تتكرر المواجهة، مساء اليوم الأحد، بين الصربي نوفاك دجوكوفيتش والروسي دانييل ميدفيديف في المباراة النهائية لبطولة أميركا المفتوحة، آخر البطولات الأربع الكبرى للتنس، على غرار عام 2021 ضمن سلسلة من المواجهات بين اللاعبين عابقة بالتاريخ.
ويلعب دجوكوفيتش (36 عاماً) من أجل دخول التاريخ من أوسع أبوابه حيث أن تتويجه باللقب الأميركي سيسمح له برفع عدد ألقابه الكبرى إلى 24، ومعادلة الرقم القياسي المطلق لفئتي الرجال والسيدات الذي تملكه الأسترالية مارغريت كورت.
ويسعى دجوكوفيتش أيضاً إلى أن يصبح أكبر لاعب سناً يتوج في فلاشينغ ميدوز في حقبة العصر الحديث، من خلال الفوز على ميدفيديف ابن الـ27 عاماً.
ولكن على غرار ما حصل قبل عامين، يقف الروسي ميدفيديف عائقاً في طريق الصربي بعدما حرمه حينها من إنجاز الفوز بلقب البطولات الأربع الكبرى في العام ذاته، وذلك للمرة الأولى في تاريخ الكرة الصفراء منذ الأسترالي رود لايفر عام 1969.
شكلت هذه الخسارة في عام 2021 واحدة من أكثر الهزائم صدمة في مسيرة دجوكوفيتش الباحث عن تحطيم الأرقام القياسية، بعدما كان على بُعد 3 مجموعات فقط من التتويج في نيويوروك.
أقرّ دجوكوفيتش الذي خسر 4-6 و4-6 و4-6 لاحقاً أن "العواطف طغت عليّ"، حتى أنه بكى في الملعب أثناء فترة تبديل الجهتين في نهاية المباراة، فلم يتمكن من فرض تفوقه على ميدفيديف.
لكن هذه المرة، وفي حين يخوض مرة جديدة النهائيات الأربع الكبرى هذا العام من دون أن يكون في سباق تحقيق الفوز بجميع بطولات غراند سلام، سيحاول وضع نفسه في حالة ذهنية أخرى، من خلال عدم التفكير كثيراً بامكانية الفوز.
عدم التفكير
يؤكد دجوكوفيتش قائلاً "في كل مرة ألعب فيها نهائي إحدى البطولات الأربع الكبرى، أدرك أنها فرصة لكتابة صفحة في تاريخ كرة المضرب، وأنا فخور بذلك. لكن ليس لديّ الوقت، وأمتنع عن التفكير كثيراً في الجانب التاريخي".
واعتقد دجوكو أنه سيعادل الرقم القياسي المطلق للأسترالية كورت في يوليو في النسخة الأخيرة من بطولة ويمبلدون، ثالثة البطولات الأربع الكبرى، خلال أول مبارزة له في نهائي غراند سلام مع الشاب الإسباني كارلوس ألكاراس.
ويستذكر دجوكوفيتش حين وصل إلى النهائي من دون أن يكون قد خسر في البطولة المقامة على ملاعب عشبية منذ سقوطه في ربع نهائي عام 2017 "كنت قريباً جداً من الفوز باللقب الـ24 في لندن، لكنني خسرت مباراة نهائية متقاربة في 5 مجموعات أمام لاعب أقوى مني".
وفي فلاشينغ ميدوز، سيواجه ميدفيديف الذي جرّد ألكاراز من لقبه بفوزه عليه في نصف النهائي، ليذكر الجميع مدى قوته على الملاعب الصلبة، وهي الأرضية المفضلة لديه.
وسيخوض ميدفيديف النهائي أمام دجوكوفيتش وفي جعبته أفضل سجل على هذه الملاعب هذا العام وحتى في السنوات الخمس الماضية، حيث حقق 38 انتصاراً في 2023 (4 ألقاب في روتردام والدوحة ودبي وميامي)، ومنذ عام 2018 هو اللاعب الأكثر فوزاً مع 18 لقباً من بينها بطولة الولايات المتحدة المفتوحة 2021، في حين بلغ 28 مباراة نهائية منها فلاشينغ ميدوز 2021 و2023، إضافة إلى بطولة أستراليا المفتوحة 2021 و2022، وفاز في 234 مباراة.
"حالة خطيرة"
ويعتبر ميدفيديف، إلى جانب ألكاراز، آخر من فاز على دجوكوفيتش في نهائي إحدى البطولات الأربع الكبرى، لكن رغم ذلك يشعر الروسي بالحذر الشديد مدركاً جيداً خطورة منافسه الصربي الذي سيخوض النهائي الأميركي العاشر في مسيرته، معادلاً الرقم القياسي المسجل باسم بيل تيلدن، والنهائي 36 في إحدى بطولات غراند سلام، وهو رقم قياسي جديد متقدماً بفارق 5 مباريات نهائية عن الأسطورة روجير فيدرر.
وقال ميدفيديف "في كل مرة، يكون أقوى مما كان عليه في المباراة السابقة. في عام 2021، تغلبت عليه في بطولة الولايات المتحدة المفتوحة وفي المباراة التالية هزمني في بيرسي. خسر في ويمبلدون أمام ألكاراز ثم تغلب عليه في سينسيناتي".
وتابع "سأواجه أفضل نسخة من نوفاك ويجب أن أكون بنفسي في مستوى لم أصل إليه من قبل إذا كنت أرغب في محاولة التغلب عليه".
تواجه دجوكوفيتش وميدفيديف 14 مرة، في حين تميل الأرقام لصالح الصربي الفائز 9 مرات، لذا من الناحية التكتيكية، يعرف اللاعبان ما يمكن توقعه.
يؤكد الروسي "كلانا يعرف تقريباً ما يجب القيام به. لكن الأمر نفسه دائماً، أنت تعرف ما يجب القيام به، ولكن الآن عليك أن تكون قادراً على تحقيق ذلك".
من ناحيته، يعتقد مدربه الفرنسي جيل سيرفارا أن الأمر سيكون قبل كل شيء مسألة نفسية، ويقول "عليك أن تضع نفسك مرة أخرى في موقف الخطر وعدم اليقين الذي يضعك في قمة الأفضل. الخطر يكمن في الاعتقاد بأننا نملك أفضلية ونعرف كيفية القيام بذلك".
وختم قائلاً "لا، لا، لا. لا نعرف كيف نفعل ذلك! ضد ألكاراز، كانت مباراة رائعة، فوز عظيم، لكنها كانت مجرد مباراة في نصف النهائي. نحن بحاجة إلى الفوز في النهائي".