
يعيش مركز حراسة مرمى برشلونة حالة غير مألوفة، بتواجد 4 حراس مرمى من طراز رفيع، جميعهم على استعداد لارتداء الرقم 1، وقيادة الفريق في جميع المسابقات التي سينافس عليها خلال الموسم المقبل، بما في ذلك العائد من إصابة الرباط الصليبي مارك أندري شتيغن.
وأعلن نادي برشلونة، أول أمس الإثنين، تجديد عقد حارسه المجاني تشيزني، في مفاجأة غير متوقعة، نظراً لتعاقده ببداية سوق الانتقالات الصيفية الحالية مع الحارس الإسباني الشاب جوان غارسيا من الجار إسبانيول.
وكانت صحيفة “ماركا” مهدت لإمكانية حدوث ذلك، حين كشفت سابقًا أن الحارس البولندي قد أعطى موافقته بالفعل للنادي الكتالوني على الاستمرار خلال التفاوض مع جوان غارسيا.
ومع ذلك، فقد كان تجديداً غير تقليدي بالنظر إلى الوضع الذي أصبحت عليه حراسة مرمى برشلونة في الوقت الحالي، إذ يمتلك الفريق الآن أربعة حراس ضمن قائمته واثنين فقط منهما مسجلين رسمياً، وهما تير شتيغن وإيناكي بينيا.
من المرجح أن يتم تقليص عدد الحراس إلى ثلاثة خلال الأيام القليلة المقبلة، والضحية هو إيناكي بينيا، بسبب ما حدث في الموسم الماضي حين تم اللجوء الى التعاقد مع حارس مرمى معتزل مثل تشيزني بعد إصابة شتيغن بقطع في الرباط الصليبي، وتهميش دوره كخيار أول عند غياب الحارس الأساسي.
وبات واضحاً أن الحارس الكتالوني في طريقه للرحيل، وبحسب مصادر صحفية بدأ بينيا تحليل العروض التي تلقاها، وتتمثل فكرته الراهنة في التوصل إلى اتفاق مع ناديه الجديد قبل أن يعود البرسا إلى التدريبات التحضيرية وخضوع عناصر الفريق للفحوصات الطبية يوم الأحد الموافق 13 يوليو.
جوان غارسيا.. صفقة لامعة
بغض النظر عن رحيل بينيا المنتظر، فإن إدارة المدير الفني هانزي فليك لمركز الحراسة في الموسم الجديد ستمثل تحدياً كبيرًا. فقد تعاقد برشلونة، قبل عدة أسابيع، مع جوان غارسيا قادمًا من إسبانيول بمبلغ مالي فاق ال25 مليون يورو، وهي صفقة تُعد رهاناً واضحًا على المستقبل، بسبب صغر سن اللاعب المنتمي سابقًا للفريق “الثاني” بإقليم كتالونيا.

في الوقت ذاته، تُعتبر أيضًا رهانًا على الحاضر، لأن الحارس صرّح في أولى كلماته بشكل واضح أنه جاء إلى برشلونة من أجل لعب الأدوار الأولى وليس مجرد حارس احتياطي. كما أن أرقامه في الموسم الماضي تؤيد هذا الطموح
ما أحقية تير شتيغن في التشكيل الأساسي؟
بيد أن نوايا غارسيا قد تتعارض أو تصطدم بشكل مباشر مع رغبات مارك أندريه تير شتيغن، الذي يرى أن هذه الصفقة قد وضعت أحقيته في المركز الأساسي تحت المجهر، وهي الأحقية التي تمتع بها طيلة عقد من الزمان منذ رحيل كلاوديو برافو عن “كامب نو”.

ومع وصول جوان غارسيا وتمديد عقد تشيزني، يبدو أن النادي يحاول دفع بتير شتيغن نحو باب الخروج. إذ تؤمن الإدارة بأن الحارس الألماني، إن شعر بخطر فقدان مكانه الأساسي، سيبحث عن نادٍ آخر يستطيع أن يضمن له اللعب بصفة مستمرة قبل مونديال 2026.
ولا شك أن رحيل شتيغن سيمنح البرسا مساحة مالية كبيرة ضمن قواعد اللعب المالي النظيف، بسبب حصوله على راتب سنوي ضخم، كما أن مركز الحراسة سيكون حينها مغطى بشكل جيد من ثلاثة حراس.
مباراة مايوركا في افتتاح الليغا
يعتزم تير شتيغن على القتال حتى النهاية ضد غارسيا، فبحسب كافة المصادر الكتالونية لا ينوي الالماني مغادرة برشلونة، ويود أن يخوض التحدي الذي وضعه النادي أمامه بالمنافسة.
وبهذا سيكون على فليك أن يكون دقيقًا جدًا في اختياراته. فلن يكون من السهل اتخاذ القرار بشأن من سيكون الحارس الأساسي في المباراة الأولى من الدوري أمام ريال مايوركا.

ويجب ألا ننسى أن هذا اللقاء سيُقام قبل 15 يوماً فقط من إغلاق سوق الانتقالات الصيفية الحالية، بالتالي ما هو أبيض اليوم قد يتحوّل إلى أسود حينها.
ما دور تشيزني؟
يبدو أن الحارس البولندي لا يمتلك فرصاً حقيقية في المنافسة مع زميليه غارسيا وشتيغن. ومع ذلك، لا ينبغي لأحد أن ينسى أنه كان الحارس الأساسي في المباريات الأخيرة لبرشلونة الموسم الماضي.
كما أنه قدّم أداءً رائعًا منذ وصوله إلى النادي عقب العدول عن الاعتزال، حين كان الفريق بأمسّ الحاجة إليه.
“تيتش” شخص هادئ ويعلم تمامًا طبيعة الوضع الذي هو فيه، لكن في حال بقي خارج قائمة المباراة الأولى وجلس في المدرجات، فلن يشعر بالكثير من الرضا.