أكد المغربي هشام الكروج، أسطورة ألعاب القوى العالمية أنه قادر على ركض سباق 1500 متر في زمن قدره 3:24 أو حتى 3:23 دقيقة في الوقت الحالي.
من بين المسافات الأولمبية العشر في المضمار الأولمبي، هناك رقم قياسي عالمي واحد فقط للرجال في القرن العشرين، وهو رقم هشام الكروج في سباق 1500 متر (3:26.00 دقيقة).
كان العداء المغربي في المسافات المتوسطة - الذي لا يزال يحمل أيضاً الرقم القياسي لسباق "المايل" (3:43.13) - أحد الضيوف النجوم لمؤسسة سانيتاس في النسخة الثانية من الألعاب الشاملة.
استحضر الكروج النهائيات العالمية التي توّج فيها بميداليات ذهبية في إسبانيا قائلا في حوار لصحيفة "ماركا": "إسبانيا بمثابة بيتي الثاني. لا يزال الناس هنا يتعرفون عليّ ويطلبون مني التقاط صورة تذكارية.. كما أنّ النهائي في إشبيلية هو سباقي المفضل على الإطلاق، أفضل من الميداليات الذهبية الأولمبية في أثينا 2004 أو الأرقام القياسية العالمية".
"سيبقى ذلك النهائي في قلبي دائماً. لقد كان أصعب سباق يمكنني أن أتذكره لأنه كان هناك ثلاثة إسبان في السباق وظل الجمهور يهتف باستمرار وكان ذلك يصمّ الآذان. لقد كان تحدياً كبيراً لكنني كنت قوياً جداً. في الواقع، ما زلت أعتقد أنه كان بإمكاني أن أسجل أقل من 3:25 دقيقة في ذلك اليوم إذا احتجت لذلك".
وبخصوص إمكانية قطع المسافة في أقل من 3:25 دقيقة في الوقت الحالي، قال الكروج: "ليس لدي أدنى شك في أنه في الوقت الحاضر، ومع كل التقنيات المتاحة للرياضيين، مثل الأحذية الكربونية أو الأحذية ذات الموجات العالية، كان بإمكاني أن أركض 1500 متر في 3:24 أو حتى 3:23".
ليس لدي أدنى شك في الوقت الحاضر، ومع كل التقنيات المتاحة للرياضيين، كان بإمكاني أن أركض 1500 متر في 3:24 أو حتى 3:23
هشام الكروج - صاحب الرقم القياسي العالمي لسباق 1500 م
وحول عدم دخوله عالم التدريب في ألعاب القوى: "لدي الكثير من الاحترام للتدريب. تحتاج إلى الكثير من الشغف، وأجد الأمر صعباً للغاية لأن الرياضيين يسافرون دائماً حول العالم. ربما أغير رأيي يوماً ما وأرغب في التدريب، لكن يمكننا مساعدة رياضتنا في مجالات مختلفة كمستشارين أو رؤساء اتحادات أو مدراء فنيين".
وتطرّق البطل الأسطوري المغربي إلى تراجع نتائج بلده المغرب في المسافات المتوسطة: "هذا سؤال كبير. دعونا لا ننسى أن حكومتنا استثمرت كثيراً في الرياضة، وخاصة في كرة القدم وألعاب القوى. وعلى الرغم من ذلك، نحن بحاجة إلى تغيير عقليتنا وطريقة تعاملنا مع رياضتنا لأنها لا تسير في الطريق الصحيح".
وتابع: "هناك الكثير من التفاصيل الصغيرة في ألعاب القوى الخاصة بالنخبة التي لا نهتم بها بشكل جيد، وإحدى النتائج المترتبة على ذلك هي أننا لا نحصل على نجوم في سباق مسافة 1500 متر، وهذا أمر مؤسف لأننا نملك إرثاً رائعاً منذ فضية الراضي بن عبد السلام في ماراثون روما الأولمبي عام 1960".
دعونا لا ننسى أن حكومتنا استثمرت كثيراً في الرياضة.. رغم ذلك، نحن بحاجة إلى تغيير عقليتنا وطريقة تعاملنا مع رياضتنا
هشام الكروج - صاحب الرقم القياسي العالمي لسباق 1500 م
وفي رد حول اعتباره من طرف الناس العداء الأعظم في تاريخ المسافات المتوسطة: "ما يمكنني قوله إن هذا إطراء كبير وأشعر بالفخر العظيم لأنني لعبت دوراً في تطور رياضتنا. يسعدني أن أترك إرثاً جيداً، حتى يتسنى للشباب رؤيته واستلهامه".
الكروج: أخبرت بعض الأشخاص أنني سأخسر نهائي سيدني 2000
واستحضر الكروج خسارته ذهبية نهائي سباق 1500 متر في أولمبياد سيدني 2000: "كان سباق سيدني مختلفاً تماماً عن السباقات الأخرى لأنني كنت مستعداً بدنياً وليس ذهنياً وقبل أربعة أيام من الألعاب أخبرت بعض الأشخاص أنني سأخسر ذلك السباق".
"لقد حدث لي شيء ما ولكن يمكنني القول إنني تعلمت الكثير من تلك الهزيمة، خاصةً أن يكون لديّ الثقة للمستقبل. لقد منحتني دورتي أتلانتا وسيدني الثقة للقتال مرة أخرى بنفس الحافز لتحقيق الحلم الأكبر".
وأشاد الكروج بالعداء النرويجي جاكوب إنغبريغتسين الذي بات رابع عداء يقطع مسافة 1500 متر في زمن تحت 3:27 دقيقة: "بلا شك لديه القدرة على تحطيم الرقم القياسي لسباق 1500 متر (3:26 دقيقة).. لديه القدرة والتكنولوجيا الحالية تساعده.. يحتاج إلى سباق مثالي وأن يكون في أفضل حالاته مع وجود طقس مناسب وأجواء تدفعه من المدرجات".