مصر في كأس العرب.. من يتحمل مسؤولية إخفاق المنتخب اليتيم؟

time reading iconدقائق القراءة - 2
حلمي طولان مدرب مصر خلال الهزيمة أمام الأردن بكأس العرب في قطر - 9 ديسمبر 2025 - Reuters
حلمي طولان مدرب مصر خلال الهزيمة أمام الأردن بكأس العرب في قطر - 9 ديسمبر 2025 - Reuters
القاهرة-محمود أبوبكرأمير فتحي

تتواصل ردود الفعل الغاضبة في الوسط الرياضي المصري، بعد فشل منتخب مصر الثاني في بطولة كأس العرب والخروج من دور المجموعات، في أعقاب الخسارة القاسية من الأردن (3-0)

ودعت مصر البطولة دون تحقيق أي فوز بعدما حصدت نقطتين فقط من تعادلين مع الكويت والإمارات، قبل الهزيمة القاسية أمام "النشامى".

بعد الإخفاق، خرج وزير الشباب والرياضة المصري أشرف صبحي ليؤكد أن "المبررات غير مقبولة"، وأن ما جرى يكشف "خللًا كبيرًا في التنسيق بين الوزارة واتحاد الكرة".

وأبدى "صبحي" حزنه الشديد من أداء منتخب مصر الثاني في بطولة كأس العرب، قائلاً في تصريحات تلفزيونية: "لا بد أن يكون المنتخب الأول أفضل. لأن المنتخب الثاني أحزننا. لا بد أن يكون هناك مبرر لما حدث، لأننا ساندناهم ودعمناهم بكل تأكيد".

وأضاف صبحي: "على اتحاد الكرة ألا يتحدث كثيرًا عن المبررات غير المفيدة؛ بسبب ما حدث في كأس العرب، ولا بد أن نركز على المستقبل فقط وماذا نحتاجه لنحقق أهدافنا" وتابع "البطولة العربية ليست ضمن الأجندة الدولية، لكن اتحاد الكرة اتخذ قرارا بالمشاركة وانتهى الأمر" واستكمل: علينا التخطيط لبناء فريق تالي للمنتخب الأول، وأن نستعد جيداً لمثل هذه المنافسات".

"المنتخب اليتيم"

وحمّل حلمي طولان مدرب منتخب مصر الرديف مسؤولية إخفاق "الفراعنة" في كأس العرب إلى "شخص واحد" لم يحدده، لكن يعرفه الجميع، بحسب حديثه.

وأطلق طولان تصريحات في مؤتمر صحفي عقب الهزيمة من نظيره الأردني وتوديع البطولة، موجهاً أصابع الاتهام إلى أحمد دياب رئيس رابطة الدوري المصري، رغم عدم ذكر اسمه.

وتابع: "هذا الفريق وُلد يتيماً، هذه ليست حجة، أتحمل مسؤولية هذا الفريق كاملة، لكنه لم يجد من يدعمه بحق".

وأوضح: "قبل البطولة قيل لنا من أحد المسؤولين إنها بطولة ودية، 15 منتخباً هنا أوقفوا الدوري للاستعداد بأفضل طريقة، ما عدا الدوري المصري".

وشدد: "المسؤول عن الإخفاق شخص واحد يعرفه الجميع، رفض توقف الدوري وضحى بسمعة مصر والكرة المصرية".

وعن سبب قبوله المهمة رغم الظروف الصعبة، أجاب: "وافقت لأنني كُلّفت بها، لم يقبل أحد بالمهمة؛ لأنها محددة بثلاثة أشهر لتكوين وإعداد وخوض بطولة كبرى، وقبلت دون مقابل مالي لرد جزء من جميل بلدنا".

وواصل: "اخترنا 7 لاعبين أساسيين ومميزين من بيراميدز، لكن حُرمنا منهم بفعل فاعل، لم يسمحوا بانضمام لاعبي بيراميدز الفائزين ببطولات مع فريقهم من أجل استمرار الدوري، لذا اخترنا لاعبين جدد". وأكمل: "الدوري يُلعب من أجل المنتخبات، ما حدث غير مسبوق في الكرة المصرية".

من يتحمل المسؤولية؟

بدوره قال محسن صالح، عضو اللجنة الفنية بالاتحاد المصري لكرة القدم إن إعداد المنتخب الثاني لم يستغرق الوقت الكافي بعد رفض حسام حسن المدير الفني للمنتخب الأول المشاركة في البطولة.

أضاف صالح خلال تصريحات لـ"الشرق": "اتحاد الكرة واجه صعوبة بالغة في التعاقد مع مدرب لفترة قصيرة (حوالي ثلاثة أشهر)، كما أن التعاقد مع جهاز فني لمدة سنة كان سيعرض الاتحاد للاتهام بإهدار المال العام لذلك، قرر مجلس الإدارة تكليف المدرب المخضرم حلمي طولان بتكوين الجهاز الفني".

يؤمن "صالح" أن منتخب مصر الثاني كان بإمكانه تقديم أفضل أداء والوصول إلى الدور قبل النهائي في البطولة العربية، لولا عدة عوامل أثرت على المستوى العام للفريق، وأوضح أن من أبرز هذه العوامل قلة جهد بعض اللاعبين كبار السن، وقلة خبرة اللاعبين الجدد، إلى جانب عدم الالتزام التكتيكي وفردية بعض اللاعبين المخضرمين الذين حاولوا إثبات أحقيتهم بالتواجد مع المنتخب الأول.

صراع لا يخفى على أحد

في نهاية مايو الماضي أعلن اتحاد الكرة المصري تعيين حلمي طولان مدرباً لمنتخب مصر الثاني للمشاركة في بطولة كأس العرب 2025، بعد رفض حسام حسن "العميد" مدرب منتخب مصر الأول، خوض منافسات البطولة؛ خوفا من الإصابات قبل بطولة أمم إفريقيا بالمغرب.

منذ هذه اللحظة، ظهرت العديد من الأزمات التي كشف عنها طولان نفسه مثل عدم توفر ملاعب للتدريب ورفض بعض اللاعبين ترك أنديتها والانضمام إلى المنتخب. 

ويرى الصحفي والناقد الرياضي أحمد عبدالباسط ان مسؤولية خروج المنتخب يتحملها بشكل أساسي اتحاد الكرة، والأجهزة الفنية سواء كانت للمنتخب الأول، أو المنتخب الرديف.

ويستكمل عبدالباسط خلال حديثه لـ"الشرق" قائلا: "هناك حالة من العند بين طولان وحسام حسن، حيث يختار "حسن" لاعبين من أجل منعهم من الانضمام لمنتخب طولان، مما اضطر الأخير للمشاركة بالمتاح من اللاعبين، فيما كان من الأفضل له تقديم استقالته لعدم توافر العناصر، وغياب الاستعداد الجيد".

يرى عبدالباسط ان طولان لم يمتلك العناصر الجيدة والمستعدة للمشاركة وتمثيل اسم مصر، واتحاد الكرة لم يقم بدوره الأساسي كحلقة وصل بين المنتخب الأول والرديف، بالإضافة إلى ان الخلافات بين طولان وحسن أثرت بشكل كبير على سمعة الكرة المصرية.

ويختتم عبدالباسط حديثه للشرق قائلا: كان بإمكاننا تقديم ما هو أفضل من ذلك لو أحسنا الاختيار سواء على مستوى الأجهزة الفنية أو اللاعبين، موضحاً ان الدوري المصري ضعيف جداً وضعفه يؤثر على المنتخبات، وهو ما يقلقنا من أداء المنتخب الأول في كأس الأمم الإفريقية المقبلة بعد أيام".

تصنيفات

قصص قد تهمك