ترشح منتخب مصر بعد مُعاناة إلى الدور ثمن النهائي من بطولة كأس أمم إفريقيا 2023 بعد التعادل بنتيجة 2-2 مع الرأس الأخضر مساء اليوم الاثنين 22 يناير في الجولة الثالثة من المجموعة الثانية، ليخطف المركز الثاني برصيد 3 نقاط بفارق نقطة عن غانا التي سقطت في فخ تعادل مفاجئ وغير متوقع بنتيجة 2-2 أمام موزمبيق بعد أن كانت متقدمة بهدفين دون رد حتى الدقيقة 90.
تأخر الفراعنة بهدف عكس سير اللعب في نهاية الشوط الأول، لكن بعد نزول محمود تريزيغيه من على دكة البدلاء مطلع الشوط الثاني تغير كل شيء بتسجيله لهدف التعادل 1/1 ثم صناعته للهدف الثاني الذي سجله مصطفى محمد في الوقت الضائع، غير أن الفريق لم يتماسك دفاعياً فيما تبقى من دقائق لتتلقى شباكه لهدف قاتل أفسد طعم التأهل كوصيف لهذه المجموعة التي تصدرتها الرأس الأخضر برصيد 7 نقاط بعد فوزين على غانا وموزمبيق وتعادل قاتل مع مصر.
هدد المنتخب المصري حارس مرمى الرأس الأخضر "فوزينها" بعدة فرص خطيرة في مستهل الشوط الأول، كان أبرزها تصويبة صاروخية من حوالي 30 ياردة للاعب آينتراخت فرانكفورت الألماني "عمر مرموش" تصدى لها الحارس لترتد إلى مصطفى محمد الذي تابعها بتسديدة جيدة بباطن القدم افتقدت للتركيز لتذهب سهلة في يد الحارس عند الدقيقة 20.
مصر في غياب محمد صلاح المصاب والذي سيعود اليوم إلى ليفربول، بسطت سيطرتها على المباراة عقب فرصة مصطفى محمد الضائعة، بتبادل كروي مميز بين لاعبي الوسط وتحركات دون كرة للاعبي الخط الأمامي، في ظل تركيز كبير من جانب لاعبي الرأس الأخضر على تنفيذ الهجمات المضادة.
ومن أول هجمة منظمة، وجه منتخب الرأس الأخضر صفعة مؤلمة للمنتخب المصري بتسجيله لهدف التقدم في الوقت الضائع من الشوط الأول على عكس سير المباراة.
جاء هدف تقدم كاب فيردي بتسديدة مُتقنة من داخل منطقة الجزاء للاعب نادي بنفيكا "ب" البرتغالي "جيلسون تافاريس" بعد تسلمه لتمريرة رأسية بينية من مهاجم نادي كاراغومروك التركي "ريان مينديش" بعد هروبه من رقابة محمد عبد المنعم.
كان المدير الفني للمنتخب المصري روي فيتوريا دخل المباراة بتشكيل أساسي مكون من "محمد الشناوي وأحمد فتوح ومحمد عبد المنعم وأحمد حجازي ومحمد هاني وإمام عاشور ومروان عطية وحمدي فتحي وأحمد سيد زيزو وعمر مرموش ومصطفى محمد".
وغاب عن التشكيل الأساسي "محمود حسن تريزيغيه" رغم المستوى المذهل الذي قدمه خلال الشوط الثاني من مباراة الجولة الثانية أمام غانا، عندما تسبب في صناعة هدفين.
تريزيغيه يُثبت خطأ فيتوريا
عاد محمود حسن تريزيغيه ليثبت من جديد خطأ روي فيتوريا بوضعه على الدكة، عندما نجح في تغيير مجرى اللقاء فور مشاركته كبديل خلال الشوط الثاني أمام الرأس الأخضر بدلاً من لاعب الوسط الدفاعي حمدي فتحي بين الشوطين.
وشهدت بداية الشوط الثاني أيضاً مشاركة الظهير الأيسر محمد حمدي بدلاً من الظهير الأيسر الآخر أحمد فتوح الذي مَثل ثغرة دفاعية على مدار الشوط الأول في الهجمات المرتدة للرأس الأخضر، وهو السيناريو الذي لم يتبدل بعد مشاركة حمدي حيث مَثل ثغرة أكبر فيما بعد أمام سيميدو.
وسرعان ما هدد منتخب مصر المرمى بهجمة منظمة انتهت بتسديدة فوق العارضة لمحمود تريزيغيه في الدقيقة 47 بعد تلقيه تمريرة عرضية من محمد هاني داخل المنطقة قابلها بلمسة واحدة "متسرعة".
ولم يتأخر هدف تعادل مصر بقدم محمود حسن تريزيغيه في الدقيقة 50 بتسديدة رائعة من داخل المنطقة غالط بها الحارس بعد عملية ثنائية بينه وبين زميله السابق في النادي الأهلي "أحمد حجازي" المتقدم لتأدية الدور الهجومي في ركلة ركنية لعُبت على الأرض بدلاً من تمريرها عرضية بسبب التألق الكبير لمدافعي الرأس الأخضر في الصراعات الهوائية.
واستمر الاستحواذ والتحكم في إيقاع اللعب من جانب المنتخب المصري على مجريات الأمور بعد الهدف، وكان الفريق على مقربة من تسجيل الهدف الثاني في أكثر من محاولة بقيادة محمود تريزيغيه ومصطفى محمد وأحمد سيد زيزو.
وتسببت التحولات التي حدث في المباراة لصالح مصر في تدخل المدير الفني لمنتخب الرأس الأخضر بيدرو ليتاو بإجراء 3 تغييرات في الدقيقة 64 بنزول ستيفين موريرا وغاميرو مونتيرو وبريان تيكشييرا بدلاً من ريان مينديش وغاري رودريغيز وبينشيمول.
وعاد بيدرو ليتاو في الدقيقة 70 ليجري تبديله الرابع بنزول جواو باولو بدلاً من باتريك أندرادي لتحسين أداء وسط الملعب الذي احتكره المنتخب المصري على مدار شوطي المباراة لا سيما منذ بداية الشوط الثاني بقيادة إمام عاشور ومروان عطية.
وانتظر روي فيتوريا حتى الدقيقة 74 لإجراء ثاني تغييراته الهجومية وثالث تغيير في المباراة بنزول هداف الأهلي في الفترة الأخيرة "محمود كهربا" بدلاً من نجم الزمالك أحمد سيد زيزو.
تراجع مستوى المنتخب المصري بصورة ملحوظة بدءًا من الدقيقة 70 في النواحي الهجومية، ما ساعد الرأس الأخضر على التحرر وتشكيل خطورة على المرمى بهجمات متنوعة بالتوغل من العمق الدفاعي أو بالانطلاقات المستمرة للاعب "سيميدو" من جهة الظهير البديل "محمد حمدي".
وعمل فيتوريا على تحسين مردود خط الوسط بتغيير جديد بنزول مصطفى فتحي محل عمر مرموش على أمل صناعته لكرة حاسمة أو تسجيل هدف متأخر لحسم النقاط الثلاث والصعود كثاني المجموعة برصيد 5 نقاط وتجنب الدخول في حسابات معقدة للتأهل برصيد 3 نقاط ضمن أفضل المنتخبات أصحاب المركز الثالث.
وكاد مصطفى محمد يُحرز هدف الفوز القاتل في الدقيقة 84 بتسديدة سيئة بباطن القدم بعد عرضية مُتقنة من الجهة اليسرى لمحمود تريزيغيه ذهبت جوار القائم الأيمن للحارس.
ولاحت أخطر فرص الشوط الثاني للرأس الأخضر في الدقيقة 86 من ركنية انتهت برأسية افتقدت للتركيز من المدافع البديل تيكشييرا وجدها محمد الشناوي بين يديه.
في الدقيقة 87 رد نجم وسط الأهلي "إمام عاشور" بتسديدة صاروخية بالقدم اليسرى من على خط الـ 18 ذهبت في المقص، لكن حارس الرأس الأخضر تألق مجدداً بإبعادها إلى ركنية.
الحظ يبتسم لمصر أخيراً
كلل المنتخب المصري محاولاته المستمرة بإحراز هدف التقدم بنتيجة 2-1 في الدقيقة 3+90 بتسديدة ساقطة من فوق الحارس لمهاجم نادي نانت الفرنسي مصطفى محمد بعد انفراد صريح بالحارس إثر تمريرة طولية تسلمها من محمود حسن تريزيغيه.
وبينما كان مصطفى محمد يخلع قميصه احتفالاً بهدفه القاتل الجميل، كان الحكم المباراة يَهم بمراجعة تقنية الفار للتأكد من صحة الهدف بعد اعتراض لاعبو الرأس الأخضر بحجة وجود لمس لليد من مصطفى محمد لحظة استلام الكرة الطولية التي قدمها له نجم اللقاء "تريزيغيه".
وبعد عدة دقائق من المداولات احتسب الحكم الهدف، لكن استغراقه لوقت طويل في حسم الأمر أدى إلى احتسابه لدقائق إضافية على الوقت الضائع، ما منح الرأس الأخضر فرصة لتعديل النتيجة.
وفي نفس التوقيت الذي احتسب فيه هدف مصطفى محمد، كانت شباك منتخب غانا تهتز هي الأخرى بهدف تقليص الفارق من موزمبيق 1/2.
ونصفت الكرة مصر التي لعبت بروح غير عادية أمام غانا ثم أمام الرأس الأخضر، عندما نجح منتخب موزمبيق في تسجيل الهدف الثاني في شباك غانا عند الدقيقة 4 من الوقت المحتسب بدل من ضائع لينتهي اللقاء بنتيجة 2/2 وسط دهشة النجوم السوداء الذين أصبحوا فجأة من وصيف المجموعة بأربع نقاط إلى ثالث المجموعة الثانية برصيد نقطتين فقط بالتساوي مع موزمبيق الأخيرة، لتتهيأ كل الطرق أمام مصر لاحتلال المركز الثاني حتى لو خسر الفريق أمام الرأس الأخضر في الوقت الضائع، حيث ستصبح الوصافة من نصيبه بفارق الأهداف عن غانا.
لكن الليلة المثالية لمصر تعكرت قليلاً بتلقي شباك الحارس محمد الشناوي لهدف غريب في الدقيقة 90+9 أحرزه اللاعب البديل تيكشييرا بمتابعة رائعة لتسديدة ارتدت من يد الشناوي، ليتعادل الرأس الأخضر ويواصل مفاجآته المدوية في البطولة وتأكيده على أنه الحصان الأسود الحقيقي لأمم إفريقيا 2023.
وشهدت لعبة الهدف الثاني للرأس الأخضر تعرض محمد الشناوي للإصابة ليتم استبداله بالحارس الشهير محمد أبو جبل "جاباسكي" الذي شارك لثوان معدودة ليطلق الحكم صافرة النهاية بعد دخوله.