قبل 12 عاماً طلب خوسيلو من أصدقائه عبر مواقع التواصل الاجتماعي إرسال رابط لمشاهدة إحدى مباريات ريال مدريد على الإنترنت، وقبل عامين كان في المدرجات كمشجع عادي ليشهد تتويج ريال بلقبه 14 في دوري أبطال أوروبا،
لم يتخيل خوسيلو أنه سيتحول إلى بطل محتمل لقصة اللقب 15 بعدما سجل هدفين حاسمين في الفوز 2-1 على بايرن ميونيخ في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.
وتعجب كثيرون عندما تعاقد ريال مع المهاجم، الذي يبلغ الآن 34 عاماً، في الصيف الماضي بعد رحيل أسطورته وأحد هدافيه التاريخيين كريم بنزيما، لكنه فاق التوقعات في رحلتي التتويج بالدوري الإسباني والوصول لنهائي دوري الأبطال.
وشارك خوسيلو بديلاً لرودريغو في الدقيقة 81 أمام بايرن ميونيخ عندما تأزم موقف ريال ووضع قدماً خارج دوري الأبطال بتأخره 1-0 في لقاء الإياب في سانتياغو برنابيو أمس الثلاثاء.
وربما لم يتوقع كثيرون أن يتحول خوسيلو إلى منقذ أمام العملاق الألماني، إذ اكتسب تقديراً هذا الموسم لتألقه في مباريات محلية، وخاصة أمام فرق ليست من الصفوة، لكنه خلد اسمه مع أساطير انتفاضات ريال بتسجيل هدفين متأخرين بين الدقيقتين 88 و91.
وقال خوسيلو: "بالتأكيد شكك كثيرون (في صفقتي) في بداية الموسم، لكن بالعمل وثقة الجميع في النادي أثمرت جهودي في النهاية".
ولم يصب خوسيلو، المولود في ألمانيا، باليأس عندما رحل عن فريق الشباب بريال مدريد في 2012 بعد لعب مباراة واحدة مع الفريق الأول، وتنقل بين أندية كثيرة في ألمانيا وإسبانيا وإنجلترا قبل أن يمنحه ريال فرصة العمر باستعادته هذا الموسم.
العودة من بعيد إلى مدريد
وانتقل إلى هوفنهايم الألماني في 2012 عندما كتب تغريدة آنذاك، انتشرت كثيراً بعد مباراة الأمس، ليطلب رابطاً لمشاهدة مباريات فريقه المفضل الذي ظل يتابع نجاحاته من بعيد أثناء تنقله بين أينتراخت وهانوفر وستوك سيتي وديبورتيفو لاكورونيا ونيوكاسل وألافيس.
وكان الموسم الماضي نقطة تحول في مسيرة خوسيلو، فرغم نهايته الحزينة بهبوط إسبانيول للدرجة الثانية احتل المهاجم المخضرم المركز الثالث في ترتيب هدافي الدوري الإسباني بعد روبرت ليفاندوفسكي وبنزيما.
وكان واضحاً عندما استعاره ريال مدريد هذا الموسم أنه سيكتفي بدور البديل عند الحاجة، فالمدرب كارلو أنشيلوتي يعتمد على الجناحين فينيسيوس جونيور ورودريغو والمهاجم المتأخر جود بيلينغهام، بينما يبقى خوسيلو رأس حربة تقليدي يشارك في الدقائق الأخيرة أو أمام فرق متواضعة المستوى غالباً.
ولا يمكن اعتبار أنه عوض بنزيما، لكنه سد الفراغ بشكل جيد، ولعب دوراً بارزاً في جمع نقاط مهمة بالدوري، حيث سجل 9 أهداف في 1494 دقيقة لعب، بجانب هدفين في كأس الملك خلال 130 دقيقة، وهدف في السوبر خلال 19 دقيقة.
ولم تكن بصماته محلية فقط، بل أحرز خمسة أهداف في دوري الأبطال من 10 تسديدات على المرمى وخلال 268 دقيقة لعب فقط.
وأظهر خوسيلو شغفه كمشجع لريال مثل شغفه كلاعب عندما سافر مع والده إلى باريس لحضور نهائي دوري الأبطال 2022 ومشاهدة احتفالات الفوز باللقب بهدف فينيسيوس بمرمى ليفربول، ولم يتخيل أن يكون ضمن أبطال رحلة إلى نهائي ويمبلي بعد عامين.
