قال سباستيان هالر مهاجم بوروسيا دورتموند الألماني إن حزنه على ضياع لقب الدوري في المباراة الأخيرة من الموسم الماضي، فاق حزنه حين أخبره الأطباء بإصابته بالسرطان.
وبعد انضمامه إلى دورتموند قادماً من أياكس أمستردام، أعلن النادي الألماني خبراً صادماً بإصابة هالر بورمٍ سرطاني في الخصية في يوليو 2022.
غاب المهاجم الإيفواري عن الملاعب 6 أشهر خضع خلالها للعلاج، وعاد في النصف الثاني من الموسم ليمنح فريقه دفعة قوية للمنافسة على لقب البوندسليغا قبل خسارته في الجولة الأخيرة لصالح بايرن ميونيخ.
أجرى موقع "ذا أتلتيك" حواراً مطولاً مع صاحب الـ29 عاماً الذي لعب دوراً كبيراً في تتويج منتخب بلاده بكأس أمم إفريقيا في فبراير الماضي.
تصبح أقل صبرًا وغضبًا وأكثر عاطفية. عندما يحاول الجميع إخفاء مشاعرهم وتغيير الطريقة التي يتصرفون بها، يصبح الأمر معقداً
سباستيان هالر، مهاجم بوروسيا دورتموند الألماني
التشخيص والعلاج
شعر هالر بعد انتقاله إلى دورتموند بآلام حادة في البطن. استشار طبيبه مرات. جرب العديد من الأدوية لكن دون جدوى.
في دورتموند، اكتشف الأطباء ورماً بعد إجراء الرنين المغناطيسي، وأخبروه بضرورة إجراء جراحة عاجلة. يقول هالر: "قلت لهم: حسنًا، ولكن ما هو بالضبط؟" ثم عرفت أنه سرطان. هذه كلمة قوية وتخيف الجميع. لا أحد يريد أن يسمعها. ولكن بمجرد إصابتك بالسرطان، تصبح لديك معرفة أكبر به”.
خضع هالر لعملية جراحية لإزالة الورم. بدأ بعد ذلك العلاج الكيميائي، الذي تضمن قضاء خمسة أيام في المستشفى موصولاً بالقسطرة. وخضع لاحقاً لثلاث جولات من العلاج ثم أجرى جراحة ثانية لإزالة جزءٍ متبقٍ من الورم.
وتابع صاحب الـ29 عاماً: "كان اليومان الأخيران (من العلاج الكيميائي) الأقوى من حيث الآثار الجانبية.. لا يزال أمامك 48 ساعة للانتظار، وبعد ذلك عليك القيادة لمدة ساعتين ونصف (من مستشفى جامعة مونستر في ألمانيا إلى منزله في هولندا) أثناء الليل. وكان هذا هو أسوأ جزء".
وقال أيضاً: "عندما تصل إلى المنزل تكون الساعة الثانية صباحاً. من الصعب الوقوف، أنت فقط ترغب في البقاء في سريرك، لكنّ أخصائي العلاج الطبيعي سيقوم بإعداد جلسات في صباح اليوم التالي. سأذهب حتى لو لم أشعر بأنني على ما يرام؛ سأفعل ما بوسعي".
تحدث المهاجم الإيفواري عن "لحظات صعبة" مرت عليه خلال تلك الفترة: "تصبح أقل صبرًا وغضبًا وأكثر عاطفية. عندما يحاول الجميع إخفاء مشاعرهم وتغيير الطريقة التي يتصرفون بها، يصبح الأمر معقدًا، فالتواصل هو كل شيء".
استمرت رحلة التعافي حتى ديسمبر 2022. عاد هالر إلى تدريبات دورتموند وشارك بعد نحو شهرٍ في المباريات مرة أخرى، وفي 4 فبراير 2023 هزّ الشباك مجدداً أمام فرايبورغ، في مباراة توافق موعد إقامتها مع اليوم العالمي لمكافحة السرطان.
خسارة الدوري أكثر قسوة
رغم المعاناة، اعتبر النجم الإيفواري أن خسارة لقب الدوري موسم (2022-2023) كانت أكثر إيلاماً من إصابته بالسرطان.
تألق هالر بعد عودته من المرض، وسجل 8 أهداف خلال 10 مباريات وكان فريقه قريباً من التتويج بلقب البوندسليغا لأول مرة منذ فترة طويلة.
فرّط دورتموند في اللقب في الجولة الأخيرة بتعادله مع ماينز (2-2) في حين انتزع بايرن اللقب بهدفٍ في اللحظات القاتلة سجله جمال موسيالا في شباك كولن.
يقول هالر: "كانت أكبر خيبة أمل تعرضت لها في كرة القدم. كانت أشد إيلاماً من المرض لأنني كنت قادراً على إحداث فارق (في نتيجة المباراة). كان أمراً مؤلماً جيداً".
وأضاف: "في هذه اللحظات، تدرك أنك محظوظ بوجود العائلة والأصدقاء من حولك. لو كنت وحدي، لبقيت على الأرجح في الأرض لمدة أسبوع ولم أتحرك".
كأس الأمم.. الحلم والكابوس
ولد هالر في فرنسا وارتدى قميص "الديوك" في المراحل السنية المختلفة. كان لاعباً في منتخب 17 عاماً إلى جوار كورت زوما وإيمريك لابورت.
لم يُستدعَ لصفوف المنتخب الأول مطلقاً. وحين كان لاعباً في وست هام تحدث معه باتريس بوميل مدرب كوت ديفوار وحاول إقناعه بتمثيل الأفيال.
يقول هالر: "قلت لنفسي قد تكون هذه فرصة للاقتراب من أصولي. يمكنني أن أكون مفيداً للمنتخب. ويمكن أن تكون هذه القصة جميلة".
اختار هالر تمثيل المنتخب الإيفواري وظهر للمرة الأولى بالقميص البرتقالي في نوفمبر 2020.
وضعت الجماهير آمالها على المهاجم المخضرم حين استضافت كوت ديفوار النسخة الأخيرة من البطولة لكنّ الفريق تعثّر في البداية وخسر برباعية نظيفة من غينيا الاستوائية.
وصف هالر الذي حضر للبطولة بإصابة في الكاحل هذه الهزيمة بـ"الكابوس" وزاد من ألمه عدم قدرته على مساعدة رقاقه بسبب الإصابة.
لاحقاً نجحت كوت ديفوار، التي صعدت إلى ربع النهائي ضمن أفضل ثوالث، في التتويج بالبطولة. وسجل هالر هدف الحسم في شباك نيجيريا في الدقيقة 81.
يقول النجم الإيفواري: "لقد كان حلماً وتحقق. لا أعرف كيف حدث ذلك. إنه القدر. يمكننا أن نحاول تفسير ذلك، لكن الحقيقة هي أننا لا نتحكم في أي شيء".