من مجد المونديال إلى مرمى الانتقادات.. لماذا يُهاجم وليد الركراكي؟

time reading iconدقائق القراءة - 2
وليد الركراكي مدرب منتخب المغرب خلال مواجهة مالي في كأس أمم إفريقيا 2025 - 26 ديسمبر 2025 - Cafonline.com
وليد الركراكي مدرب منتخب المغرب خلال مواجهة مالي في كأس أمم إفريقيا 2025 - 26 ديسمبر 2025 - Cafonline.com
دبي -يوسف الشافعي

يتعرض وليد الركراكي، المدير الفني للمنتخب المغربي، لموجة من الانتقادات اللاذعة منذ انطلاق بطولة كأس الأمم الإفريقية، رغم سجله القياسي المكون من 19 انتصاراً متتالياً. الأسئلة الصحفية المستفزة والهجوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي باتت تحاصر المدرب الذي قاد المغرب للمركز الرابع في كأس العالم 2022، في وقت يطالب فيه البعض بتعيين طارق السكتيوي خلفاً له.

وتناولت صحيفة "Lequipe" الفرنسية في تقرير مطول الأزمة والضغوط التي يعيشها الركراكي في الآونة الأخيرة.

أسئلة صحفية لاذعة تحاصر الركراكي

يواجه الركراكي ضغوطاً غير مسبوقة من الإعلام المحلي، حيث تتوالى الأسئلة الاستفزازية في كل مؤتمر صحفي.

 سُئل ذات مرة عن سبب إشراك سفيان رحيمي ثم إخراجه رغم أن "عكس القرار كان أكثر منطقية"، وفي مناسبة أخرى وُجه له سؤال ساخر: "هل منعت لاعبيك من التسديد على المرمى؟".

حتى شانسيل مبيمبا، اللاعب الكونغولي، لم يسلم من هذا المناخ، إذ سُئل بعد تعادل فريقه مع السنغال (1-1): "هل تعتقد أن القدر أعطاك حقك، خاصة أن المدرب االركراكي يتعرض للانتقادات؟"، وهو سؤال أثار استغراب اللاعب الذي لم يفهم علاقته بانتقادات مدرب المنتخب المغربي.

وكان مبيما قد اشتبك لفظياً مع المدرب وليد الركراكي في كأس أمم إفريقيا السابقة في كوت ديفوار، وصرَّح بعدها أن "القدر" سيُنصفه.

الركراكي يدافع بمنطق وحجج تكتيكية

يحافظ الركراكي على ابتسامته الدائمة رغم الضغوط، ويردّ على الانتقادات بحجج منطقية ودقيقة. مؤتمراته الصحفية غالباً ما تمتد لفترات طويلة، حيث يشرح نقاطه التكتيكية بتفصيل كبير، ويصرّ على الدفاع عن قراراته شخصياً.

في مواجهة البحرين (1-0) في أكتوبر الماضي، وحين حاول مسؤول الاتصال تمرير الكلمة لصحفي آخر بسبب حدة التعليقات، قاطعه الركراكي قائلاً: "لا، لا، سأردّ أنا شخصياً"، ثم استفاض في شرح نقطة تكتيكية معقدة.

 

سجل حافل لكنه لا يكفي

يمتلك الركراكي سيرة ذاتية مبهرة تتحدث عن نفسها، فقد قدّم لقب الدوري للفتح الرباطي عام 2016، ثم كرر الإنجاز مع الدحيل القطري بعد أربع سنوات، قبل أن يتوّج مع الوداد البيضاوي بلقب دوري أبطال إفريقيا والبطولة المحلية عام 2022.

هذه السلسلة من النجاحات توّجت بأفضل نتيجة في تاريخ المنتخبات الإفريقية بكأس العالم (المركز الرابع في قطر 2022)، لكن هذا الإنجاز لم يعد كافياً لحمايته من الانتقادات منذ الخروج المخيب من النسخة الماضية لكأس الأمم الإفريقية في كوت ديفوار.

مطالبات بتعيين السكتيوي.. وحكيمي يدافع عن مدربه

تتزايد الأصوات المطالبة بتعيين طارق السكتيوي، المهاجم السابق لأوكسير الفرنسي والمدير الفني الحالي لمنتخب المغرب الرديف، خلفاً للركراكي.

السكتيوي، الذي فاز بكأس الأمم الإفريقية للمحليين (شان) 2024 وحصد المركز الثالث في أولمبياد باريس، وكأس العرب 2025 يحظى بشعبية كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي.

دافع أشرف حكيمي عن الركراكي بكلمات قوية، قائلاً: "هذا هو المغرب الجديد، المدرب منح هذا الفريق روحاً جديدة لم أرها من قبل". كما أشار أحد اللاعبين المقربين من الركراكي إلى أن الوضع يشبه ما حدث مع باريس سان جيرمان في بداية دوري أبطال أوروبا، حيث تحولت الانتقادات إلى احتفالات بعد الفوز باللقب.

قرر الركراكي أن يكون صاعقة تحمي فريقه، متحملاً الانتقادات وحده، وواضعاً حماية لاعبيه في المقام الأول، استعداداً لأكبر تحدٍّ في مسيرتهم ومسيرته الشخصية.

تصنيفات

قصص قد تهمك