تقرير: كلوب يُعدّ ثورة لإعادة ليفربول إلى طريق البطولات

يورجن كلوب في تدريبات ليفربول - Getty
يورجن كلوب في تدريبات ليفربول - Getty
دبي-محمد وضحة

يعيش نادي ليفربول واحداً من أصعب مواسمه تحت قيادة المدرب الألماني يورغن كلوب الذي يدرك أكثر من غيره ضرورة تصحيح المسار فيما تبقى من موسم 2023/2022 لإنقاذ مقعد مؤهل للمسابقات الأوروبية الموسم المقبل يساعده قليلاً على ما ينوي القيام به في سوق الانتقالات.

يخطط يورغن كلوب منذ الآن لاحداث ثورة حقيقية في تشكيلة ليفربول قبل أشهر طويلة من الموسم المقبل، لإعادة الفريق للمنافسة التي اعتاد عليها في آخر 4 سنوات محلياً وقارياً.

وخلال أزمة النتائج التي يعيشها النادي الإنجليزي قال كلوب: "نحن ندرك جيداً ضرورة تحسن وتغيير الأمور، قد لا نستطيع فعل ذلك الآن، ولكن الأكيد أننا سنقوم بذلك في الصيف".

وفُسر تصريح كلوب بأنه مُستمر في منصبه كمدير فني لليفربول رغم كل النتائج السيئة التي عاشها النادي تحت قيادته هذا الموسم، لكنه سيبقى بتغييرات كثيرة على مستوى التشكيلة وخطة اللعب والتكتيك الذي سيتبعه مستقبلاً.

ما سر تراجع ليفربول؟

بالعودة إلى الموسم الماضي كان "الريدز" على مقربة من تحقيق كل شيء تقريباً، الفريق عاش موسماً تاريخياً بالمنافسة على كافة البطولات المحلية والقارية، ورُشح للفوز بالرباعية التاريخية، لكن ذلك لم يتحقق في الردهات الأخيرة بخسارة لقبي الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا خلال الأسبوعين الأخيرين من الموسم.

بعد التتويج بكأس الرابطة وكأس الإتحاد الإنجليزي، نافس ليفربول على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز إلى غاية آخر لحظة وخسره أمام مانشستر سيتي في الدقائق الأخيرة من الجولة 38.

كما تأهل الريدز إلى نهائي دوري أبطال أروبا والذي خسره أمام "شبحه الأسود" ريال مدريد بفضل هدف فينيسيوس جونيور في تكرار لما جرى في نهائي عام 2018 في كييف.

هذه النتائج الكبيرة والأداء الممتاز الذي كان يقدمه زملاء المصري محمد صلاح دفع إدارة ليفربول في شهر أبريل من العام الماضي إلى تجديد عقد المدرب يورغن كلوب حتى 2026 والتمسك بصلاح نفسه على حساب بقاء ساديو ماني.

وبخصوص ما يجري لفريقه قال كلوب: "الموسم الماضي كان مكثفاً وطويلاً أكثر من العادة، وكان واضحاً أن الأمور ذاهبة نحو الصعوبة هذا الموسم، لقد بذلنا أقصى ما نملك للمضي قدماً، لم أتحول إلى مدرب سيئ بين عشية وضحاها"، وتأتي هذه التصريحات في ظل المسلسل الدرامي الذي يعيشه الشق الأحمر في مرسيسايد.

في الوقت الراهن أُقصي ليفربول من كأس الاتحاد الإنجليزي الذي يتجه لدور ربع النهائي، ومن كأس الرابطة الذي توج به مانشستر يونايتد أمام نيوكاسل، وفي الدوري الإنجليزي الممتاز يتواجد "الريدز" على بعد 9 نقاط مع مباراتين متأخرتين على صاحب المركز الرابع نادي توتنهام، وكانت الخسارة التي تلقاها النادي الأحمر في ذهاب دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد بـ5-2 على ملعب أنفيلد بمثابة الضربة القاضية لتشكيلة المدرب كلوب.

مدرب ليفربول يورغن كلوب بعد المباراة ضد كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي - 25 فبراير 2023
مدرب ليفربول يورغن كلوب بعد المباراة ضد كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي - 25 فبراير 2023 - Reuters

خلال الأسبوعين المقبلين قد يخرج نادي ليفربول من السابق على كل الألقاب، وسيكون الهدف حينها ضمان مشاركة قارية الموسم المقبل والاكتفاء فقط بكأس الدرع الخيرية التي نالها الفريق مطلع الموسم الحالي، كلقب وحيد.

بتشكيلة مليئة بالاصابات وبمستوى متذبذب للعديد من نجومه وبعدد هزائم بثلاث أضعاف أكثر من الموسم الماضي (11 هزيمة هذا الموسم و 4 هزائم الموسم الماضي) ما يعني أن التغييرات قادمة في النادي على صعيد التشكيلة وهو ما أكده كلوب.

وبخصوص المخطط الذي سينتهجه المدرب الألماني لإعادة الحيوية إلى ملعب أنفيلد الموسم المقبل، قال كلوب: "في هذا النادي، لا نضيّع المال، يجب أن تكون التعاقدات منطقية دائماً، ولذلك من الصعب إجراء أربع صفقات قبل معرفة من سيغادر".

في المواسم الأخيرة، انتقد كلوب طريقة عمل فرق مثل سيتي وتشيلسي، قائلاً: "نحن مختلفون عن المنافسين الآخرين لأنهم ينتمون إلى دول أو أشخاص أثرياء".

كم أنفق كلوب مع ليفربول؟

منذ قدوم يورغن كلوب إلى نادي ليفربول في أكتوبر من عام 2015، استثمر "الريدز" 761 مليون يورو على العديد من اللاعبين منهم فان دايك بـ85 مليون يورو، الحارس أليسون 62.5 مليون يورو، كيتا بـ60 مليون يورو، لويس دياز بـ47 مليون يورو، فابينيو 45 مليون يورو، ديوغو جوتا بـ45 مليون يورو وغيرهم الكثير من اللاعبين، هذه الصفقات كان لها تأثير مباشر بعد تتويج ليفربول بالدوري الإنجليزي الممتاز، ودوري أبطال أوروبا، وكأس العالم للأندية وألقاب أخرى.

في نفس الفترة التي تواجد فيها كلوب مع ليفربول فإن أندية أخرى أنفقت مبالغ كبيرة، نادي تشيلسي أنفق 1.625 مليار يورو في التعاقدات أما نادي مانشستر سيتي فأنفق 1.230 مليار يورو، اما نادي مانشستر يوناتيد فقد جلب لاعبين بـ1.17 مليار يورو، أما أرسنال فقام بصرف 965 مليون يورو.

وموازاة مع ذلك فإن نادي ليفربول باع لاعبين بقيمة 483 مليون يورو ما يعني وجود فارق سلبي -278 مليون يورو، في مقابل ذلك باع نادي تشيلسي لاعبين بـ822 مليون يورو، مانشستر سيتي سمح للعديد من اللاعبين بالمغادرة لأندية أخرى بـ575 مليون يورو، مانشستر يونايتد هو الآخر باع لاعبين بـ268 مليون يورو، وأرسنال فإنه قام بجني 309 ملايين يورو.

هذا الموسم كان ليفربول لاعباً ثانوياً في سوق الانتقالات مقارنة بأندية أخرى، حيث أنفق نادي تشيلسي تحت قيادة مالكه الجديد تيد بولي 611.5 مليون يورو، مانشستر يونايتد 243.2 مليون يورو، وست هام 194 مليون يورو، توتنهام 192.3 مليون يورو، نيوكاسل 185.3 مليون يورو، نتونغهام فورست 184.2 مليون يورو، توتنهام 177.9 مليون يورو، ولفرهامبتون 177.1 مليون يورو، مانشستر سيتي 150.5 مليون يورو، ليدز يونايتد 145.5 مليون يورو، ساوثهامبتون 143.6 مليون يورو وجميعا أنفقوا اكثر من ليفربول 137.3 مليون يورو الذي جلب داروين نونيز من بنفيكا بـ80 مليون يورو، وغاكبو من إيندهوفن بـ40 مليون يورو، فابيو كارفالهو من فولهام بـ5.9 مليون يورو، رامساي من أبردين بـ4.9 مليون يورو، وإعارة أرثر من يوفنتوس مقابل 4.5 مليون يور وبعض المتغيرات، ومع ذلك لم يحقق العديد منهم النجاح المنتظر.

هل يصبر ليفربول على اللاعبين الجدد؟

من الناحية الفنية لم يستطع لا داروين نونيز ولا غاكبو من سد الفراغ الذي تركه رحيل سادسو ماني إلى نادي بايرن ميونيخ، وحرمت الاصابات كلا من جوتا ولويس دياز من تعويض ثلاثية ماني- صلاح- فيرمينيو، وهو ما دفع كلوب للتأكيد أن النادي يعمل من أجل الحصول على خيارات الحاضر والمستقبل ولم يستبعد ضخ دماء جديدة في النادي.

يورجن كلوب مدرب ليفربول في حديث مع المهاجم نونيز
يورجن كلوب مدرب ليفربول في حديث مع المهاجم نونيز - Reuters

إذا كان نونيز وغاكبو يحتاجان للوقت من أجل التأقلم مع الدوري الإنجليزي الممتاز، فإن المشكل الأكبر يظهر جلياً في وسط الميدان، لاسيما مع الإصابات التي تعرض لها كل من تياغو ألكانتارا وفابينيو وهندرسون وهذا مع تقدمهم في السن (كلهم تقريباً تجاوز الثلاثين عاماً)، وهو ما جعل كلوب يقتنع بضرورة إيجاد قطع جديدة لهذا الخط الحساس والمهم من أجل الحفاظ على نفس أسلوب اللعب الذي يعتمد على الضغط العالي.

ظهر جيل جديد من اللاعبين في خط وسط ميدان نادي ليفربول في صورة ستيفان بايتيتش (18 عاماً)، إليوت (19 عاماً)، وأيضاً اللاعب كارفالو (20 عاماً) والذين تركوا كلهم انطباعاً جيداً كلما لعبوا ولككن بكل تأكيد فإن التدعيمات قادمة على مستوى خط الوسط في الصيف المقبل، ومع نهاية عقود كيتا، تشامبلرين وميلنر في شهر يوليو المقبل واستبعاد تجديد عقودهم فإن ليفربول يبحث عن قائد جديد لخط الوسط، وبعد فشل مساعي التعاقد مع تشواميني الذي فضل ريال مدريد وإنزو فيرنانديز الذي اختار تشيلسي، فإن ليفربول سيرمي بكل ثقله للتعاقد مع الدولي الإنجليزي جود بيلنغهام لاعب بوروسيا دورتموند الذي بات هدفاً لكبار الأندية الأوروبية على رأسهم ريال مدريد.

شراء جود بيلينغام لا يكفي للعودة للقمة

حلل نجم ليفربول السابق جيمي كاراغر الوضع الراهن للنادي، حيث أكد على مدى حاجته إلى إعادة بناء جديدة للتشكيلة، والتوقف عن الترميم.

وقال كاراغر "الحديث يدور حول شراء صانع الألعاب الإنجليزي جود بيلينغهام، ولكن في الحقيقة فإن النادي يحتاج من 4 إلى 5 لاعبين جدد، يجب الدخول بقوة إلى سوق الانتقالات من أجل معالجة المشاكل الحالية، كلوب قام بتجريب كل شيء، سواء عبر اللاعبين الشباب أو أصحاب الخبرة، هنالك الكثير من الأمور التي ينبغي تغييرها قبل التفكير في تغيير المدرب".

جود بيلينجهام يحتفل بعد انتهاء مباراة إنجلترا والسنغال في كأس العالم - 4 ديسمبر 2022
جود بيلينغهام يحتفل بعد انتهاء مباراة إنجلترا والسنغال في كأس العالم - 4 ديسمبر 2022 - reuters

وأضاف محلل قنوات سكاي سبورتس: "يجب التوقيع مع 3 لاعبين في وسط الميدان، عليهم انفاق 200 مليون للعودة والتنافس في الدوري الممتاز".

وبحسب الأخبار التي تتسرب من داخل إدارة ليفربول فإن باريلا لاعب إنتر والمغربي سفيان أمرابط من فيورنتينا وكاسيدو من نادي برايتون، يوجدون على رادار ليفربول يُضاف إليهم لاعبون آخرون.

ويرى العديد من الخبراء الفنيين أن ليفربول يحتاج إلى مدافع قوي يشكل ثنائياً حديدياً مع فان دايك وهذا لتفادي أي تأثيرات سلبية للاصابات المتكررة لكل من ماتيب وكوناتي، ويدرك كلوب أكثر من غيره ضرورة شراء المزيد من اللاعبين للعودة إلى القمة.

تصنيفات