يُقدم لكم "الشرق رياضة" سلسلة مقالات نادي الاوائل التي نرصد خلالها قصص اللاعبين الذين سبقوا الجميع نحو تحقيق انجازات فريدة من نوعها في تاريخ كرة القدم منذ نهاية القرن الـ 19 عندما بدأ تأسيس أكبر الأندية في أوروبا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا.
في الحلقات الـ 20 الأولى من سلسلة "نادي الاوائل" سنتحدث معكم عن أصحاب الأهداف الافتتاحية في كؤوس العالم عبر التاريخ.
البداية مع مونديال 1930 الذي استضافته دولة أوروجواي وتوجت به، رغم أن عددها لم يكن يزيد عن مليوني نسمة آنذاك، إلا أنها استطاعت تحقيق ما فشلت فيه دول 4 قارات "آسيا وأفريقيا وأستراليا وأميركا الشمالية".
فخر فرنسا
يفخر الشعب الفرنسي منذ قديم الازل كَون أحد أبناءه المخلصين «جول ريميه» كان هو مؤسس وصاحب فكرة بطولة كأس العالم، التي أصبحت مع الوقت أغلى وأهم تظاهرة رياضية في تاريخ البشرية.
وُلد الفخر الفرنسي في عالم كرة القدم في أبهى صوره، فبعد موافقة اللجنة الأولمبية الدولية على دعم مشروع تنظيم كأس العالم لكرة القدم لأول مرة عام 1930، سَجل مهاجم فرنسا «لوسيان لوران» الهدف الافتتاحي الأول لكل كؤوس العالم في جميع العصور.
هكذا حُفر اسم فرنسا منذ البداية، وإلى الأبد في تاريخ البطولة الأعرق والأقوى، التي تقام كل 4 سنوات مرة واحدة، بمشاركة نخبة من ألمع وأمهر النجوم رفقة أقوى وأفضل منتخبات كل القارات.
وفي الألفية الجديدة، أفرد الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» تقريرًا مفصلاً حول الهدف التاريخي الذي سجله لوسيان لوران، بمناسبة مرور 90 عامًا على أول صرخة للجمهور بكلمة «جوووول» في كأس العالم.
فَصل الفيفا ذكرى الهدف الأسطوري للنجم الفرنسي، بقوله في بداية تقريره: «نحن لا ننسى الأوائل أبدًا. لوسيان سجل أول هدف على الإطلاق في تاريخ كأس العالم في العاصمة الأوروجويانية مونتيفيديو يوم 13 يوليو 1930 ما مَهد الطريق أمام فرنسا لهزيمة المكسيك بنتيجة 4-1، ليُدون اسمه في سجلات كرة القدم إلى الأبد».
من هو صاحب أول هدف في تاريخ كأس العالم عام 1930؟
كان لوسيان لوران صاحب أول هدف في تاريخ كؤوس العالم عندما هز الشباك أمام المكسيك التي عانت بعدها من نفس اللعنة عدة مرات، باستقبال الهدف الافتتاحي في نسخ أخرى من المونديال.
مع ذلك لم يكن يتحدث لوسيان لوران كثيرًا عن مساهمته الأسطورية في اللعبة خلال السنوات التي تلت تلك اللحظة الفارقة من عمره.
سجل لوسيان هدفه الشهير في الدقيقة 19 من بداية مباراة افتتاح أول كأس عالم، التي أقيمت على ملعب نادي بينارول «بوسيتوس» في عاصمة أوروجواي «مونتيفيديو»، وأدارها الحكم الأوروجوياني دومينيجو لومباردي، وحضرها 4 آلاف متفرج فقط.
جاء الهدف بتصويبة مركزة بالقدم اليمنى من الجهة اليمنى لمنطقة جزاء المكسيك (من نفس زاوية تسجيل فان باستن أمام الاتحاد السوفيتي في أمم أوروبا 1988)، عانقت أقصى يمين حارس مرمى المكسيك الذي فوجيء بها في الشباك.
أضافت فرنسا هدفًا ثانيًا في مرمى المكسيك عند الدقيقة 40 بواسطة المهاجم «مارسيل لانجيلر»، وبعد 3 دقائق قُتلت المباراة بهدف ثالث عن طريق أندري ماشينوت الذي أحرز الهدف الرابع في الدقيقة 87، ردًا على هدف للمكسيك سُجل عند الدقيقة 70 بواسطة اللاعب «خوان كارينو لارا» صاحب أول هدف في تاريخ بلده مع كؤوس العالم، والذي توفى بعد 10 أعوام من المونديال، عن عمر 30 عامًا فقط إثر إصابته بالتهاب حاد في الزائدة الدودية عام 1940.
ولعب لوسيان لوران مع منتخب بلاده 10 مرات وأنهى مسيرته الكروية كلاعب ومدرب مع نادي بيسانكون، قبل أن يشتري لنفسه «حانة» تفرغ لإدارتها بدلاً من متابعة مشواره المهني مع كرة القدم.
رغم انجازه العظيم، كان نادرًا ما يناقش لوسيان لوران تسديدته الطائرة في الدقيقة 19 أمام المكسيكيين، وكل ما قاله حول هذا الأمر «الحرية وضعت العرضية في الشباك»، هذا ما كان يكرره عند طرح الموضوع، كما لو كان ذلك الشيء الأكثر طبيعية في العالم.
وورث نجله «مارك» الذي أمضى مع لوسيان سنواته الأخيرة، نفس هذا التواضع، فعندما تمت دعوته على حفل عشاء أقامه منظمو كأس العالم في إيطاليا عام 1990، قال «كنت أعرف أن أبي لعب لمنتخب فرنسا وشارك في كأس العالم، لكن هذا كل شيء».
على أي حال، البداية المثالية لفرنسا أمام المكسيك في مونديال 1930 لم تستمر، فلم يستطع الديكة حصد أي فوز بعدها، وخسروا أمام الأرجنتين وتشيلي، ليتأهل راقصي التانجو كأول المجموعة الأولى برصيد 6 نقاط، قبل أن يخسروا في النهائي أمام أوروجواي بنتيجة 2/4.
شهدت النسخة الأولى من المونديال مشاركة 13 منتخبًا، وزعوا على 4 مجموعات «الارجنتين - تشيلي - فرنسا - المكسيك في المجموعة الأولى. يوغوسلافيا - البرازيل - بوليفيا في المجموعة الثانية. أوروجواي - رومانيا - بيرو في المجموعة الثالثة. الولايات المتحدة - باراجواي - بلجيكا في المجموعة الرابعة».