
لا يعيش الجناح المصري لفريق ليفربول محمد صلاح أسعد أيامه مع النادي الذي شهد أكبر نجاحاته بعد أزمته الأخيرة مع مدرب الفريق أرني سلوت.
يتدرب صلاح منفرداً بينما يلعب فريقه مباراة مهمة في دوري الأبطال في ميلانو، أما سلوت فلم يجنبه الفوز المهم على إنتر ميلان استفسارات الصحفيين المتلاحقة التي تحولت من السؤال عن تراجع الفريق إلى السؤال عن مستقبل نجمه الأول.
يحاول سلوت التأكيد على أن الفريق أكبر من أي لاعب، وأن الفوز في ليلة الثلاثاء في ميلانو وعودة الفريق للطريق الصحيح أهم من الحديث عن أزمة صلاح، لكن يأتيه الرد بأن صلاح ليس مجرد لاعب في ليفربول وأن الوضع الحالي لا بد له من حل.
وسط هذه الأزمة العاصفة في ليفربول يجلس حسام حسن مدرب المنتخب المصري، وعلى وجهه الابتسامة بينما يضع اللمسات الأخيرة على رحلة الفراعنة إلى المغرب للمشاركة في كأس الأمم الإفريقية.
بكل تأكيد لا يتمنى حسام لقائد فريقه أن يكون في أزمة من أي نوع مع ناديه لكن صلاح الذي يعرفه حسام، ونعرفه نحن لا يضع عينه إلا على كأس الأمم القادمة.
طالما احتاج الفراعنة إلى صلاح، لكن في هذه المرة بالتحديد يحتاج صلاح إلى منتخب بلاده لا ليثبت لأحد قيمته فلا نقاش حول ما يمكن لصلاح تقديمه، ولكن ليؤكد أن ليفربول ليس نافذته الوحيدة للسعادة، وأنه إن لم يشعر بالتقدير الذي يستحقه في أنفيلد، فإنه سيبحث عن هذا التقدير بعيدًا عنه.
بالنظر داخل دولاب بطولات صلاح لن نجد إلا مكاناً واحداً فارغاً ينتظر لقب كأس الأمم الإفريقية وهو أمر مستغرب على لاعب مثل أنجح منتخبات القارة في أربع مناسبات لكأس الأمم، وقد تكون هذه هي واحدة من فرصه الأخيرة لإضافة هذا اللقب إلى سجله الاستثنائي.
ذكرى بوركينا فاسو تلوح في الأفق
اقترب صلاح من الكأس مرتين لكن في كل مرة ضل الطريق في المحطة الأخيرة، وإن كان صلاح في حاجة لمن يدله على أقصر الطرق لكأس الأمم، فلن يجد أفضل من مدربه الحالي حسام حسن الذي حقق اللقب ثلاث مرات في مسيرته، فرفع الكأس في أيامه الأولى كلاعب عام 1986 على ستاد القاهرة وفي قمة مجده عام 1998 في بوركينا فاسو. أما المرة الأخيرة، فكانت مع اقترابه من خط النهاية في عام 2006، وعلى ستاد القاهرة أيضُا.
يراقب حسام الأزمة التي يعيشها صلاح، بينما يعود بذاكرته إلى أكثر من 25 عاماً، حين سافر إلى بوركينا فاسو تحت وابل من الانتقادات والتشكيك وعاد، وفي يده كأس الأمم ليستقبله المصريون استقبال الفاتحين.
يأمل حسام أن يعيش صلاح في المغرب ما عاشه هو نفسه في بوركينا فاسو، وأن تكون هذه الأزمة ترتيب قدري يمنحه ما لم يحققه من المصريين غير أبوه الروحي محمود الجوهري، حين حقق اللقب لاعبًا ومدربًا وأن يخرج من صراع صلاح وسلوت، وفي يده كأس الأمم.









