم التعامل مع اللاعبين عند نهاية عقودهم في 30 يونيو؟.
هناك سؤال آخر، كيف سيتم الفصل في الخلافات القانونية المحتملة بين اللاعب والنادي؟.
وقال أحد المقربين من لاعب دولي فرنسي: "عندما يتم استدعاؤك للمنتخب، لا يمكنك رفض الذهاب، هنا الأمر مختلف، المناقشة ستكون مع النادي الذي لا يبدو أنه يهتم كثيراً باحتياجات اللاعبين للحصول على إجازة".
وهنالك مثال على هذه الوضعية، ويتعلق الأمر بالبلجيكي كيفن دي بروين، الذي قد لا يكون قادراً على المشاركة في المنافسة، خاصة أن عقده مع مانشستر سيتي ينتهي في 30 يونيو 2025.
الفيفا أمام القضاء
وعلى صعيد ضغط المباريات، يسلط المؤيدون لهذه البطولة الضوء على الدراسات التي تظهر أن لاعبي كرة القدم المشاركين في هذه المسابقة، لن يكون لديهم عبء عمل أكبر، مقارنة بالمواسم الأخرى.
أما اتحاد اللاعبين المحترفين (FIFPro)، فإنه لا يوافق على هذا الرأي على الإطلاق، وسيرفع هذه القضية إلى المحكمة. ومن المقرر تقديم شكوى إلى المفوضية الأوروبية ضد الفيفا في 14 أكتوبر.
ولتفادي الصدام القانوني، كتب الأمين العام للفيفا ماتياس غرافستروم إلى الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين، في الأيام الأخيرة، لعرض عقد اجتماع لمناقشة كأس العالم للأندية خلال الأسابيع المقبلة، ومن المؤكد أن هذه النقاط الحساسة سيتم تناولها.