بابا فليك.. ألمانيّ يقود برشلونة لقمة المجد بابتسامة نادرة

time reading iconدقائق القراءة - 2
هانزي فليك مدرب برشلونة يحتفل مع إيينغو مارتينيز بالفوز على ريال مدريد في الدوري الإسباني - 11 مايو 2025 - Reuters
هانزي فليك مدرب برشلونة يحتفل مع إيينغو مارتينيز بالفوز على ريال مدريد في الدوري الإسباني - 11 مايو 2025 - Reuters
دبي -شادي أمير

إذا سألت أي مشجع لبايرن ميونيخ هل سبق أن شاهدت هانزي فليك يبتسم، فسيحتاج إلى وقت طويل لتذكر مرة واحدة فعلها المدرب الألماني.

حتى عندما سحق بايرن منافسه برشلونة 8-2 في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا 2019-2020، لم تظهر حتى شبح ابتسامة على وجه فليك، وربما ابتسم مجرد ابتسامة عند التتويج على حساب باريس سان جيرمان في النهائي.

الوضع مع برشلونة مختلف تماماً. تشاهده يضحك، ويركض للاحتفال بالانتصارات والألقاب، وهذا أمر غريب.

في فترة فليك مع بايرن، ظهرت النسخة الألمانية الجادة من فليك، وربما يعود هذا إلى خلافاته الدائمة مع الإدارة حول الصفقات.

واستمر الوضع بعد فترة سيئة مع منتخب ألمانيا، شهدت الخروج المبكر من دور المجموعات بكأس العالم 2022.

وعندما تولى فليك (60 عاماً) تدريب برشلونة، كان يُدرك أن اللاعبين ليسوا بحاجة إلى مدرب، بل "أب" بالنظر إلى وجود العديد من اللاعبين الشبان داخل صفوف الفريق.

ورأى فليك أن برشلونة بوابته للعودة وإثبات قدراته كمدرب، كما أنه وجد المنجم الذي يحلم به، وهو أكاديمية "لا ماسيا".

اختلافات جوهرية

اعتاد برشلونة اللعب بالأسلوب المعتمد على التمريرات القصيرة من أجل خلق المساحات، مع انتظار الفرصة للانقضاض على المنافسين.

وخلال فترة تشافي، توصل المنافسون إلى أسلوب دفاعي لمواجهة برشلونة، ليكتفي الفريق بلقبين فقط خلال ثلاثة مواسم، حيث توج بالدوري في 2023، وكأس السوبر الإسبانية.

الفشل لاحق الفريق في دوري أبطال أوروبا، وودع المسابقة من دور المجموعات مرتين، وسقط في الدور ربع النهائي بعد هزيمة ثقيلة أمام باريس سان جيرمان في العام الماضي.

ومع ابتعاد فليك عن التدريب منذ رحيله عن ألمانيا، فتح برشلونة الباب أمام مدرب، يفضل الكرة الهجومية، لكن بأسلوب مختلف عن "تيكي تاكا" المعتادة.

ويعتمد فليك على الضغط بقوة على المنافسين، واسترجاع الكرة في أسرع وقت ممكن، واللعب المباشر باتجاه المرمى، وبأقل عدد من التمريرات، وهو أشبه بأسلوب يورغن كلوب المدرب السابق لليفربول.

كما يختلف أسلوب التعامل بين تشافي هرنانديز المدرب السابق لبرشلونة وفليك، فاللاعب الإسباني السابق كان يُطبق عقوبات مالية، لكن نظيره الألماني يتعامل بمنظور "الأب".

وتحدث لاعبو برشلونة عن أن فليك أبلغهم منذ بداية الموسم أن التأخر عن مواعيد التدريب، سيؤدي إلى إبعاد اللاعب عن التشكيلة الأساسية، وكأنك تحاول حرمان طفل من هوايته المفضلة.

إعادة اكتشاف

في نهاية حقبة تشافي مع برشلونة، اقتنعت الجماهير أنه لا سبيل من تطوير العديد من اللاعبين، وأنه لا مفر بسبب الأزمة المالية في النادي.

فليك كان له رأي آخر، وتحول إنييغو مارتينيز من مدافع يجب رحيله إلى حجر أساس في التشكيلة مع الشاب باو كوبارسي.

كما نجح فليك في إعادة اكتشاف جول كوندي وفيران توريس وفرينكي دي يونغ، لكن الأهم هو رافينيا الذي كان قريباً من الرحيل لولا الاجتماع مع المدرب الألماني.

ولعب تطوير أداء بيدري دوراً كبيراً في ظهور برشلونة بشكله الحالي هذا الموسم، بينما لم يكن على فليك سوى منح الحرية للرائع لامين يامال بعد قيادته إسبانيا للقب بطولة أوروبا في الصيف الماضي.

وجاء تصعيد مارك كاسادو وهيكتور فورت وجيرار مارتن من الفريق الثاني ببرشلونة بنتائج إيجابية، ليتأكد الجميع من قدرة فليك على تطوير مستوى اللاعبين الشبان.

ماذا بعد؟

ربما كانت جماهير برشلونة تحلم قبل بداية الموسم بالمنافسة على لقب الدوري، لكن حلم دوري الأبطال كان مستبعداً تماماً، وخاصة بعد انضمام كيليان مبابي لكتيبة ريال مدريد.

 استهل برشلونة الموسم بخمسة انتصارات في الدوري، لكن الفريق سقط أمام موناكو في دوري الأبطال، ليعود الجميع إلى أرض الواقع.

وربما تكون الفترة من 23 إلى 26 أكتوبر هي نقطة التحول الأولى في موسم برشلونة، إذ انتصر الفريق 4-1 على بايرن ميونيخ، ثم قدم لوحة فنية ليسحق ريال مدريد في سانتياغو برنابيو بنتيجة 4-0.

لكن برشلونة أنهى 2024 بشكل متواضع بسبب الإصابات التي ضربت الفريق، ليفقد الصدارة، ويتراجع إلى المركز الثالث بفارق ست نقاط عن أتلتيكو مدريد المتصدر، وخمس نقاط عن ريال مدريد صاحب المركز الثاني.

أعاد فليك ترتيب أوراقه في 2025، ووجه الضربة الثانية لريال مدريد بالتتويج على حسابه بلقب كأس السوبر الإسبانية، واستعاد صدارة الدوري، كما نجح في عبور ربع نهائي دوري الأبطال للمرة الأولى منذ 2019 قبل الخروج الصعب أمام إنتر ميلان.

وسيبقى السؤال المهم لجماهير برشلونة حول قدرة فليك على تكرار الأمر في الموسم المقبل، خاصة أنه فشل في موسمه الثاني في بايرن، واكتفى بلقب الدوري المحلي فقط بعد تحقيق السداسية في موسمه الأول.

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.