كشف موقع "ذا أتلتيك" في تقريرٍ مطول تفاصيل الرواتب وهياكل الأجور الخاصة بحكام كرة القدم في الدوريات الخمسة الكبرى في أوروبا، بالإضافة إلى الدوري الأميركي.
وفقاً للتقرير، فإن حكام إسبانيا هم الأفضل من حيث متوسط الأجور لكنّ حكام إنجلترا يحصلون في الأغلب على دخل سنويّ أعلى.
الراتب السنوي الثابت للحكام في الدوري الإسباني يُقدر بـ124 ألفاً و256 جنيهاً إسترلينياً (157 ألفاً و115 دولاراً أميركياً). ويتلقون دخلاً إضافياً قدره 4205 جنيهات إسترلينية عن المباراة الواحدة بالنسبة لحكام الساحة و2102 جنيه إسترلينياً لحكام تقنية الفيديو المساعد (فار).
ويحصل الحكام في إسبانيا على مبلغ إضافي قدره 21 ألفاً و929 جنيها إسترلينيا سنوياً مقابل حقوق الصورة.
يعلّق إدواردو إيتورايده غونزاليس، حكم إسباني دولي سابق على الراتب المرتفع لحكام الليغا قائلاً: "لقد أصبحنا الأعلى أجراً في السنوات الأخيرة فقط. كنا في السابق في المركز السادس أو السابع. إنها معركة بدأناها منذ زمن طويل".
وأضاف: "في زمني، كان علينا أن نحصل على وظيفة أخرى. أما الآن، فهناك المزيد من الاحترافية والتفاني. الآن يعيش الحكام ويفكرون في التحكيم 24 ساعة في اليوم".
كم يتقاضى حكام الدوري الإنجليزي؟
يتقاضى حكام الدوري الإنجليزي الممتاز رواتب تتراوح بين 73 ألفاً و191 جنيهاً إسترلينياً و105 آلاف و257 جنيهاً إسترلينياً بناءً على خبرتهم.
وعن كل مباراة يتقاضى حكام الساحة 1116 جنيهاً إسترلينياً مقابل 837 جنيهاً لكل من حكام الـ(فار). كما يتلقى حكام الدوري الإنجليزي الممتاز مكافأة تعتمد على جودة أدائهم وعلى "القرارات المهمة" التي يتخذونها في المباريات.
ورفضت لجنة مسؤولي مباريات الألعاب الاحترافية PGMOL، الهيئة المسؤولة عن التحكيم في إنجلترا التعليق على طلب لـ"ذا أتلتيك" لتأكيد صحة الأرقام الخاصة بالرواتب.
يوجد 20 حكماً محترفاً بدوام كامل في المجموعة المختارة الأولى، وهم فريق من النخبة يتولون إدارة مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز. وفي قمة الهرم، تتواجد قلة تصنف ضمن حكام النخبة في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، مثل أنتوني تايلور ومايكل أوليفر وغيرهما. وهؤلاء يتلقون دخلاً إضافياً لإدارة المباريات الأوروبية والدولية.
وهناك 22 حكماً في المجموعة المختارة الثانية وهم مسؤولون بالأساس عن تحكيم مباريات دوري البطولة الإنجليزية (تشامبيونشيب)، بالإضافة إلى بعض مباريات الدرجات الأدنى. ورواتبهم أقل بقليل من حكام مباريات الدوري الممتاز.
أخيراً، هناك المجموعة الوطنية، وهم حكام يتولون إدارة مباريات دوري الدرجة الأولى ودوري الدرجة الثانية. عادة ما يكون لديهم وظيفة أخرى، ويحصلون على أجر ثابت لإدارة المباراة، بالإضافة إلى تلقيهم مصاريف سفر وتعويضات عن المسافة التي يقطعونها.
كلاتنبورغ وزيادة الأجور
جرى التركيز على موضوع الأجور في عام 2017 عندما قرر مارك كلاتنبورغ الاستقالة من منصبه كحكم في الدوري الإنجليزي الممتاز لتولي منصب رفيع المستوى في السعودية.
وفي كتابه "كاشف الأسرار" قال كلاتنبورغ إنه اتخذ القرار لأسباب مادية. وفسّر: " سنة واحدة في السعودية تعادل حوالي ثماني سنوات في الدوري الإنجليزي الممتاز".
وشارك مايكل أوليفر في إدارة مباراة في الدوري بين النصر الذي يلعب فيه كريستيانو رونالدو والهلال في السعودية في أبريل من العام الماضي، مقابل حوالي ثلاثة آلاف جنيه إسترليني.
رواتب أقل في ألمانيا وإيطاليا
في ألمانيا، هناك أيضا اختلاف في الراتب السنوي للحكام اعتماداً على الخبرة والمستوى لكنها إجمالاً أقل من الدوري الإنجليزي.
يحصل الحكام الذين تقل خبرتهم عن خمس سنوات على راتب قدره 52 ألفاً و977 جنيه إسترليني، ويرتفع إلى 61 ألفاً و522 جنيه إسترليني عند اجتيازهم تلك العتبة، بينما يتقاضى الحكام النخبة راتبا قدره 70 ألفاً و67 جنيها إسترلينياً.
على كلٍ مباراة في البوندسليغا يحصل الحكام على 4784 جنيه إسترليني، بينما يحصل حكام تقنية الفيديو المساعد على 1794 جنيه إسترليني. وتبلغ رسوم مباريات الحكام في الدرجة الثانية الألمانية (دوري الدرجة الثانية) 2392 جنيه إسترليني. ولا توجد مكافآت متعلقة بالأداء.
في نهاية مسيرة الحكم يحصل على مكافأة تعادل راتب عامين.
الوضع أفضل نسبياً في إيطاليا، هناك يتقاضى الحكام رواتب تتراوح بين 76 ألفاً و954 جنيها إسترلينيا و77 ألفاً و345 جنيهاً إسترلينياً، بالإضافة إلى مبلغ يتراوح بين 3420 و3437 جنيهاً إسترلينياً عن كل مباراة.
وضع ملتهب في فرنسا
يتقاضى حكام الدرجة الأولى في فرنسا رواتب تتراوح بين 66 ألفاً و716 جنيهاً إسترلينياً و67 ألفاً و58 جنيها إسترلينيا، مع مبلغ إضافي بين 2865 و 2880 جنيهاً إسترلينياً عن كل مباراة بالنسبة لحكام الساحة، أمّا حكام الـ"فار" فيحصل كل منهم على مبلغ بين 855 و 859 جنيهاً إسترلينياً.
مكافأة نهاية الخدمة تتراوح بين 8500 و 51 ألف جنيه إسترليني، وذلك حسب العمر ومستوى الحكم.
ويواجه التحكيم في فرنسا أزمة في الوقت الراهن. تشكك العديد من الأندية علناً في القرارات وتطبيق نظام حكم الفيديو المساعد (فار).
واستقال ستيفان لانواي، رئيس الحكام المحترفين في اللعبة، من الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، وتولى أنتوني جوتييه، مدير التقنية للحكام في الاتحاد المنصب بدلاً منه.
وأصدر 17 من أصل 18 نادياً في الدوري بياناً مشتركاً الشهر الماضي يطالبون فيه بإقالته؛ لأن "الحوار والثقة تحطما بشكل نهائي".
أميركا.. مفاوضات فاشلة وعودة مُظفّرة
يحصل حكام الدوري الأميركي لكرة القدم على رواتب أفضل بكثير مما كانوا يتقاضونه قبل شهر واحد فقط. ويعود ذلك إلى عقد جديد بين نقابة العمال التي تمثل الحكام (اتحاد حكام كرة القدم الأميركية) والشركة الممولة من الدوري الأميركي لكرة القدم المسؤولة عن تعيينهم وتدريبهم.
لم يكن الطريق إلى هذا العقد سهلاً، حيث خاض الاتحاد والرابطة مفاوضات بوساطة فيدرالية. واتهم كل طرف الآخر بممارسات عمل غير عادلة، وفي النهاية قامت شركة مسؤولي الاحتراف بإغلاق باب التعاقد مع حكامها، مما أدى إلى استخدام الدوري الأميركي لما يسمى بـ "الحكام البدلاء" في الأسابيع الأربعة الأولى من موسمه، وهم حكام مؤقتون تم استقدامهم من الخارج ومن الدرجات الدنيا الأميركية.
وقدم هؤلاء الحكام أداءً جيداً ولكنهم عملوا أيضا بمستوى أقل بشكل ملحوظ عن الحكام الأصليين، مما أثار استياء لاعبي ومدربي الدوري الأميركي لكرة القدم. ليعود حكام الدوام الكامل إلى أرض الملعب بعد الاتفاق على العقد قبل مباريات الأسبوع الماضي.
ويبدأ حكم الدوري الأميركي بأجر منخفض ويصنف كـ"مبتدئ" خلال أول عامين. ويحصل الحكم المبتدئ، بموجب شروط العقد الجديد بين اتحاد الحكام والرابطة، على راتب قدره حوالي 85 ألف دولار (67 ألفاً و568 جنيهاً إسترلينياً) في عام 2024. كما يتقاضى حكم الساحة والحكام المساعد والحكم الرابع وحكم تقنية الفيديو المساعد رسوم مباريات تقدر بـ550 دولاراً لحكام الفيديو و 1500 دولار للحكم والحكم المساعد.
ويتقاضى الحكام الذين تجاوزوا فترة الاختبار، ويشكلون الجزء الأكبر من طواقم تحكيم الدوري الأميركي، رواتب أعلى من نظرائهم المبتدئين، حيث يتم تعويضهم وفقاً لمقياس تصاعدي يعتمد على عدد المباريات التي أداروها في مسيرتهم المهنية بالمسابقة.
على سبيل المثال، يتقاضى حكم الساحة الرئيسي الآن ما بين 125 ألف دولار و 165 ألف دولار. ويشمل هذا الرقم ضماناً مقابل إدارة 15 مباراة يحتفظ بها الحكم حتى لو تعرض للإصابة أو لم يتمكن من إدارة هذا العدد من المباريات. وإذا أشرف الحكم على أكثر من 15 مباراة، وهو أمر شائع، فإن إجمالي أرباحه يرتفع.
ينص العقد الجديد بين الرابطة والحكام على زيادات في الرواتب على أساس سنوي. وبحلول انتهاء العقد في عام 2030، فإن الحكم الرئيسي الذي يكسب 165 ألف دولار في عام 2024 سيصبح راتبه 211 ألف دولار.
وفي حين يتمتع الحكام في إنجلترا وألمانيا بدرجة معينة من الأمان في شكل مكافأة نهاية الخدمة، يُمنح كبار الحكام في الدوري الأميركي لكرة القدم ستة أشهر فقط كحد أقصى لمكافأة نهاية الخدمة.