هل يستثمر الأردن إنجاز "النشامى" للنهوض بكرة القدم محلياً؟

لاعبون من منتخب الأردن يحتفلون بعد فوزهم على كوريا الجنوبية وتأهلهم إلى نهائي كأس آسيا - 6 فبراير 2024 - Reuters
لاعبون من منتخب الأردن يحتفلون بعد فوزهم على كوريا الجنوبية وتأهلهم إلى نهائي كأس آسيا - 6 فبراير 2024 - Reuters
الدوحة-أ ف ب

شرّع تأهل الأردن التاريخي إلى نهائي كأس آسيا، التساؤلات عن انعكاس الإنجاز غير المسبوق على منظومة لعبة تعاني من تواضع مستوى الدوري المحلي، وأزمة ديون تتفاقم على الأندية بسبب انحسار عائداتها، فضلاً عن افتقاد المنشآت الرياضية لمقوّمات التحديث.

في مشاركته الخامسة، بلغ الأردن بقيادة مدربه المغربي الحسين عموتة ونجوم يتصدّرهم موسى التعمري (مونبلييه الفرنسي) ويزن النعيمات (الأهلي القطري)، نهائي بطولة كانت أفضل إنجازاته فيها ثمن النهائي عامي 2004 و2011.

تُمنّي الأمينة العامة للاتحاد الأردني سمر نصار النفس بأن يحرّك هذا الانجاز المياه الراكدة، قائلة: "بدأ القطاع الخاص يتحرّك، وتحرّكت مشاعر الشعب. نتمنّى أن يدعموا المسيرة ككلّ، وألا يقتصر الدعم على إنجاز المنتخب".

وأضافت: "نحن بحاجة إلى البنى التحتية وأن يلتف القطاع الخاص حول المنتخب".

وقدّمت مؤسسات ومصارف مكافآت مالية للاعبين، بعد تأهلهم إلى النهائي، حيث سيواجهون منتخب قطر السبت.

تعديل التشريع

يعتبر المراقب الدولي والمحاضر الآسيوي منعم فاخوري أن الإصلاح يبدأ بتشكيل رابطة لدوري المحترفين لإدارة البطولات المحلية وشؤون التسويق، مضيفاً أن الأندية تحتاج أيضاً إلى تعديل التشريع، إذ أن "كل الأندية الأردنية تعمل تحت مظلّة وزارة الشباب".

لكن نصار تشير إلى أن "الأندية أيضاً هي ركيزة ومنجم الأبطال"، وتتابع: "نحن بحاجة إلى دعم للمنظومة ككلّ وإعادة الدراسة في كثير من الأمور".

وتزيد: "كأس آسيا هي محطة والتأهل إلى كأس العالم هو الهدف الأسمى. استثمرنا بهذا المنتخب لأننا رأينا الطاقات الكامنة فيه، وكنا واثقين بأنه سيصل إلى أبعد نقطة، وأهدافنا أبعد من كأس آسيا".

لكن الأردن حصد حتى الآن نقطة يتيمة من مباراتيه في بداية التصفيات المشتركة لمونديال 2026 وكأس آسيا 2027، بتعادله في طاجيكستان وخسارته على أرضه أمام السعودية.

وباستثناء التأهل التاريخي في كأس آسيا أخيراً، لم تشهد الكرة الأردنية على مدى تاريخها إنجازات كروية نوعية، إذ اقتصرت على التتويج بذهبية الدورة العربية في بيروت 1997 وعمّان 1999، فضلاً عن بلوغ الملحق النهائي المؤهل إلى مونديال 2014، حين خرج "النشامى" أمام الأوروغواي مع المدرب المصري حسام حسن.

واقتصرت إنجازات الأندية على ثلاثة ألقاب في كأس الاتحاد الآسيوي، تتمثل في بطولتين للفيصلي وواحدة لشباب الأردن.

كذلك تقتصر المشاركة في دوري أبطال آسيا على مقعد واحد يُمنح لبطل الدوري، شرط استكمال متطلّبات الترخيص، فيما يُمنح المقعد الآخر في كأس الاتحاد.

وضع الأندية "معدوم" 

لكن فاخوري، الذي يشغل أيضاً منصب الأمين العام في نادي الجزيرة، يشير إلى ضرورة استثمار النجاح في كأس آسيا، من خلال "إقناع أصحاب الشركات بأن تتبنّى الأندية" .

ويؤكد على ضرورة أن يعقد الاتحاد لقاءات دائمة مع الأندية، لأن كل التركيز ينصبّ على المنتخبات، قائلاً: "كلّ الدعم الذي نحصل عليه من الاتحادين الدولي والقاري يذهب إلى المصاريف الإدارية والتشغيلية، كما يُنفق على الأندية والمنتخبات النسوية".

ويتابع: "الوضع المالي للأندية معدوم، وبطل الدوري لا يحصل سوى على 60 ألف دينار كمكافأة (85 ألف دولار أميركي)"، فيما أن "المصروف الشهري لأحد الأندية، على سبيل المثال، يعادل 80 ألف دينار".

ويزيد فاخوري: "لا يمكن قياس وضع (القطبين) الفيصلي أو الوحدات مع البقية، خصوصاً أنهما يعتمدان على موارد ثابتة، مثل ملكيتهما لمجمعات تجارية وجماهيريتهما الكبيرة، إذ أن بعض الأندية تتعثر عن دفع الرواتب لـ 4 أو 5 أشهر".

ويحترف 16 لاعباً من تشكيلة المنتخب الحالية في الدوري المحلي، معظمهم مع الفيصلي.

يشير فاخوري أيضاً إلى أن اللاعبين في الأردن يُضطرون للعمل في أكثر من مهنة غير كرة القدم، لأن الرواتب متدنية جداً، مضيفاً: "إما يعملون في جهة أمنية أو في أمانة عمّان، وهذا الأمر غير سليم للاعب المحترف".

الحارس التاريخي للمنتخب عامر شفيع يعتبر أن تواجد الأردن في هذا الموقع "أشبه بمعجزة"، نظراً إلى تواضع مستوى الدوري والحالة المادية المتردية للأندية.

أما مساعد عموتة، المدرّب عبد الله أبو زمع، فرأى أن "ما تحقق يؤكد أن الأسلوب في المنتخب تغيّر، وسنستمرّ على هذا النسق".

"هل تلتفت الحكومة؟"

واعتبرت صحيفة "الغد" أن "المطالبات تزداد حول ضرورة أن ترى الحكومة (الأردنية) هذا الإنجاز والبناء عليه، في دعم الرياضة والرياضيين بالفترة المقبلة".

وتحت عنوان "إنجاز من رحم المعاناة للكرة الأردنية.. هل تلتفت له الحكومة؟"، أضافت الصحيفة أن "مناشدات إدارات الأندية واتحاد الكرة ارتكزت في أوقات سابقة، على ضرورة أن يكون للحكومة دور في دعم الرياضة نظراً لأهميتها المجتمعية وقدرتها على رفع اسم الوطن في المحافل المختلفة".

 

تصنيفات

قصص قد تهمك