
روى بول غورست، مراسل صحيفة LIVERPOOL ECHO الذي تحدث إليه محمد صلاح بعد مباراة ليفربول وليدز يونايتد السبت، كواليس تصريحات النجم المصري، التي شكّلت قنبلة إعلامية لا تزال أصداؤها تتردد في العالم.
محمد صلاح شنّ هجوماً عنيفاً على ليفربول ومدربه آرني سلوت، ملمّحاً إلى رحيله، بعدما كان احتياطياً خلال تعادل فريقه 3-3 مع ليدز يونايتد في الدوري الإنجليزي الممتاز.
سلوت برّر إبقاءه صلاح على مقاعد البدلاء بأن الفريق احتاج إلى "السيطرة على المباراة، وليس تسجيل هدف".
وتابع: "علينا أن نتقبّل وضعنا. مستقبل محمد على المدى القريب هو مشاركته في كأس الأمم الإفريقية، ولكن قبل ذلك سنلعب ضد إنتر ميلان" الثلاثاء في دوري أبطال أوروبا.
"يبدو أن أحدهم لا يريدني في النادي"
صلاح قال بعد المباراة: "أنا محبط جداً، بصراحة. قدّمت الكثير لهذا النادي، والجميع يرى ذلك على مدار السنوات، وخصوصاً في الموسم الماضي".
وأضاف: "لا أعلم، يبدو أنني كبش فداء. هكذا شعرت، هكذا أشعر. أعتقد بأن من الواضح جداً أن هناك مَن يريد تحميلي كل اللوم. وعدني النادي في الصيف بوعود كثيرة، لكن لا شيء حتى الآن".
وتابع: "اتصلت بأمي وأبي أمس، وطلبت منهما حضور مباراة برايتون، لا يهمّ إن شاركت أم لا. سأستمتع بها... لا أعرف ما سيحدث الآن، لذلك سأكون في أنفيلد، وأودّع الجمهور (قبل) الذهاب إلى كأس الأمم الإفريقية، لأنني لا أعرف ما سيحدث عندما أكون هناك".
وزاد: "كانت علاقتي بالمدرب جيدة، وفجأة انقطعت. لا أعرف لماذا، يبدو لي، على ما أرى، يبدو أن أحدهم لا يريدني في النادي".
وقال النجم المصري: "لا أعتقد بأنني المشكلة. بذلت الكثير من أجل هذا النادي، مكتسباً الاحترام الذي أطمح إليه. ولست مضطراً للقتال يومياً من أجل مركزي، لأنني استحققته عن جدارة".
"صلاح تحدث مثل حيوان جريح دُمّر كبرياؤه"
بول غورست كتب في الصحيفة: "في كل مبارياته الـ420 تقريباً مع ليفربول، رفض محمد صلاح، بأدب وحزم، فرصة التحدث إلى وسائل الإعلام بعد صافرة النهاية. وبالتحديد، فعل النجم المصري ذلك في 417 مناسبة".
وأضاف: "عام 2018، أوفى بوعده بعدما وصل إلى حاجز الـ40 هدفاً في موسمه الأول. ربما اعتقد صلاح بأنه رفع سقف توقعاته بشكل غير واقعي، في محاولة لتجنّب أي حديث، لكنه حرص على الوفاء بوعده. عام 2019، بعد لحظات على فوزه بدوري أبطال أوروبا مع الريدز، تحدث صلاح أيضاً، مبتسماً بفخر بينما كانت ميدالية التتويج تتدلى من رقبته في مدريد بعد الفوز 2-0 على توتنهام هوتسبير".
وتابع: "قبل 13 شهراً... كشف صلاح لعدد ضئيل من الصحفيين أنه "بات خارج (ليفربول) أكثر منه داخله" بسبب فشله في التوصّل إلى اتفاق بشأن عقد جديد".
وزاد غورست: "لذلك، عندما أبلغ اللاعب البالغ 33 عاماً ECHO أنه سيعود للحديث بعد استحمام سريع إثر المباراة، بعدما جلس على مقاعد البدلاء طيلة مباراة التعادل 3-3 مساء السبت مع ليدز يونايتد، كان واضحاً تماماً أن ثالث أفضل هداف في تاريخ أنفيلد لديه ما يريد أن يُخرجه من صدره".
واعتبر أن ما حدث "كان استثنائياً حقاً، حتى بالنسبة إلى لاعب تعمّد استخدام وسائل الإعلام في محاولاته لتوجيه رسائله وإيصال وجهة نظره"، إذ أن "الصراحة اللاذعة التي رافقت محادثة استمرت نحو 7 دقائق ونصف كانت لافتة".
ووصف تصريحاته بأنها "مذهلة"، مضيفاً: "صلاح تحدث مثل حيوان جريح، دُمّر كبرياؤه بعد "إخراجه" من الفريق".
"تصرف أناني من صلاح"
غورست تابع في الصحيفة: "صلاح لم يُغرق المركب فحسب، بل قلبه رأساً على عقب نحو جبل جليدي هائل. وفي مثل هذا الوقت المضطرب الذي يمرّ به ليفربول عموماً، يُطرح السؤال: لماذا الآن؟ بالنسبة إلى المراسلين الذين تجمّعوا في المكان، من دواعي سرورهم سماع لاعب بهذه المكانة يتحدث بصراحة عن وضع يائس".
ولفت إلى أن "صلاح لم يكن غاضباً عندما تحدث"، كما لم يكن هناك أي شعور بأنه "سيندم" خلال رحلة العودة إلى ليفربول بعد المباراة، إذ أن ذلك "كان قراراً استباقياً بالهجوم".
واستدرك: "بالنسبة إلى المشجعين والزملاء، فإن مقابلته المذهلة لا تُسبّب سوى بمزيد من الصداع. اللاعب البالغ 33 عاماً نجح فقط في صبّ الزيت على ما يبدو، في الوقت الحالي، وكأنه حريق موسم، وهجوم صلاح على سلوت ومسؤولين آخرين في النادي لم يُسمّهم فاقم الفوضى لدى أبطال الدوري الإنجليزي الممتاز".
وزاد: "بهذا المعنى، كان ذلك تصرفاً أنانياً من صلاح، الذي كان أداؤه أقل بكثير من المستويات الرائعة التي قدّمها الموسم الماضي في طريقه إلى اللقب".
"سلوت لا يحاول إغضاب صلاح"
غورست ذكّر بأنه "حصل في أبريل على أضخم عقد إطلاقاً في أنفيلد، وأنهى الموسم فائزاً بالدوري الإنجليزي الممتاز والحذاء الذهبي".
وأضاف: "لكن هذه المرة، ليس هناك مبرّر لتجاوز الحدود. صلاح، مثل عدة زملاء آخرين، عانى من موسم سيء، ورغم أن فكرة إبعاد أفضل مصدر للأهداف من الفريق تشكّل "صدمة" غير ضرورية، إلا أن ليفربول لم يُهزم في المباريات الثلاث التي بدأها كبديل".
وتابع: "يمكن تفهّم، بعد 53 مباراة متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز، أن يشعر صلاح بضيق لغيابه عن 3 مباريات متتالية، ولكن هذه هي تقلّبات الأداء على مستوى النخبة، وفي وقت يُضطر فيه سلوت إلى التخطيط مسبقاً (لغياب صلاح مع منتخب مصر) طيلة أسابيع في كأس الأمم الإفريقية، لا يُمكن القول إن المدرب يُحاول إغضابه".
وزاد: "كان صلاح مُحقاً في إصراره على أنه ليس أكبر من النادي، لكن الكشف عن انقطاع علاقته بسلوت يبدو الآن وكأنه طعنة في ملعب مُلاك (النادي)، وربما حتى المشجعين، للاختيار" بينهما. وسأل: "كيف وصل الأمر إلى هذا الحدّ؟".










