دبي-محمود ماهر
تعرضت مسيرة الدولي البرتغالي جواو فيليكس لانتكاسة غير عادية منذ رحيله عن صفوف أتلتيكو مدريد، بتراجع حصيلته التهديفية وعدد مشاركاته في المنافسات المحلية والقارية مع جميع الأندية التي لعب لها، برشلونة وتشيلسي وميلان.
وقال موقع ترانسفير ماركت المختص في سوق الانتقالات إن تراجع مستوى جواو فيليكس السريع في الثلاث سنوات الماضية، ترتب عليه تراجع قيمته السوقية من 127 مليون يورو إلى 20 مليوناً فقط.
وكان فيليكس أحد أغلى المواهب في تاريخ كرة القدم عندما انضم لصفوف أتلتيكو مدريد قادماً من بنفيكا البرتغالي عام 2019 بحوالي 127 مليون يورو.
ويرحب معظم اللاعبين عادةً بفرصة تسليط الضوء على مسيرتهم عند انتقالهم من نادٍ لآخر، لكن قليلين هم من يتجنبون هذا الاهتمام خاصةً لو عاشوا نفس ما عاشه جواو فيليكس من تقلبات سيئة.
وعرض تشيلسي اللاعب البرتغالي للبيع في فترة الانتقالات الصيفية الحالية بعد فشله خلال فترة الإعارة القصيرة التي قضاها مع آي سي ميلان في النصف الثاني من الموسم الماضي.
كما هو الحال مع مسيرته المهنية بأكملها حتى الآن، كانت فترة المهاجم البرتغالي في ستامفورد بريدج مليئة بالإحباط والفشل. ومرة أخرى، كافح ليرقى إلى مستوى الضجة الإعلامية المحيطة به، أو حتى إلى قيمة انتقاله إلى أتلتيكو مدريد.
العودة إلى بنفيكا تُقرب فيليكس من قيمة رونالدو
وفقًا لتقارير برتغالية، من المقرر أن يعود صاحب الـ 25 عاماً إلى ناديه السابق بنفيكا في صفقة سيدفع فيها النادي 20 مليون يورو مقابل 50% من "حقوق" المهاجم.
وإذا دفع بنفيكا في النهاية مبلغ الـ 40 مليون يورو بالكامل لجعل هذه الصفقة دائمة، فسيصل إجمالي رسوم الانتقال المدفوعة لفيليكس على مدار مسيرته إلى 236 مليون يورو، مما يضعه بحوالي 16 مليون يورو فوق الفرنسي عثمان ديمبيلي (220 مليون يورو)، وخلف مواطنه كريستيانو رونالدو (247 مليون يورو) والبلجيكي روميلو لوكاكو (369 مليون يورو) والبرازيلي نيمار (400 مليون يورو)، في قائمة اللاعبين الذين تم إنفاق أعلى مبلغ إجمالي لرسوم الانتقال على مدار مسيرتهم المهنية.
وهيمنت على مسيرة جواو فيليكس التحركات الكبيرة مع أندية لها جماهيرية، إلا أنه كافح للارتقاء إلى مستوى أي من تلك الأندية، فعلى سبيل المثال، في عام 2019، استبدل المهاجم الشاب بنفيكا بأتلتيكو مدريد مقابل رسوم فلكية بلغت 127.2 مليون يورو، والتي لا تزال خامس أكبر رسوم انتقال تم دفعها على الإطلاق للاعب في تاريخ اللعبة.
ومع ذلك، لم يرتقِ فيليكس إلى مستوى هذا المبلغ بأي حال من الأحوال، وكما يتضح من الجدول الزمني لقيمته السوقية، فبعد أن ارتفعت بسرعة إلى أعلى مستوى لها في مسيرته عند 100 مليون يورو، بدأت بعد ذلك في الانهيار والتدهور بشكل طردي، حيث لم يقدم أي شيء مع الفريق الإسباني ما يشير إلى أنه لم يستحق كل هذه الضجة.
وبحلول الوقت الذي غادر فيه فيليكس النادي للانضمام إلى تشيلسي على سبيل الإعارة في يناير 2023، انخفضت قيمته السوقية إلى النصف لتصل إلى 50 مليون يورو فقط. وكان من المتوقع أن تستمر في الانخفاض.
تراجع جديد بالفشل مع ميلان
على الرغم من انتقاله إلى برشلونة الذي حظي بتغطية إعلامية واسعة ووعده بإعادة النجم البرتغالي إلى الملاعب، إلا أن ذلك لم يؤثر كثيرًا على قيمته السوقية حيث استمرت في الانخفاض حتى بعد تقديمه لمستوى جيد نوعاً ما.
لسوء حظ جواو أن الفريق الكتالوني كان يدربه تشافي هيرنانديز الذي لم يستفد من إمكانياته على أكمل وجه، مثلما حدث مع العديد من اللاعبين الآخرين في نفس الفترة.
تضاعف سوء حظ جواو بعدم قدرة البرسا على التعاقد معه أو استعارته مرة أخرى لأسباب اقتصادية خلال صيف 2024، ليبدأ أتلتيكو مدريد في التحضير لبيعه، ووقتها كانت قيمته السوقية وصلت 30 مليون يورو.
على الرغم من أن المبلغ الذي دفعه تشيلسي في النهاية لفيليكس كان أقل من نصف ما دفعه أتلتيكو مدريد قبل خمس سنوات، إلا أن ذلك لم يساعد اللاعب على التكيف وفرض نفسه أمام المدرب الجديد للبلوز إنزو ماريسكا الذي قرر مع الوقت التخلص منه بإعارته لميلان.
وحين وضع جواو في اختبار قوي مع ميلان أمام فينورد روتردام بملحق ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا عجز عن التسجيل، وهو نفس السيناريو الذي حدث في مباريات محلية أخرى مهمة، ليصرف النادي النظر عن تمديد إعارته من تشيلسي.
تبقى مشكلة فيليكس الأساسية عدم قدرته على تقديم أداء جيد في إسبانيا أو إنجلترا أو إيطاليا كما كان في البرتغال، وقد لعبت الإصابات دوراً في ذلك بالتأكيد، فقد أبعدت إصابات الكاحل المهاجم عن معظم موسم 2019/2020، ثم مرة أخرى في موسم 2021/22 حيث غاب عن 20 مباراة.
مع ذلك، فإن هذا لا يُبرر حقيقة أن المهاجم عادةً ما يُسجل حوالي نصف مساهماته التهديفية التي حققها في موسمه الأخير مع بنفيكا في كل من المواسم الستة التالية، لذلك، ربما تكون العودة إلى بنفيكا خياراً منطقيًا تمامًا لفيليكس.
تصنيفات
