كلّ ما تودّ معرفته عن ملف الملاكِمة الجزائرية إيمان خليف

time reading iconدقائق القراءة - 2
الملاكمة الجزائرية إيمان خليف خلال أولمبياد باريس - 1 أغسطس 2024 - REUTERS
الملاكمة الجزائرية إيمان خليف خلال أولمبياد باريس - 1 أغسطس 2024 - REUTERS
دبي-الشرق

باتت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف في قلب جدل، طاول محافل سياسية، بعد فوزها خلال 46 ثانية على منافستها الإيطالية أنجيلا كاريني بوزن 66 كيلوغراماً في ثمن النهائي بأولمبياد باريس.

خليف (25 عاماً) التي ادعت أطراف إيطالية رسمية، وأخرى من الرأي العامعلى وسائل التواصل الاجتماعي - تلميحاً وتصريحاً- بشأن ما إذا كانت كانت رجلاً متحولاً أو امرأة، تعاني مضايقات قاسية من على مواقع التواصل الاجتماعي، لدرجة اتهمتها بأن مشاركتها في الأولمبياد  "تتعارض مع القواعد الأخلاقية للرياضة".

مَن هي إيمان خليف؟

خليف هي سفيرة لصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، وتنحدر من عائلة ريفية فقيرة، من قرية نائية شمال غربي الجزائر.

تأهلت اللاعبة إلى ربع نهائي أولمبياد طوكيو عام 2021، الأول الذي تشارك به، قبل أن تخسر نزالها.

في العام التالي، أحرزت في هران بالجزائر الميدالية الذهبية خلال دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط ​​في فئة الوزن الخفيف (أقلّ من 63 كيلوغراماً).

وبعد شهر، فازت ببطولة إفريقيا للملاكمة للهواة في الفئة ذاتها. كذلك أصبحت أول جزائرية تبلغ نهائي بطولة العالم للملاكمة، في إنجاز ستكرّره في العام التالي.

خاضت خليف أولمبياد باريس بسجل احترافي يبلغ 9 انتصارات و5 هزائم، مع خسارتين أمام ملاكمتين إيرلنديتين، هما كيلي هارينغتون في ربع نهائي أولمبياد 2021 وآيمي برودهيرست في بطولة العالم عام 2022.

وقالت برودهيرست، آخر ملاكمة هزمت خليف، إنها لا تعتقد بأن الأخيرة "فعلت أي شيء كي تغشّ"، بحسب موقع The Athletic.

ملف إيمان خليف

فوز اللاعبة الجزائرية على كاريني بعد انسحاب الأخيرة إثر 46 ثانية بعد تلقيها لكمة واحدة على أنفها، أشعل فتيل الجدل الواسع، فإيمان  وُلدت أنثى وتعرّف نفسها بوصفها امرأة طبعاً، فيما اتهمت أنها رجل متحول إلى امرأة في محالة للتشكيك في أهليتها.

خليف قالت بعد النزال إنها كانت "مستعدة بشكل جيد جداً، لأن الاستعدادات استمرت ثماني سنوات".

وأضافت: "هذه مشاركتي الثانية في الألعاب الأولمبية، بعد حصولي على المركز الخامس في طوكيو. أحتاج إلى ميدالية أولمبية هنا في باريس".

لكن رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني ندّدت بـ"قتال غير متكافئ"، كما أن شخصيات مؤثرة أدلت بدلوها، مثل إيلون ماسك وجي كي رولينغ وريتشارد داوكينز.

ورغم هزيمتها، أبدت كاريني تعاطفاً مع خليف، بقولها: "كلّ هذا الجدل يجعلني حزينة. أنا آسفة لمنافستي أيضاً. إذا قالت اللجنة الأولمبية الدولية إنها تستطيع المنافسة، فأنا أحترم هذا القرار".

الملاكمة الإيطاليىة المهزومة "كاريني" اعتبرت أن انسحابها من النزال كان خطوة ناضجة توجّب اتخاذها، لكنها أسِفت لامتناعها عن مصافحة خليف بعد ذلك. وقالت: "لم يكن ذلك أمراً كنت أنوي فعله. في الواقع، أريد أن أعتذر لها وللجميع". وأضافت أنها "ستحتضن" اللاعبة الجزائرية إذا التقت بها مجدداً.

خلفيات هذا الملف

خليف استُبعدت من بطولة العالم للملاكمة، في مارس 2023 بنيودلهي، إثر قرار فردي اتخذه رئيس الاتحاد الدولي للملاكمة، بعد "فشل"  اللاعبة في اجتياز اختبارات الأهلية للمشاركة في فئة السيدات، نتيجة "ارتفاع مستويات هرمون التستوستيرون".

كذلك الأمر بالنسبة إلى التايوانية لين يو تينغ، المشاركة أيضاً في أولمبياد باريس، علماً أن مسؤولاً تايوانياً أكد أنها مسجلة كأنثى في شهادة ميلادها.

لين كانت حققت 19 فوزاً في مقابل 5 هزائم، ونالت ميدالية خلال بطولة العالم ثلاث مرات، كما أنها بطلة آسيا مرتين.

الاتحاد الدولي للملاكمة تحدث عن الاستبعاد "على أساس اختبارين"، مرتبطين ببطولة العالم عام 2023، وبطولة العالم عام 2022، التي لم تُستبعد منها خليف.

ولدى استبعادهما من بطولة العالم عام 2023، بلغت خليف النهائي فيما حصلت لين على الميدالية البرونزية.

تأهلت خليف إلى أولمبياد باريس بعد فوزها ببطولة تأهيلية إفريقية في سبتمبر، ولين إثر فوزها بلقب دورة الألعاب الآسيوية في أكتوبر.

في بيان أصدره الخميس، أوضح الاتحاد الدولي للملاكمة أن خليف ولين "لم يخضعا لاختبار هرمون التستوستيرون" بل "اختبار منفصل ومعترف به، تبقى تفاصيله سرية".

واعتبرت اللجنة الأولمبية الدولية أن اللاعبتين "ضحيّتا قرار مفاجئ وتعسّفي اتخذه الاتحاد الدولي للملاكمة".

وأشار إلى أن رئيس الاتحاد الدولي للملاكمة عمر كريمليف اتخذ هذا القرار "منفرداً"، قبل أن يصادق عليه مجلس الإدارة.

موقف اللجنة الأولمبية الدولية

ثمة نزاع بين اللجنة الدولية الأولمبية والاتحاد الدولي للملاكمة، وأُقصي الأخير من المسابقات الأولمبية، نتيجة ملفات فساد وقضايا أخرى.

الاتحاد الدولي للملاكمة واجه اتهامات بـ"فضائح تحكيم متكررة"، وخسر مكانته كمنظّم لبطولات الملاكمة الأولمبية، لمصلحة هيئة داخلية تابعة للجنة الأولمبية الدولية، كما أفاد موقع إذاعة "مونتي كارلو".

النزاع بين اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي للملاكمة "مرير لدرجة أن الملاكمة نفسها، وهي واحدة من أقدم الرياضات في البرنامج الأولمبي، معرّضة لخطر حذفها ما لم تتحد في اتحاد عالمي جديد، تمهيداً لأولمبياد لوس أنجلوس عام 2028"، بحسب The Athletic.

اللجنة الأولمبية الدولية أصدرت بياناً مساء الخميس، دفاعاً عن خليف، ورد فيه: "يلتزم جميع الرياضيين المشاركين في بطولة الملاكمة بأولمبياد باريس، بقواعد الأهلية والتسجيل في المنافسة، إضافة إلى كلّ القواعد الطبية المعمول بها والتي أعدّتها وحدة الملاكمة في (أولمبياد) باريس 2024".

وأضاف: "كما بالنسبة إلى مسابقات الملاكمة في الألعاب الأولمبية السابقة، يُحدّد جنس الرياضيين وأعمارهم بحسب جوازات سفرهم".

الناطق باسم اللجنة مارك أدامز شدد على أن خليف ولين هما "امرأتان في رياضتهما".

أما اللجنة الأولمبية الجزائرية فندّدت بالتعليقات حول ما إذا كانت إيمان خليف امرأة بالولادة أو "متحولة". ووصفتها  بأنها "أكاذيب" و"استهداف غير أخلاقي وتشويه للاعبتنا الموقرة" و"دعاية بلا أساس من بعض وسائل الإعلام الأجنبية".

تصنيفات

قصص قد تهمك