واصل المنتخب الإيفواري رحلته المجنونة في كأس أمم إفريقيا بالتأهل إلى الدور نصف النهائي على حساب مالي بنتيجة 1/2 بعد التمديد لشوطين إضافيين في المباراة قبل الأخيرة من ربع النهائي مساء اليوم السبت 3 فبراير.
تأخرت كوت ديفوار بهدف، ثم عدلت النتيجة في نهاية الشوط الثاني رغم تعرضها لنقص عددي، وفي نهاية الشوط الإضافي الثاني نجح الفريق في إضافة هدف ثان، في استغلال مثالي لسوء إدارة مدرب مالي للقاء.
وشهدت المباراة جميع التقلبات الممكنة في كرة القدم، بداية من إهدار المنتخب المالي لكرة جزاء، ومن ثم طرد مدافع من كوت ديفوار، وصولاً بتقدم مالي بهدف في توقيت صعب من الشوط الثاني، قبل أن تتعادل كوت ديفوار في الدقيقة الأخيرة.
استهل الحكم الدولي المصري "محمد عادل" المباراة باحتساب ركلة جزاء ضد مدافع نادي باير ليفركوزن أوديلون كوسونو في الدقيقة 16 بداعي لمسه للكرة باليد داخل صندوق العمليات.
لكن حارس مرمى كوت ديفوار ونادي أنجي الفرنسي "يحيى فوفانا" أنقذ الموقف بالتصدي لركلة الجزاء على دفعتين من لاعب وسط نادي هال سيتي الإنجليزي أداما تراوري الذي سددها بشكل مكشوف على الزاوية اليسرى.
وكثف المنتخب المالي ضغطه على دفاعات كوت ديفوار على مدار الشوط الأول بإهدار عدة فرص سانحة للتسجيل، وسط تدخلات عنيفة من جانب من لاعبي أصحاب الضيافة.
وأُنذر كل من كريستيان كوامي وسيرج أورييه في الدقيقتين 33 و37 بسبب تدخلات قوية على مهاجمي مالي.
وفي الدقيقة 42 كاد ينفرد مهاجم المنتخب المالي لولا تلقيه ضربة من المدافع "كوسونو" ليقرر الحكم طرده بالبطاقة الصفراء الثانية.
وأضطر المدير الفني للمنتخب الإيفواري إيمرس فاي لإجراء أول تغيير بنزول مدافع موناكو ويلفريد سينغو بدلاً من الجناح المهاجم نيكولاس بيبي في الدقيقة 45، لضبط خط الدفاع.
الأفيال ينتزعون التأهل بتقسيم المجهود
عمل المنتخب الإيفواري على تقسيم جهده خلال بداية الشوط الثاني دون شن هجمات، في انتظار اللحظة المناسبة للتسجيل من هجمة مرتدة.
ومن أجل تنفيذه لفكرة توزيع المجهود على دقائق الشوط الثاني، قام المدرب بإشراك المدافع ويلي بولي - لاعب نوتنغهام فورست - ومهاجم نادي بوروسيا دورتموند "سيباستيان هالر" بدلاً من سيرج أورييه وكوامي لتجنب تعرضهما للطرد لسابق انذارهما في الشوط الأول.
ورد مدرب مالي بتغييرين في الدقيقة 62 بنزول دياباتي ودورغيليس نيني بدلاً من هايدارا وأداما تراوري من أجل رفع جودة محاولاته على المرمى الإيفواري.
وشهدت الدقيقة 71 تسجيل البديل الشاب "دورغيليس نيني" - لاعب وسط نادي ريد بول سالزبورغ النمساوي - لهدف تقدم مالي بتسديدة مقوسة مذهلة بباطن القدم من حوالي 24 ياردة، عانقت المقص الأيسر لفوفانا الذي لم يحرك لها ساكناً.
وفي الوقت الذي اقتربت فيه مالي من تحقيق الفوز تحت أنظار 40 ألف متفرج حضروا في استاد السلام بمدينة بواكي، تلقت شباكها لهدف قاتل في الدقيقة 90 بمتابعة رائعة لمهاجم نادي برايتون الإنجليزي "سيمون أدينغرا" بعد تسديدة من خارج المنطقة فشل الدفاع المالي في تشتيتها.
ودفع المدير الفني للمنتخب المالي إريك شيل ثمن إخراجه لأبرز لاعبيه "لاسانا كوليبالي وسينايوكو" في الدقيقة 89، حيث قدما عمل كبير في الاستحواذ والسيطرة على وسط الملعب، لكن تغييرهما أفسد كل شيء.
وخلال الشوط الإضافي الأول، كادت كوت ديفوار تنجح في تسجيل هدف التقدم، إلا أن العارضة تعاطفت مع مالي بإبعاد رأسية قوية لسيباستيان هالر من 8 ياردات.
وتصاعد مستوى كوت ديفوار أكثر خلال الشوط الإضافي الثاني، رغم النقص العددي الذي كان بمثابة الدافع القوي للفريق البرتقالي.
ونجح منتخب كوت ديفوار في تسجيل هدف تاريخي في الدقيقة 2+120 بعقب القدم من اللاعب البديل عمر دياكيتي داخل منطقة الستة ياردات.
وسدد سيكو فوفانا من خارج منطقة الجزاء بعد متابعة لكرة عرضية مشتتة بشكل خاطيء من الدفاع المالي، لتعبر تسديدته بين الأقدام ليحولها دياكيتي بعقب القدم بشكل مفاجئ قبل وصولها ليد حارس المرمى لتغير اتجاهها وتعانق الزاوية اليمنى.
وطُرد دياكيتي بالبطاقة الصفراء الثانية بسبب خلعه لقميصه احتفالاً بهدف الفوز القاتل، حيث كان تحصل على بطاقة صفراء في الدقيقة 111.
وبسبب الاعتراض طُرد مدافع نادي ريال سوسيداد ومنتخب مالي "هماري تراوري" بالبطاقة الحمراء المباشرة في الدقيقة الأخيرة من الوقت المحتسب بدل من ضائع للشوط الإضافي الثاني، ليطلق بعدها الحكم محمد عادل صافرة نهاية المباراة معلناً تأهل أصحاب الضيافة بهذا السيناريو الجنوني.
جدير بالذكر ترشح منتخب كوت ديفوار إلى ربع النهائي على حساب السنغال بفارق ركلات الجزاء الترجيحية بعد التعادل في الوقت الأصلي والإضافي بنتيجة 1/1.
وسيواجه المنتخب الإيفواري نظيره الكونغو الديمقراطية في نصف النهائي، بعدما تمكن الكونغو من هزيمة غينيا كوناكري بنتيجة 1/3 في افتتاح ربع النهائي ليلة أمس الجمعة.