حظي رياضيو كوريا الشمالية بحفاوة خلال مشاركتهم في أولمبياد باريس، لم تبدّد صعوبات في علاقاتها بالشطر الجنوبي.
صحيفة "ليكيب" الفرنسية وصفت كوريا الشمالية بأنها "الدولة الأكثر انغلاقاً في العالم".
وذكّرت بما حصل خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية عام 2018، في مدينة بيونغتشانغ الكورية الجنوبية، حين سارت الكوريتان تحت العلم ذاته وشكّلتا فريقاً موحّداً لهوكي الجليد للسيدات.
لكن "علامة الدفء هذه لم تحظَ بأي متابعة"، بحسب الصحيفة، مشيرة إلى أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وصف الشطر الجنوبي بأنه "أسوأ عدو"، في يناير الماضي.
رغم ذلك، يشكّل وجود الكوريين الشماليين في باريس عودة إلى المسابقة، بعد امتناعهم عن المشاركة في أولمبياد طوكيو عام 2021 نتيجة فيروس كورونا.
ودفع ذلك اللجنة الأولمبية الدولية إلى منع كوريا الشمالية من المشاركة في دورة الألعاب الشتوية عام 2022 ببكين.
"صورة جماعية لا تُنسى"
الفريق الكوري الشمالي حظي باستقبال حارّ على نهر السين، خلال حفل الافتتاح.
وأُتيح تقارب بين لاعبي الكوريتين، على منصة التتويج للزوجي المختلط في تنس الطاولة، بعدما نالت الصين الذهبية، متفوّقة على الكوريتين.
وخلال بروتوكول التقاط صورة "سيلفي"، وهو غير إلزامي، التقط لاعب كوري جنوبي "صورة جماعية لا تُنسى"، وفق "ليكيب".
لكن نيكولا روكا، وهو صحافي في الخدمة الدولية لإذاعة فرنسا الدولية RFI، وعاد بعد 4 سنوات في كوريا الجنوبية، لفت إلى أن "الكوريين الشماليين لم يروا هذه الصورة بعد"، مضيفاً: "لا بثّ مباشراً للأولمبياد، ولا تغطية في وكالات الأنباء الرسمية".
وأضاف: "أقام (اللاعبون) في القرية الأولمبية، ولكن كلّ شيء مغلق حولهم. التبادلات لا تزال شبه مستحيلة".
خلال أولمبياد ريو دي جانيرو عام 2016، شارك 31 رياضياً من كوريا الشمالية. تقلّص هذا العدد إلى 16 في باريس، بينهم 12 امرأة، لكن نصفهم أحرزوا ميداليات، بما في ذلك في تنس الطاولة والغطس والملاكمة والمصارعة.
هواتف ذكية للرياضيين
وفي خطوة تعكس صعوبة العلاقات بين الكوريتين، قال مسؤولون كوريون جنوبيون إن تزويد الرياضيين الكوريين الشماليين في الأولمبياد بهواتف ذكية من طراز "سامسونغ"، ينتهك عقوبات فرضها مجلس الأمن على بيونغ يانغ، بسبب برنامجَيها النووي والصاروخي.
شركة التكنولوجيا العملاقة تُعتبر شريكاً أساسياً للجنة الأولمبية الدولية، وتُوزّع أحدث هواتفها على جميع الرياضيين في الدورة، الذين يمكنهم الاحتفاظ بها لدى عودتهم إلى بلادهم.
وأكدت اللجنة الأولمبية الدولية أن الهواتف أُرسلت إلى القرية الأولمبية، مستدركة أن الرياضيين الكوريين الشماليين لم يتلقوها، كما أفادت وكالة "أسوشيتد برس".
وأعلنت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية أن الهواتف الذكية من المواد المحظورة، بموجب قرار مجلس الأمن الرقم 2397 الصادر عام 2017، والذي يحظر توريد أو بيع أو نقل "كلّ الآلات الصناعية" إلى كوريا الشمالية.
وشدد ناطق باسم الوزارة على "أهمية منع دخول المواد المحظورة إلى كوريا الشمالية"، مضيفاً أن سيول تبذل "جهوداً دبلوماسية ضرورية" لضمان الالتزام بالعقوبات.
خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية عام 2018 في كوريا الجنوبية، رفض اللاعبون الكوريون الشماليون استلام أجهزة "سامسونغ" التي عرضتها اللجنة المنظمة، بشرط إعادتها قبل عودتهم إلى بلادهم.