ما سر تألق "الظاهرة" أشرف حكيمي مع باريس سان جيرمان؟

يُقدم المغربي أشرف حكيمي أداءً خيالياً مع باريس سان جيرمان هذا الموسم، وأصبح ركيزة أساسية لفريق المدرب لويس إنريكي.

وقاد المدافع البالغ عمره 26 عاماً بطل أوروبا إلى نصف نهائي كأس العالم للأندية، حيث سيواجه ريال مدريد مساء الأربعاء.

وواصل حكيمي إبهار الجميع بإحصاءاته على مدار الموسم الحالي، إذ سجل 11 هدفاً، وصنع 15 هدفاً، ليُساهم في تتويج باريس سان جيرمان بثلاثية الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا.

ولا يعرف جوليان، رئيس ومؤسس رابطة مشجعي باريس سان جيرمان في نيويورك، كيف بذل حكيمي هذا المجهود على مدار الموسم الحالي.

وقال جوليان لإذاعة "RMC Sport": "لا أعرف كيف يفعل ذلك، إنه أمر مثير للإعجاب".

وسيشاهد بيير، وهو أحد أعضاء رابطة باريس سان جيرمان في نيويورك، حكيمي في مواجهة ريال مدريد يوم الأربعاء في ملعب ميتلايف في نيوجيرسي.

وقال بيير: "إنه في الدفاع، وفي الوسط، حتى أننا نراه في الهجوم. حكيمي يتمتع بقوة بدنية هائلة، ونشاهده يستمتع باللعب بفضل الحرية التي منحه إياها لويس إنريكي. نرى أنه يستمتع باللعب".

ظاهرة أشرف حكيمي

أصبح الظهير الأيمن محبوباً لدى جميع الجماهير، وتحول إلى ظاهرة سواء في التعامل مع الكرة، أو من الناحية البدنية.

ويملك ألكسندر دلال مدرب اللياقة البدنية علاقات قوية مع لاعبي باريس سان جيرمان، ورغم أنه لم يعمل مباشرة مع حكيمي، إلا أنه منبهر بالصفات الفطرية للاعب المنتخب المغربي.

وقال دلال: "إنه قوي من الناحية البدنية، ويبذل جهداً كبيراً باستمرار، ويتمتع بسرعة قصوى تتجاوز 33 كيلومتراً في الساعة، كما يتميز بنشاطه طيلة المباراة، دون أي تباطؤ".

وأضاف: "إنه اللاعب المثالي لأسلوب اللعب الذي يتطلبه لويس إنريكي، ويتمتع بقدرة كبيرة في ألعاب الهواء، وهو ربما الأفضل في العالم في مركزه".

وبلغ متوسط المسافة التي قطعها حكيمي في دوري أبطال أوروبا ​​أكثر من 10.5 كيلومتر في المباراة، كما أنه من بين أفضل خمسة لاعبين في الدوري الفرنسي من حيث الانطلاقات السريعة، وتصل سرعته إلى 36.9 كيلومتر في الساعة، مما يجعله أحد أسرع اللاعبين في العالم.

وخاض حكيمي 66 مباراة حتى الآن في موسم 2024-2025، منها 53 مباراة مع باريس سان جيرمان و13 مباراة مع المغرب، بما في ذلك أولمبياد باريس 2024.

ويُبهر حكيمي جماهير باريس سان جيرمان بجهوده المتواصلة، ويُقال إنه يتمتع بجسم رياضي يُضاهي عداء 800 متر.

"لا للاستسلام"

ساهم لويس إنريكي في تطوير حكيمي، وبالإضافة إلى قدراته البدنية، أثبت اللاعب المغربي نفسه كلاعب أساسي في غرفة الملابس.

ويتحدث حكيمي الفرنسية والإسبانية والإيطالية والإنجليزية، وهو أحد نواب قائد الفريق، ويلعب دور حلقة الوصل بين الجميع، لذا، فهو لاعب لا غنى عنه في باريس ومع المنتخب الوطني.

وقال بعض أصدقاء حكيمي: "أشرف مُحاط بمحترفين طيلة الأسبوع. لديه خبراء تغذية ومعالجون ومدربو لياقة بدنية، وهو سعيد بوجوده في أفضل نادٍ في العالم، ومع أفضل مدرب في العالم، واللعب مع أفضل اللاعبين، إنه لا يستسلم ويُمكنه من تجاوز أي شيء".

ولم يُبدِ حكيمي نفسه أي شكوى من الإرهاق بعد الفوز الصعب على بايرن ميونيخ في ربع نهائي كأس العالم للأندية.

وأضاف حكيمي للصحفيين: "نبذل قصارى جهدنا من أجل بعضنا البعض، ونبقى مُتحدين، وهذا هو الأهم، فهذا ليس وقت الاستسلام، ونحن المرشحون للفوز بالبطولة. علينا أن نتعافى جيداً لنصف النهائي، وأشعر أنني مُستعد".

ويبذل لويس إنريكي قصارى جهده للحفاظ على لياقة اللاعب المغربي، ومنحه راحة ليومين بعد مباراة بايرن.

وسيكون حكيمي متحمساً لمواجهة فريقه السابق ريال مدريد، ومقابلة صديقه العزيز كيليان مبابي مهاجم الفريق الإسباني.

وقال حكيمي: "أنا سعيد جداً برؤيته مجدداً، وأتمنى أن يشارك في التشكيلة الأساسية".

 

الكرة الذهبية

ويحلم حكيمي بالفوز بالكرة الذهبية، وهو بالتأكيد أحد المرشحين لها بعد ما قدمه على مدار الموسم.

وقال بيير: "أعتقد أنه أفضل ظهير أيمن في العالم بلا منازع، لكن من المؤسف أن الفوز بالكرة الذهبية يكاد يكون أمراً مستحيلاً لأي مدافع".

ويتفق الصحفي جان ميشيل لاركيه مع بيير في صعوبة فوز مدافع بالكرة الذهبية.

وقال لاركيه لإذاعة "RMC Sport": "فوز حكيمي بالكرة الذهبية، سيكون أمراً رائعاً لكرة القدم، كما أنه من الجيد ألا يركز المصوتون على المهاجمين، فكيف يمكننا تجاهل لاعب أحدث ثورة في دور الظهير؟".

 

موسم صعب آخر

ينتظر حكيمي خوض موسم صعب آخر إن لم يكن أكثر، حيث يستضيف المغرب كأس الأمم الإفريقية في ديسمبر المقبل.

وسيكون اللقب أولوية للبلاد، بما في ذلك حكيمي، أحد رموز هذا الجيل الذي يحلم باستعادة اللقب لأول مرة منذ 1976، كما من المنتظر مشاركته مع المغرب في كأس العالم 2026.

وسيحصل لاعبو باريس سان جيرمان على ثلاثة أسابيع فقط للراحة قبل بداية موسم 2025-2026.

ويتساءل ألكسندر دلال: "ما يفعله حكيمي أمراً خارقاً على المستويين الرياضي والذهني، فكيف يُمكن أن يكون في كامل لياقته البدنية في كل مباراة لفترة طويلة؟".

وأضاف: "أعتقد أن باريس سان جيرمان سيضطر إلى منحه فترة راحة أطول، ففي ظل الجدول المزدحم سيكون بحاجة إلى أكثر من ثلاثة أسابيع، وسيستفيد النادي من ذلك لاحقاً. حكيمي يحتاج إلى استعادة نشاطه".