الدوري المصري في ثوب جديد.. توقعات بموسم "أقوى" لا يخلو من جدل

بدأ العد التنازلي لانطلاق موسم الدوري المصري الممتاز 2025-2026 بثوب جديد، وسط تطلعات لمنافسة أقوى بعد النهاية المثيرة للجدل للموسم الماضي.

وتوج الأهلي باللقب بفارق نقطتين عن بيراميدز، الذي احتفل في الملعب بعد آخر جولة، معتبراً نفسه البطل الحقيقي للمسابقة.

ولجأ بيراميدز للقضاء احتجاجاً على عدم خصم 3 نقاط من رصيد الأهلي في نهاية الموسم بعد انسحابه من مباراة القمة أمام الزمالك.

وسحبت رابطة الأندية المصرية المحترفة اليوم الأحد قرعة الموسم الجديد للدوري، الذي ينطلق يوم 8 أغسطس، بمشاركة 21 فريقاً لأول مرة عقب إلغاء الهبوط في الموسم الماضي، وصعود 3 أندية هي وادي دجلة والمقاولون العرب وكهرباء الإسماعيلية.

وأسفرت القرعة عن إقامة لقاء القمة بين الأهلي وغريمه التقليدي الزمالك بالجولة التاسعة في استاد القاهرة، فيما يلتقي الأهلي مع بيراميدز بطل إفريقيا بالجولة الخامسة في نفس الملعب، أما الزمالك وبيراميدز فيتواجهان بالجولة 20 بملعب الدفاع الجوي.

 وبحسب النظام الجديد تُلعب المسابقة من مرحلتين، الأولى بطريقة الدوري المعتادة، ثم تُوزع الفرق لاحقاً على مجموعتين، إذ تتنافس 7 فرق على اللقب، وفقاً لمجموع النقاط في المرحلة الأولى، ويتصارع 14 فريقاً في مجموعة أخرى للنجاة من الهبوط.

وستهبط 4 فرق بشكل استثنائي هذا الموسم، ليتألف الموسم التالي من 20 فريقاً.

عدالة ومرونة

قال أحمد دياب، رئيس رابطة الأندية المصرية إن الرابطة ستُجري قرعة منفصلة لمباريات الدور الثاني من الدوري الممتاز، وذلك قبل 10 أيام فقط من انطلاق النصف الثاني من الموسم، لضمان تحقيق "أكبر قدر من العدالة والمرونة في جدول المباريات".

وأشار خلال كلمته بمراسم سحب القرعة إلى أن استمرار تطبيق نظام المجموعتين بعد الدور الأول "يهدف لتعزيز التنافسية، ويُعد خطوة مهمة نحو تطوير شكل المسابقة بما يتماشى مع المعايير الدولية".

موسم أقوي ومنافسة محصورة

يري الناقد الرياضي محمد البرمي أن الموسم المقبل سيكون "أقوي" من الموسم الماضي، خاصة أن فرق الدوري أبرمت صفقات قوية، حيث عزز الأهلي خطوطه بنجوم جدد، وعثر الزمالك على الهدوء المفقود منذ سنوات، فيما ازدادت ثقة بيراميدز بعد تتويجه بلقب دوري أبطال إفريقيا لأول مرة.

وأضح البرمي: "الأهلي ضم كوكبة من النجوم.. زيزو وبن رمضان وتريزيغيه، وسد جزءاً كبيراً من الفجوات في خط الدفاع، حتى بخروج وسام أبو علي ضم محمد شريف، وهناك غراديشار والصاعد حمزة عبد الكريم، وفي يناير يمكنه التعاقد مع مهاجم جديد إن احتاج، لكن إجمالاً لديه تشكيلة مثالية".

ويختلف معه الصحفي عبد الحفيظ طارق، حيث يرى أن الأهلي سيتأثر نوعاً ما في حال عدم تعويض الهداف الفلسطيني وسام أبو علي الذي غادر إلى كولومبوس كرو الأميركي.

ويتفق طارق والبرمي في أن بيراميدز يحتفظ بتشكيلة جيدة، رغم أنه لم يقتحم فترة الانتقالات بقوة، وسمح بانتقال نجمه إبراهيم عادل إلى الجزيرة الإماراتي، لكن سيعوضه بالبرازيلي إويرتون دا سيلفا من بانيك أوسترافا التشيكي، معتقدين أن الجناح الأيسر الجديد "صاحب إمكانات رائعة وكبيرة وسيصنع الفارق مع بيراميدز بكل تأكيد".

أما عن الزمالك، يقول طارق: "الزمالك يدخل الموسم بفكر جديد بعدما عيّن المدير الرياضي جون إدوارد، ويسعى لسد احتياجاته بأفضل صورة ممكنة في ظل الظروف المالية الصعبة التي تحيط به خلال السنوات الأخيرة بسبب بعض القضايا والغرامات بمبالغ طائلة للفيفا".

ويرى أن منافسة الزمالك للثنائي الأهلي وبيراميدز "تتوقف على الصفقات التي سيبرمها".

وتابع طارق: "الزمالك ضم بعض اللاعبين المحليين، بجانب المهاجم الأنجولي شيكو بانزا، وبصدد الإعلان عن ضم الموهبة المغربي عبد الحميد معالي، ولكن الصفقات لم ترض الجماهير حتى الآن، وإذا لم يجر صفقات جديدة سيواجه مصاعب في الموسم الجديد". 

قاهرا الكبار

يتوقع طارق أن تستمر ظاهرة الفرق حديثة العهد المزعجة للكبار، وخاصة البنك الأهلي وسيراميكا كليوباترا بعد احتلالهما المركزين الخامس والسادس في الموسم الماضي.

وأوضح: "هذه الأندية صنعت حالة بالمسابقة في الموسم الماضي، وقد تستمر على نفس المنوال، خاصة البنك الأهلي الذي كان نداً للفرق الكبرى، كما أبرم العديد من الصفقات للبقاء في المنافسة، وسيراميكا أيضاً يملك لاعبين من ذوي القدرات الرائعة".

وأضاف البرمي: "سيراميكا قدم موسم تعاقدات ممتاز بصفقات قوية من الأهلي ومواهب مختلفة من الدوري المصري، وسيكون منافساً قوياً، خاصة وأن علي ماهر مدرب جيد ويستطيع التعامل مع الأسماء الجديدة، وسيكون مفاجأة الموسم القادم".

كما يشهد الموسم المقبل التجربة الأولي لمحمد شوقي كمدرب رئيسي لفريق "زد".

ويتوقع طارق والبرمي أن تكون المنافسة مقتصرة على الثلاثي الأهلي والزمالك وبيراميدز كالعادة في السنوات الأخيرة، خاصة بين الأهلي وبيراميذر بسبب الإمكانات المادية الكبيرة.

بند مثير للجدل

كشفت الرابطة عن تعديلات في لوائح البطولة، حيث تم التأكيد على أن عدم ذهاب أي فريق إلى ملعب المباراة، يعني اعتباره خاسراً بنتيجة 3-0، بجانب خصم 3 نقاط من رصيده في نهاية المسابقة.

كما نصت لوائح الرابطة على السماح لكل فريق بتسجيل 6 لاعبين أجانب في قائمة المباراة، على أن يكون الحد الأقصى للاعبين المشاركين في نفس الوقت داخل الملعب 5 أجانب.

ويري البرمي أن اللوائح في مصر "هامشية، وتتغير بحسب الفريق، وتستفيد منها أندية الأهلي والزمالك وبيراميدز".

وتابع: "أظن أن الكرة المصرية ستكون أفضل لو كانت اللوائح تطبق على الجميع وتراعي مصلحة الكرة المصرية بشكل عام، دون الانتهاكات التي تحدث سنوياً، والجميع يستفيد منها بشكل أو بآخر، وفي بعض الأوقات يستفيد منها طرف على حساب الآخر.. وجود لائحة يضمن مسابقة دوري منتظمة، والعدالة ستكون خطوة للأمام في الدوري المصري، وعلى الأندية أن تساعد في ذلك".

وأقر طارق بأن النسخة الماضية شهدت الكثير من الجدل وقت انسحاب الأهلي في مباراة القمة بالدور الثاني من البطولة، واستفاد من بند "الظروف القهرية" الذي يعود الحق في استخدامه لمجلس إدارة رابطة الأندية المصرية.

ويستكمل طارق: "ما يثير الجدل أكثر هذا الموسم هو الإبقاء على بند الظروف القهرية والطارئة لمجلس إدارة الرابطة دون نقاش بها، كما أتاحت الرابطة في الموسم الجديد للأندية طلب تعديل مواعيد أو تأجيل المباريات، ولكن على أن يكون الطلب قبل الموعد المحدد للمباراة بـ10 أيام، وتدرس الرابطة الأمر قبل اتخاذ القرار النهائي".