حسام حسن.. عودة "إجبارية" للابن الضال

حسام حسن المدير الفني الجديد لمنتخب مصر - reuters
حسام حسن المدير الفني الجديد لمنتخب مصر - reuters
دبي-وكالة أنباء العالم العربي

مع كل إخفاق لكرة القدم المصرية في السنوات الأخيرة كان اسم حسام حسن يتردد دائماً بين مشجعين ووسائل إعلام محلية كورقة إنقاذ، لكن الهداف التاريخي للمنتخب لم يحصل على الفرصة رغم إصراره على أنه الأحق بمنصب المدرب، حتى حدثت المفاجأة أمس الثلاثاء.

وأعلن الاتحاد المصري لكرة القدم تعيين حسن (57 عاماً) خلفاً للمدرب البرتغالي روي فيتوريا بعد مشاركة محبطة بكأس الأمم الأفريقية في كوت ديفوار لم يحقق فيها المنتخب أي فوز في أربع مباريات، وغادر من دور 16 بركلات الترجيح أمام الكونغو الديمقراطية. 

وربما لم يتخيل المهاجم السابق للأهلي والزمالك أن يحصل على الفرصة التي انتظرها منذ اعتزال اللعب بينما كان ينتقد فيتوريا والمنتخب وحتى محمد صلاح أثناء تحليل مباريات البطولة عبر محطة تلفزيونية، حتى أنه وقع عقداً لتدريب فريق مودرن فيوتشر قبل نحو أسبوع.

ولم يكن المشهد يوحي بذلك بعد أن قال الاتحاد المصري بنفسه في بيانين إن المدرب المقبل سيكون "أجنبيا" قبل أن يلجأ للخيار "الوطني" بشكل مفاجئ وفي غضون ساعات قليلة.

ويسود إجماع عام على قيمة حسن كأحد أفضل اللاعبين في تاريخ مصر وأفريقيا، لكن يوجد انقسام حول مسيرته التدريبية، لكن الأكيد أن القاسم المشترك هو تمتعه بروح قتالية وحماس شديد يصل لدرجة العصبية المفرطة والخروج عن النص أحياناً. 

ولم يحقق حسن أي لقب في مشواره التدريبي منذ 2008 الذي يشمل قيادة الزمالك مرتين والمصري البورسعيدي في 5 فترات والاتحاد السكندري في فترتين، لكنه يبرر ذلك بعدم حصوله على فرصة قيادة فريق بإمكانات كبيرة أو يتمتع باستقرار، أو يلقي باللوم على التحكيم والمسؤولين.

وكان حسن خارج إطار تفكير الاتحاد المصري في اختياره للمدربين رغم مطالبات كثيرين بإسناد المهمة له بداعي قدرته على إعادة الروح والحماس للاعبين، وفضل تعيين مدربين وطنيين آخرين مثل حسام البدري وإيهاب جلال، لكنهما غادرا المنصب بعد وقت قصير ودون نجاح يذكر.

كما أخفق مدربون أجانب بعد رحيل الأرجنتيني هيكتور كوبر، الذي أعاد مصر لكأس العالم 2018 بعد غياب 28 عاماً، مثل المكسيكي خافيير أغيري وفيتوريا ومواطنه كارلوس كيروش الذي نال قدراً من الإشادة رغم خسارة نهائي كأس الأمم وعدم التأهل لكأس العالم 2022. 

اختيار إجباري؟

على الأرجح كان تجنب تعيين حسن بسبب اتهامات له بالعصبية والدخول في مشاكل دائمة مع لاعبين وإدارات وانتقاده اللاذع للمسؤولين في الاتحاد المصري، ومنهم زميل الملاعب حازم إمام المشرف على المنتخب الوطني بسبب التعاقد مع فيتوريا بمبلغ ضخم ولمدة طويلة.

ويعتقد البعض أن اختيار حسن المفاجئ كان "إجبارياً" بسبب الأزمة المالية في مصر وصعوبة توفير دولارات لتعيين مدرب أجنبي مرموق، كما أنه ربما يكون الخيار المحلي الوحيد المقنع حاليا. 

وتباينت الآراء حول تعيينه، فالأصوات المعارضة ترى أن سيرته الذاتية ضعيفة كما أن شخصيته الانفعالية قد تؤثر سلبياً على اللاعبين، أما الأصوات المؤيدة تعتقد أنه سيبث الحماس والروح بالمنتخب الذي بدا باهتاً في السنوات الأخيرة، كما أنه لا يعرف المجاملة في اختيارات التشكيلة.

واشتكى كثيرون من ندرة الجماهير في مباريات المنتخب داخل مصر في السنوات الأخيرة، ومنهم القائد صلاح أيقونة ليفربول، لكن الحماس الوطني لحسن وجاذبيته قد يغيران النظرة العامة.

كما تخوف البعض من انتقاده لصلاح بسبب خروجه من معسكر المنتخب في كوت ديفوار وسفره إلى إنجلترا للعلاج من إصابة عضلية، حيث قال إنه لو كان المدرب لرفض عودة صلاح في الأدوار النهائية في حال تعافيه.

لكن حسام، المعروف إعلامياً بلقب "العميد" لأنه كان أكثر لاعب خوضاً لمباريات دولية في العالم في وقت سابق، كان دائم الإعجاب بصلاح، الذي يهدد رقمه التاريخي كأفضل هداف للمنتخب عبر العصور، وكان أول من توقع احترافه بأكبر أندية العالم في مرحلة مبكرة بمسيرته.

ويرى مهاجم مصر السابق أحمد حسام (ميدو) أن صلاح "سيظهر في أفضل نسخة له مع المنتخب تحت قيادة حسام حسن".

وسيكون حسام الذي يساعده توأمه إبراهيم، مكلفاً بالتأهل لكأس العالم 2026 من خلال الاحتفاظ بصدارة مجموعة تضم بوركينا فاسو وغينيا بيساو وسيراليون وإثيوبيا وجيبوتي، والمنافسة على كأس الأمم في المغرب العام المقبل بعد الغياب عن منصة التتويج منذ 2010.

 

 

تصنيفات

قصص قد تهمك