أسباب الأزمة "المنتظرة" للوداد: تفرّد الرئيس السابق وغياب الأفق

time reading iconدقائق القراءة - 2
خلال تدريب لنادي الوداد - 2 أبريل 2024 - X/@WACofficiel
خلال تدريب لنادي الوداد - 2 أبريل 2024 - X/@WACofficiel
الرباط-عمر أجراري

منذ اعتقال سعيد الناصري، الرئيس السابق لنادي الوداد الرياضي المغربي، لا شيء يسير كما يرام في الفريق الأحمر.

النادي خرج من دور المجموعات في دوري أبطال إفريقيا، وحسابياً من السباق على لقب الدوري المغربي، كما أُقصي من كأس العرش أمام نادي شباب السوالم الأسبوع الماضي.

يتزامن ذلك مع عدم استقرار على المستويين الفني والإداري. فكيف وصل هذا النادي المرموق إلى هذا المستوى من التراجع؟

يربط متابعون للشأن الكروي المغربي أزمة النتائج التي يشهدها نادي الوداد، بالفراغ الذي خلفه الناصري منذ ملاحقته قضائياً.

"دوّامة من النتائج السلبية"

في هذا الصدد قال أمين مجدوبي من صحيفة "المنتخب"، لموقع "الشرق رياضة": "أزمة الوداد مرتبطة أساساً برحيل الرئيس سعيد الناصري بعد اعتقاله، إذ كان المسيّر الوحيد، والآمر الناهي داخل النادي، الذي تخبّط في دوّامة من النتائج السلبية، كان من تراكماتها تغيير المدربين".

وأضاف: "بعد الانفصال عن عادل رمزي وتعويضه بالمدرب التونسي فوزي البنزرتي، لم يتمكّن الفريق الأحمر من تحقيق نتائج إيجابية، سواء على مستوى دوري أبطال إفريقيا أو حتى الدوري المغربي أو كأس العرش. وخروجه من دور المجموعات بدوري أبطال إفريقيا يُعدّ سابقة للنادي بعد تألّقه في السنوات الثماني الماضية، ويعود ذلك للتسيير الانفرادي الذي كان يفرضه الرئيس السابق سعيد الناصري. لذلك عندما رحل لم يجد أعضاء (مجلس الإدارة) أيّ حلول للأزمات المادية التي تخبّط فيها الفريق".

وتابع مجدوبي: "النادي وجمهوره لم يتعوّدا على هذا التراجع في النتائج. شاهدنا بعد عقد الجمع العام للنادي وإعادة انتخاب (عبد المجيد) برناكي رئيساً، عجز النادي عن تجاوز الأزمة والعودة إلى منافسة الأندية التي كان ينافسها في السنوات الأخيرة، وأخصّ بالذكر الرجاء البيضاوي والجيش الملكي، ويتصدّران الدوري كما ينافسان في كأس العرش".

ورجّح أن "يحاول نادي الوداد القطع مع عهد سعيد الناصري والانفتاح على عهد جديد"، مستدركاً: "يبدو أن هذا الموسم سيكون صِفرياً، في انتظار الاستعداد للمرحلة المقبلة التي يحلم بها جمهور الوداد، بأن تعود الهيبة للفريق البيضاوي كي ينافس مجدداً على الألقاب ولو في ظلّ صعوبة الرهان، على اعتبار أن الوداد سيجد صعوبة لضمان مقعد في المنافسات الإفريقية أو العربية هذا الموسم".

"أخطاء متراكمة"

الإعلامي الرياضي عبد الفتاح مومن يرى أن المشكلات المتراكمة للوداد، أثرت بشكل كبير في نفسية اللاعبين وأدائهم في الملعب. وقال لموقع "الشرق رياضة": "أزمة الوداد كانت منتظرة، نظراً إلى تراكم مجموعة من الأخطاء على مستوى التسيير".

وأضاف: "كما نعلم فتسيير النادي في عهد سعيد الناصري كان فردياً ولم يكن يعتمد على مؤسسة النادي، وبالتالي خلّف غيابه فراغاً على مستوى التسيير، ولو أن اللجنة المؤقتة حاولت مواكبة الفريق بشكل يومي. لكن العلاقة المالية للناصري مع اللاعبين لا تعتمد فقط على رواتب ومنح محددة، بل أن قربه من اللاعبين وسخاءه جعلهم يتعوّدون نوعاً من التعامل المالي الذي توقف برحيله".

وتابع: "إضافة إلى هذا المعطى، هناك أزمة تقنية متعلّقة بالمدربين، فقد تناوب ثمانية منهم على تدريب الوداد خلال السنتين الأخيرتين، وهذا أرخى بظلاله على اللاعبين. ولا ننسى الجانب النفسي، مع غياب الأفق في ظلّ ضبابية تسيير الفريق، كما أن تراكم النتائج السلبية مسّ نفسية اللاعبين، الذين اعتادوا في السنين الأخيرة على اللعب (لإحراز) ألقاب، في حين أنهم لا ينافسون الآن على أيّ بطولة". 

وزاد مومن: "هناك مشكلة أخرى تتعلّق بالتركيبة البشرية للنادي. فمن جهة هناك ضعف في جودة اللاعبين الأجانب، فمثلا اللاعب الجزائري (إلياس) الشتي غير منتظم في أدائه، وبالتالي يمكن اعتباره صفقة فاشلة. هناك أيضاً المهاجم النيجيري (أدي أوغونس ويدينغو) المعار من فريق فنزويلي، لم يسجل سوى خمسة أهداف. نضيف إلى ذلك أن أهم أعمدة الفريق ستنتهي عقودهم قريباً، كالعميد (يحيى) جبران و(أيوب) العلود و(محمد) أوناجم، وهذا يؤثر في نفسية اللاعبين في ظلّ عدم وضوح الآفاق".

تصنيفات

قصص قد تهمك