عاش أسطورة كرواتيا، لوكا مودريتش، حالة غير مسبوقة في ألمانيا، خلال مباراة ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا بين لايبزيغ وريال مدريد، حيث تأكد أن وقته في النادي الملكي بدأ ينفد بعد أن جلس على مقاعد البدلاء لمدة 90 دقيقة بقرار فني.
ولم يطلب المدير الفني لريال مدريد "كارلو أنشيلوتي" من اللاعب صاحب الـ 38 عاماً إجراء عمليات الاحماء، وكان خوسيلو ولوكاس فاسكيز هما التغييران الوحيدان، ما أوضح بشكل كبير أن خطة أنشيلوتي ترتكز على اللاعبين صغار السن أمثال إبراهيم دياز وإدوارد كامافينغا وفيدي فالفيردي.
وتحول لوكا مودريتش من لاعب أساسي في تشكيلة ريال مدريد إلى مُجرد احتياطي طواريء عند الاصابات، وتضاعف تهميشه الآن بوضعه على دكة البدلاء لمدة 90 دقيقة أمام لايبزيغ.
وقال كارلو أنشيلوتي بالفعل قبل بضعة مؤتمرات صحفية "إذا لم أكن متأكداً من أن لوكا مودريتش سيلعب فلا أطلب منه القيام بعمليات الإحماء".
ولا بد أن هذا هو ما فكر فيه أنشيلوتي ضد لايبزيغ في أول ليلة أوروبية كبيرة يخرج منها لوكا مودريتش منذ إياب ثمن نهائي دوري أبطال موسم 2018/2017، عندما كان عائداً من الإصابة.
ومنذ عام 2018 حتى شتاء 2023 ظهر لوكا مودريتش في كل مباراة أوروبية مع ريال مدريد، ليصل إلى ما مجموعه 28 مباراة متتالية، وهي سلسلة تم قطعها في ألمانيا.
وقبل مباراة باريس سان جيرمان عام 2018، كان لوكا مودريتش غاب عن 4 مباريات فقط في دوري الأبطال بسبب الإصابة خلال موسم 2015/2014، بالإضافة لمباراة واحدة بسبب الراحة في موسم 2014/2013، ولكن في كل هذه المباريات لم يتم استدعاؤه.
وضع مودريتش يتعقد..والوداع يقترب
اللاعب القادم من توتنهام هوتسبير عام 2012 بحوالي 35 مليون إسترليني، كان يأمل في أن يلعب أكثر عندما جدد عقده نهاية العام الماضي، لكن الوضع أصبح معقداً بالنسبة له.
بالكاد لعب لوكا مودريتش 45٪ من الدقائق المتاحة له، بمتوسط 42 دقيقة في المباراة الواحدة مع مباراة هذا الأسبوع أمام لايبزيغ.
وكان لدى كارلو أنشيلوتي 6 لاعبين فقط على مقاعد البدلاء أمام لايبزيغ ولاس بالماس وجيرونا وألميريا ولاس بالماس مرة أخرى وأراندينا.
ونظراً إلى أن مودريتش، صاحب الـ 38 عاماً، من نوعية اللاعبين الذين يحبون المشاركة بشكل أكبر في اللعبة، فقد تسبب تهميشه مؤخراً في غضبه، لا سيما أنه رفض العديد من العروض الجادة خاصةً من السعودية، وتجاهل اهتمام أندية كبرى أرادت الاستفادة من خبراته.
واعتقد لوكا أنه سيحافظ على مكانته في ريال مدريد، لكنه صار الآن بديلاً لكامافينغا وتوني كروس، وفي بعض الأحيان يتم تفضيل داني سيبايوس عليه.
وعندما جلس لوكا على دكة البدلاء مع منتخب كرواتيا خلال شهر سبتمبر 2023، تحدث بكلمات توحي بأن السيناريو الحالي في ريال مدريد يُزعجه وأضر به من الناحية النفسية.
وقال لوكا مودريتش للإعلام الكرواتي آنذاك "لست متأكداً من أنني جلست على مقاعد البدلاء ثلاث مباريات متتالية، كان هذا الشعور غريباً بشكل خاص بالنسبة لي. لقد قرر المدير الفني وضعي على الدكة لأسبابه الخاصة، لم أبق فقط من أجل البقاء، أريد أن ألعب وأستمتع بكرة القدم".
وبحسب مصادر موقع ريليفو الإسباني "فقد تمت مناقشة إمكانية رحيل لوكا مودريتش عن ريال مدريد، ويكون العام الحالي هو الأخير له على ملعب سانتياغو برنابيو".
وقال روبرت يارني، مدرب منتخب كرواتيا تحت 17 عاماً، في مقابلة مع المصدر ذاته (موقع ريليفو) "من وجهة نظري، أعتقد أن لوكا ليس على ما يرام الآن، وسيبحث عن مخرج، هذه هي كرة القدم. إنه يعيش وضع غير مسبوق هذا الموسم، وأعتقد أن الدخول في الدقائق الأخيرة ليس جيداً بالنسبة له".
وتشير جميع التوقعات داخل أروقة ريال مدريد أن هناك اتجاه لتوديع لوكا مودريتش في نهاية الموسم الحالي، فقد أكمل 12 عاماً، وقد حان الوقت ليتولى الشباب المسؤولية، وهو الهدف الذي وضعه النادي على المدى المتوسط أو الطويل والذي يتم تحقيقه هذا العام بوجود بيلينغهام ودياز وأردا غولر.
ومهما كان الوقت الذي سيرحل فيه لوكا مودريتش عن ريال مدريد، فإن بطل أوروبا خمس مرات يجب أن يحظى بوداع عظيم، ويتم إظهار الاحترام المطلق له، فقد وصل إلى مرحلة "الأسطورة" بعدما أعاد النادي إلى قمة أوروبا.
وتدرس إدارة ريال مدريد العديد من الخيارات حتى يمكن تنفيذ القرار الصعب بأكثر الطرق الخاصة والعاطفية الممكنة، ومن بين الأفكار المطروحة حالياً، إعلان رحيله قبل نهاية الموسم، حتى يتمكن من الحصول على تحية خاصة من الجمهور كما حدث مع إنييستا في برشلونة عام 2018.
ويركز لوكا مودريتش على مسيرته مع ريال مدريد في الوقت الراهن، وعلى ما تبقى من الموسم، فالجدول عامر بالمباريات، ومن دون شك سيحتاج أنشيلوتي لخدماته، فلا يزال يُقدم عطاءات رائعة، حيث سجل هدفاً وقدم 6 تمريرات حاسمة هذا الموسم وهو معدل جيد للاعب في سنه لا يلعب كثيراً.