مرّت 10 أسابيع على إعلان المدرب الألماني يورغن كلوب، رحيله عن ليفربول في نهاية الموسم.
منذ ذلك الحين، لعب ليفربول 16 مباراة، فاز في 12 منها، علماً أن النادي ينافس أرسنال ومانشستر سيتي على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز.
ومنذ إعلانه في يناير، كان كلوب (56 عاماً) مصمّماً على إبقاء التركيز على فريقه، بدلاً من نفسه، رغم أن النادي يُعِدّ فيلماً وثائقياً عن هذه الأشهر الأخيرة، كما أفاد موقع "ذا أتلتيك".
والأربعاء الماضي، رفض الإجابة على الأسئلة المتعلّقة به وعمّا إذا كان لديه وقت للنظر في كيفية أن كلّ مباراة الآن تحمل في طياتها نوعاً من النهاية أو الختام بالنسبة إليه. ونظراً لأنه قال إنه لن يدرّب نادياً آخر في إنجلترا، فإن هذه أسئلة معقولة.
"الحنين لكرة القدم"
قبل مباراة ليفربول ضد مانشستر يونايتد الأحد الماضي في ملعب "أولد ترافورد"، سُئل المدرب الألماني هل يعتقد بأنه سيفتقد تلك الأجواء، فأجاب: "لا، عايشت هذه اللحظات بما فيه الكفاية".
وقال إنه يتفهّم الدافع للسؤال، مستدركاً: "كلّ شيء على ما يرام. ربما سأفتقد كلّ ذلك. سنرى كيف سأتعامل مع الشعور بالحنين لكرة القدم".
مثل بيب غوارديولا وميكيل أرتيتا، يتعرّض المدربون لضغوط من أجل تحقيق النجاح، داخل الملعب وخارجه.
لا يعني ذلك بالضرورة أن كلوب رجل متواضع يبتسم ويعانق الجميع، إذ يكون أحياناً جدياً وصارماً في مهنته.
هذا الانكشاف الإعلامي الدائم هو جزء من أسباب رحيل كلوب، إذ قال في يناير: "نفذت هذا العمل لمدة 24 عاماً، وأحياناً، عليّ أن ألقي نظرة على كيفية الحياة الفعلية. لأنني لا أعرف، أنا فقط لا أعرف".
"وحش لا يرحم"
إنجازات كلوب في ليفربول على مدى 8 سنوات ونصف، لا تجعله يشترك فقط في الفوز بالبطولات وتحقيق الأمجاد مع (المدربين السابقين) بيل شانكلي وبوب بايسلي وكيني دالغليش، ولكنه يشترك أيضاً معهم في بعض الصفات الشخصية، مثل النهج والطريقة التي يتعاملون بها مع الأمور.
قد يكون هناك مزيد من التوتر لأن الجميع، سواء شانكلي وبايسلي ودالغليش، إضافة إلى غوارديولا وأرتيتا، يعبّرون عن استياء كبير عندما يخسرون في المباريات.
بايسلي الآتي من خلفية مناجم الفحم في مقاطعة دورهام، قال للاعبيه: "أنا فقط شخص متواضع، ولكن عندما أواجه صعوبة، أصبح وحشاً لا يرحم". ويمكن أن يكون دالغليش أيضاً حاداً، إضافة إلى كونه مضحكاً.
ووصل الثلاثة أيضاً إلى مراحل مماثلة في مسيرتهم الإدارية بليفربول. وعندما شرح كلوب قراره بالرحيل، قائلاً: "(إنه) القرار الذي يتوجّب عليّ اتخاذه. أعلم أنني لا أستطيع أن أؤدي هذا العمل مرة بعد مرة"، كان هناك صدى لشانكلي خصوصاً.
وقال الأخير متحدثاً عن فترة التقاعد: "بينما تحبّ كرة القدم، إنها مهمة صعبة ولا تنتهي. تستمرّ مثل نهر بلا توقف".
وأوضح أنه جلس في غرفة تغيير الملابس في ملعب "ويمبلي" بعد فوز ليفربول بكأس الاتحاد الإنجليزي عام 1974، وشعر بأنه "كان راضياً، ومتعباً".
كان عمره 60 عاماً، وكان في ليفربول منذ عام 1959. ورغم أنه كان شخصية ذات حيوية أسطورية، إلا أن شعوره التعب كان طبيعياً. إنها حالة إنسانية يفهمها كلوب، بحسب "ذا أتلتيك".
"المغادرة معقدة"
ورغم أن كلوب لا يحبّذ ذلك، إلا أن هناك عداداً تنازلياً شخصياً. فمثلاً، تبقت الآن 3 مباريات فقط في الدوري تحت إشرافه في ملعب "أنفيلد".
غادر بايسلي بعدما قدّم إلى الفريق لاعبَين بعمر 20 عاماً، هما إيان راش وروني ويلان، اللذان سيحققان ألقاباً أكثر من بعض الأندية.
في كتابه "القيادة" أو Leading، تحدث السير أليكس فيرغسون، المدرب الأسطوري لمانشستر يونايتد، عن أخطار التخطيط للخلافة، قائلاً: "أنا متأكد من أن مدة وجودي في هذا المنصب جعلت الأمور أكثر صعوبة. أعلم أن ذلك لم يجعلها أكثر سهولة".
فيرغسون الذي رحل عن النادي عام 2013، بعدما درّبه منذ عام 1986، اعتبر أن "المغادرة معقدة"، وتابع: "يكاد يكون مستحيلاً فعل ذلك بشكل صحيح".