كيف؟.. ولماذا انهار أتلتيكو مدريد في النصف الثاني من الموسم؟

من المنافسة على لقب الليغا إلى الصراع على مقعد أوروبي

time reading iconدقائق القراءة - 2
حسرة لاعبي أتلتيكو مدريد بعد الخسارة أمام ريال مدريد في إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا - 12 مارس 2025 - Reuters
حسرة لاعبي أتلتيكو مدريد بعد الخسارة أمام ريال مدريد في إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا - 12 مارس 2025 - Reuters
دبي-محمد شقير

شهد أتلتيكو مدريد تحولاً دراماتيكياً في مساره خلال موسم 2024-2025، فبعد أن كان منافساً قوياً على لقب الدوري الإسباني، تراجع الفريق ليجد نفسه ينافس فقط على مقعد مؤهل للمسابقات الأوروبية.

انتقل أتلتيكو مدريد من صدارة الدوري الإسباني في منتصف الموسم إلى المركز الثالث مع اقتراب الموسم من النهاية.

هذا التراجع المفاجئ كان نتيجة لمزيج من العوامل الرياضية والإدارية التي أثرت بشكل كبير على أداء الفريق واستقراره.

في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل أسباب هذا التراجع مع أمثلة واضحة ومحددة.

انخفاض الأداء في النصف الثاني من الموسم

بعد أن أنهى أتلتيكو مدريد النصف الأول من الموسم متصدراً بـ44 نقطة، شهد الفريق تراجعاً في الأداء خلال النصف الثاني، حيث حصد 23 نقطة فقط من أصل 48 ممكنة في 16 مباراة حتى الآن، مما أدى إلى تراجعه إلى المركز الثالث.

الإصابات والإرهاق البدني

أحد الأسباب الرئيسية لتراجع أتلتيكو مدريد كان الإصابات المتكررة التي ضربت لاعبيه الأساسيين، مما أثر على انسجام الفريق واستقراره.

على سبيل المثال، تعرض المدافع روبن لو نورماند لإصابة بارتجاج دماغي، مما أبعده عن الفريق في مباريات حاسمة، وترك خط الدفاع مكشوفاً.

كما غاب القائد كوكي عن عدة مباريات حاسمة في الموسم بسبب مشاكل بدنية، وهو ما أفقد الفريق خبرته القيادية.

في خط الوسط، عانى رودريغو دي بول من إصابة عضلية حرمته من المشاركة، بينما تعرض كليمان لونغليه لإصابة مشابهة، مما قلل من الخيارات التكتيكية للمدرب دييغو سيميوني.

هذا الإرهاق البدني لم يقتصر على الإصابات فقط، بل ظهر أيضاً في انخفاض مستوى اللاعبين خلال المباريات الأخيرة بسبب الجدول المزدحم.

كوكي قائد أتلتيكو مدريد يجلس على مقاعد البدلاء خلال مباراة الديربي ضد ريال مدريد - 8 فبراير 2025
كوكي قائد أتلتيكو مدريد يجلس على مقاعد البدلاء خلال مباراة الديربي ضد ريال مدريد - 8 فبراير 2025 - REUTERS

تراجع الأداء في المباريات الحاسمة

شهد أتلتيكو مدريد سلسلة من النتائج السلبية في المباريات الحاسمة، وهو ما أثر على معنويات اللاعبين وثقتهم.

في دوري أبطال أوروبا، خسر الفريق أمام ريال مدريد بركلات الترجيح 4-2 بعد التعادل بمباراتي الذهاب والإياب 2-2 في ربع النهائي.

وفي الدوري الإسباني، خسر 4-2 أمام برشلونة بعد أن كان متقدماً 2-0 حتى الدقيقة 72، ثم ودع كأس الملك من نصف النهائي أمام البارسا أيضاً.

حتى أمام الفرق الأقل قوة فشل الفريق في تحقيق الانتصارات، وعلى سبيل المثال، خسر أمام ليغانيس (1-0)، وتعادل مع فياريال وسيلتا فيغو بذات النتيجة (1-1)، ثم خسر أمام خيتافي 2-1.

هذه النتائج السلبية في المواجهات أظهرت ضعفاً في عقلية الفريق وقدرته على التعامل مع الضغط.

أنطوان غريزمان مهاجم أتلتيكو مدريد خلال مواجهة برشلونة في إياب نصف نهائي كأس ملك إسبانيا - 2 أبريل 2025
أنطوان غريزمان مهاجم أتلتيكو مدريد خلال مواجهة برشلونة في إياب نصف نهائي كأس ملك إسبانيا - 2 أبريل 2025 - Reuters

ضعف الأداء خارج الديار

تميز أتلتيكو مدريد خلال الموسم الحالي بضعف ملحوظ في نتائجه خارج ملعبه.

الفريق خسر 4 مباريات، وتعادل في 6 من أصل 17 مباراة لعبها بعيداً عن ملعب "ميتروبوليتانو" في الليغا، وهو ما جعل حظوظه في المنافسة تتراجع.

هذه النتائج السلبية خارج الديار عكست ضعفاً في الشخصية الجماعية للفريق.

مشكلة في إنهاء الهجمات

على الرغم من امتلاك الفريق لمهاجمين مميزين مثل جوليان ألفاريز وألكسندر سورلوث، إلا أن أتلتيكو عانى من إهدار الفرص السهلة. 

في مباراة ضد ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا، أضاع ألفاريز ركلة ترجيح حاسمة، مما أثر على ثقته بنفسه ومعنويات الفريق ككل.

كما تراجع أداء سورلوث في النصف الثاني من الموسم، بعد أن بدأ الموسم بشكل قوي.

هذا التراجع في الفعالية الهجومية جعل الفريق غير قادر على حسم المباريات حتى ضد الفرق الأضعف.

لحظة تسديد جوليان ألفاريز لاعب أتلتيكو مدريد ركلة الترجيح الشهيرة بمواجهة ريال مدريد في إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا - 12 مارس 2025
لحظة تسديد جوليان ألفاريز لاعب أتلتيكو مدريد ركلة الترجيح الشهيرة بمواجهة ريال مدريد في إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا - 12 مارس 2025 - Reuters

غياب الاستقرار التكتيكي

المدرب دييغو سيميوني، المعروف بنظامه الدفاعي الصلب، لجأ هذا الموسم إلى تغييرات تكتيكية مستمرة بحثاً عن حلول هجومية، لكن هذه التعديلات جاءت بنتائج عكسية.

اعتمد سيميوني على خطة 4-4-2 التقليدية في بعض المباريات، بينما لجأ إلى 3-5-2 في مباريات أخرى، مما أفقد اللاعبين الثبات في مراكزهم.

جوليان ألفاريز، النجم الهجومي الجديد للفريق، تم استخدامه كمهاجم وحيد في بعض الأحيان وكشريك لسورلوث في أوقات أخرى، مما أثر على انسجام الثنائي.

كما استخدم سيميوني كوكي كجناح أيمن، وهو مركز غير مناسب لقدراته، مما جعله غير قادر على تقديم الإضافة الهجومية المطلوبة، وفق موقع "laligaexpert".

دييغو سيميوني مدرب أتليتكو مدريد خلال مباراة أوساسونا في الدوري الإسباني - 12 يناير 2025
دييغو سيميوني مدرب أتليتكو مدريد خلال مباراة أوساسونا في الدوري الإسباني - 12 يناير 2025 - Reuters

تراجع الدعم الجماهيري

شهد أتلتيكو مدريد احتجاجات من جماهيره، خاصة مجموعة "فرينتي أتلتيكو"، التي عبرت عن غضبها من سوء إدارة النادي ونتائج الفريق.

 في بعض المباريات، غابت الجماهير عن تشجيع الفريق، بينما تم إغلاق جزء من مدرجات ملعب " ميتروبوليتانو" كعقوبة بسبب أحداث شغب.

هذا الغياب الجماهيري، الذي يعتبر أحد أهم عناصر قوة أتلتيكو، أثر على معنويات اللاعبين، خاصة في المباريات التي كان الفريق بحاجة فيها لدعم جماهيره.

نقص الاستثمار في التعاقدات

رغم ضم أتلتيكو مدريد لمهاجمين مثل جوليان ألفاريز وألكسندر سورلوث، إلا أن الفريق لم يقم بتعزيزات كافية في بعض المراكز الحيوية .

 خط الدفاع لم يتم دعمه بلاعبين من الطراز الأول، مما جعل الفريق يعاني في حال غياب لاعبيه الأساسيين.

كما اعتمد النادي على لاعبين شباب مثل بابلو باريوس، وهو لاعب موهوب، لكنه يفتقر للخبرة الكافية في المباريات الكبرى.

هذا الاعتماد على لاعبين غير مجربين في مواقف حاسمة أثر على توازن الفريق.

أنطوان غريزمان ولاعبون آخرون من أتلتيكو مدريد محبطون بعد مباراة ضد إسبانيول بالدوري الإسباني - 29 مارس 2025
أنطوان غريزمان ولاعبون آخرون من أتلتيكو مدريد محبطون بعد مباراة ضد إسبانيول بالدوري الإسباني - 29 مارس 2025 - Reuters

تراجع أتلتيكو مدريد من المنافسة على لقب الدوري الإسباني إلى الصراع على مقعد أوروبي ليس مجرد صدفة، بل هو نتيجة لمجموعة من العوامل المتشابكة التي ضربت الفريق من الداخل والخارج.

من الإصابات والإرهاق، إلى التغييرات التكتيكية غير المستقرة، ونقص الاستثمار في التعاقدات، كلها أسباب ساهمت في تراجع الفريق.

لكن مع بقاء دييغو سيميوني على رأس القيادة الفنية، يمتلك أتلتيكو مدريد فرصة لإعادة البناء وتصحيح المسار في الموسم المقبل، بشرط معالجة هذه المشاكل بشكل فعّال.

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.